الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الإنترنت" المتهم الأول في "صناعة الإرهاب".. 80% من عمليات التجنيد تتم من خلاله.. محللون: الاستقطاب الإلكتروني أخطر العمليات.. والتصدي له يحتاج استراتيجية إعلامية واضحة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبح للإنترنت، في الآونة الأخيرة، دورا مركزيا، كشريك في صناعة الإرهاب ونشر الأفكار المتطرفة واستقطاب العناصر المؤهلة للإرهاب، وذلك بعد أن تم الكشف مؤخرًا عن دور مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام الجماعات الإرهابية لها، في تجنيد العناصر المتطرفة وتنفيذ العمليات الإرهابية.
وتعتمد تلك المواقع على نشر معلومات دينية مغلوطة ومضلله لكي يسهل اقناع واستقطاب الشباب، وتبديل أفكارهم السلبية بأفكار متطرفة تميل للعنف، واستخدام هذه المواقع في الدعاية لتلك الجماعات المتطرفة ونشر أعمالها الإجرامية، التي تنتهك فيها القيم الدينية والإنسانية كنوع من التباهي بالقوة.
وتتميز شبكات التواصل الاجتماعية بتقليل العبء المادي على هذه المنظمات الإرهابية، وبالتالي يسهل نشر المعلومات عنها إضافة إلى سهولة التواصل مع أعضائها، الذي يتيح لها فرصة تشكيل مجموعات وتجنيد أعضاء وتأسيس علاقات واسعة بتكلفة أقل.
وتستخدم المنظمات الإرهابية مواقع التواصل الاجتماعي، كأداة لتحديد أهدافها وسهولة التعرف عليها ومراقبة تحركاتها، حيث تستهدف تلك الجماعات تحقيق مجموعة من الأهداف من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نجد أن لكل أداة من أدوات التواصل الاجتماعي دورا ووسيلة للوصول إلى هدف محدد.
كما نجد أن التنسيق بين تلك الجماعات والشباب التي يتم استقطابهم، يتم عبر "تويتر" أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تكمن الميزة الأساسية في "تويتر" أنه يوفر مجتمعات افتراضية متغيرة، وبالتالي تسهل على تلك الجماعات التفاعل والتنسيق خلال العمليات الإرهابية.
أما عن تجنيد عناصر جدد ونشر الأفكار والمعتقدات المتطرفة، فيصنف موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، كأكثر الوسائل استخداما في تجنيد المتطرفيين، وذلك خلال إنشاء مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لإجتذاب الشباب المتوافق فكريًا مع أفكار تلك التنظيمات المتطرفة.
وتستهدف هذه الجماعات ثلاث فئات، الفئة الأولى تتمثل في الشباب المتعاطفون مع فكر هذه التنظيمات، وذلك لضمان استمرار دعمهم، والفئة الثانية تتمثل في الرأي العام من أجل تأكيد نفوذها في المجتمع، إما بغرض الحشد أو التخويف من مواجهتها، وعن الفئة الثالثة التي تستهدف الخصوم من أجهزة الدول ومؤسساتها الأمنية، وذلك بهدف إضعاف مواقفهم مقابل إظهار قوتها.
وكذلك نجحت المنظمات الإرهابية في استغلال اليوتيوب ومن بين أنشط الجماعات في هذا الصدد تنظيم داعش، حيث ذكرت بعض المصادر أن تنظيم داعش يمتلك ما يقارب 29 حسابًا على تويتر، هذا إلى جانب حسابات غير رسمية تابعة لأنصاره، حيث أعلنت قناة سي إن إن الإخبارية خلال تقارير أن داعش تنشر أو تعيد نشر ما يزيد على 90 ألف مادة إعلامية ودعائية يوميا في وسائل التواصل، بغرض التواصل والتجنيد والدعاية والحشد.
وأكدت التقارير، أن 80 % من عمليات التجنيد التي تتم داخل تنظيم داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي أصبح وصول التطرف أسهل ما يمكن الذي أصبح يتسلق إلى الشباب عبر هواتفهم وداخل غرف نومهم بسهولة، ويعود ذلك إلى فعل الانفلات الإعلامي بسبب ازدهار وسائل الاتصال الجماهيري، الذي كان له انعكاسات خطيرة على على انتشار ظاهرة الإرهاب.
أحمد حامد، الخبير الإعلامي، علق على اتجاه التنظيمات الإرهابية لأستخدام السوشيال ميديا في تجنيد الشباب والتواصل أيضًا مع عناصرها، قائلًا: إن ما يحدث تطور طبيعي من الناحية الإرهابية، لأن تلك التنظيمات تبحث على ما يسهل عليها تكوين جيوش من أجل السيطرة على العالم في أسرع وقت وبأقل التكاليف.
وأوضح حامد، في تصريح لـ"البوابة نيوز"، اليوم الخميس، أن مواجهة انتشار تلك الظاهرة لن تنجح دون إستراتيجية إعلامية واضحة في هذه المواجهة، مشيرًا إلى أن مواجهة الحرب الفكرية التي تشنها الجماعات الإرهابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لتفكيك مؤسسات الدولة يحتاج إلى تحديد الدور الإعلامي، وذلك من خلال عدم تقديم آراء أو تحليلات تخدم الإرهابيين، أو التعامل مع الأحداث الإرهابية على أنها قصة خبرية فقط.
ومن ناحيته، قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن التنظيمات المتطرفة اعتمدوا على أساليب أجهزة المخابرات في عمليات التجنيد الإلكتروني، وهي أخطر العمليات التي تتم الآن، التي تسمح لتلك التنظيمات بسرعة التنسيق والتخطيط وتقليل المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها التنظيم، إضافة إلى سهولة التدريب والتجنيد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع فهمي، أن الإنترنت يقدم سبلا حديثة لتلك التنظيمات في جمع المعلومات عن المجندين الجدد، وذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سريع وبسيط، وبالتالي يسهل الإنترنت عملية تجنيد الشباب إلى التنظيمات الإرهابية ويتيح لهم فرصا للتواصل معهم بسهولة ودون مخاطر.