السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

صناع فيلم أزمة عربة الترحيلات "اشتباك" يتحدثون لـ"البوابة ستار"

منتج ومخرج وسيناريست «اشتباك» يكشفون كواليس العمل

لقطة من فيلم  «اشتباك»
لقطة من فيلم «اشتباك»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يطرح اليوم فيلم «اشتباك» بدور العرض المصرية بعد عرضه فى مهرجان كان السينمائى الدورة الماضية وإشادة عدد كبير من الصحف العالمية به، وبرغم ذلك تم انتقاد العمل قبل عرضه بدور العرض المصرية واتهام مخرجه محمد دياب بالعمالة والتآمر مع الإخوان لتشويه صورة مصر أمام العالم الغربى، كما هاجمه التليفزيون المصرى بأحد البرامج الرئيسية.
لم يتوقف الهجوم على العمل بسبب مخرجه فقط، بل بسبب ظهور الداعية الإسلامى معز مسعود كمنتج للفيلم، ما وضع حوله العديد من علامات الاستفهام. حاولت «البوابة» خلال لقائها بصناع العمل الاقتراب أكثر من الفيلم، والبحث عن إجابات لجميع الأسئلة التى تم طرحها خلال الفترة الماضية بمجرد مشاركة الفيلم فى أحد أهم المهرجانات الدولية «كان». 
إدارة «كان» طلبت منه الانتظار حتى نهاية المهرجان
محمد دياب: نيللى كريم خلقت شخصية «الممرضة»
■ الفيلم يحارب الاستقطاب فى المجتمع 
■ هناك شخص يضع «اشتباك» فى دماغه وأصدقائي نصحوني بعدم العودة بعد هجوم أماني الخياط
فى ثانى تجاربه الإخراجية استطاع المخرج محمد دياب لفت الأنظار إليه داخل وخارج مصر، بعد عرض فيلمه «اشتباك» داخل مسابقة «نظرة ما» ضمن فعاليات مهرجان «كان» السينمائى الدولى، وإشادة عدد كبير من النقاد والفنانين العالميين بالفيلم، فى الوقت الذى هاجمه فيه التليفزيون المصرى، واتهمه بتشويه صورة مصر أمام العالم.
عن رد فعله حول تلك الواقعة والصعوبات التى واجهها أثناء التصوير، وعلاقته بالداعية معز مسعود وانسحاب موزع العمل قبل طرح الفيلم بأيام، تحدث محمد دياب لـ «البوابة» وقال: عند عرض برنامج «أنا مصر» تقريرا عنى وأنا فى فرنسا شعرت بخوف شديد مما حدث، ونصحنى أصدقاء مقربون بعدم العودة إلى مصر، فلم أفهم ماذا يحدث وحزنت لما أذاعته الإعلامية أمانى الخياط فى التليفزيون المصرى، ولأن رسالة الفيلم الأساسية هى عدم الاستقطاب قمت بمحادثتها هاتفيا وطلبت منها مشاهدة الفيلم قبل الهجوم عليه.
وأضاف دياب: من أول ثانية عرض فيها خالد عليّ فكرة الفيلم وأنا أعلم أنه سوف يكون هناك جدل كبير حوله، ولكن إعجابى الشديد بالفكرة جعلنى أركز أكثر على تقديم عمل متميز، فقمنا بإعادة كتابة السيناريو ١٤ مرة لنجعله خاليا من السياسة، وأن يحدث توازن بين جميع التيارات، ليكون فى النهاية فيلما إنسانيا أكثر من أن يكون سياسيا، ونستطيع عرضه فى أى دولة بها نزاعات وتفرقة بين أهلها.
وأشار دياب إلى أنه كان متخوفا فى البداية من أن يخرج المشاهد دون أن يعلق فى ذهنه أبطال العمل أو الخلط بين شخص وآخر فى الجمل الحوارية، وقال: وضعت شروطا يجب توافرها أثناء اختيار أبطال العمل، وهى أن يكون الممثل يليق على ذلك الدور ويشبهه، والتفرغ التام للفيلم لأنى قمت بتمرينهم لمدة سنة على عربة ترحيلات وبعدها ٦ شهور داخل سيارة خشبية بنفس الحجم.
وبسبب العدد الكبير للفنانين كنت متخوفا من أن يخرج المشاهد وهو لا يعرف أبطال العمل، وكان هذا سبب اعتذار عدد كبير من الفنانين، خاصة أن عدد مشاهدهم قليلة، أو أنهم سوف يكونون متواجدين فى المشهد ولكن دون أن يتحدثوا، لكن الحمد لله الفيلم ترك انطباعات جيدة لدى الجمهور، ويوجد أحد الشخصيات داخل العربة كان له ٣ مشاهد فقط ولكنه نجح فى كسب استعطاف الجمهور بقصته مع كلبه.
وواصل دياب قائلًا: ويوجد فنانون آخرون آمنوا بالفكرة مثل الفنانة نيللى كريم، التى كانت موجودة فطلبت منى خلق الشخصية التى جسدتها فى العمل لتكون صاحبة فكرة شخصيتها، ويصبح دورها مثل دور شخصيات تمثل لأول مرة.
وقال دياب: حرصنا على أن يكون ما قدمناه للجمهور عن جماعة الإخوان مبنيا على دراسة معمقة حول تاريخ الجماعة، بجانب وجود منتج العمل معز مسعود وهو باحث فى شئون الإخوان، وكان ناقدا لتلك الجماعات، وقدمنا معه برنامجين بعنوان «خطوات الشيطان» يحملان هجوما على الإخوان.
وأكد دياب أن الفيلم لا ينصر تيارا على آخر بل يفضح الهستيريا التى أصابت المجتمع، وأنه حصل على منحة وزارة الثقافة الفرنسية بعد فوز سيناريو العمل كأفضل سيناريو مقدم حينها، ما جعل إدارة مهرجان كان تبحث عن الفيلم قبل التقدم للمشاركة.
وقال محمد دياب: فى مهرجان كان تبدأ عودة الأفلام غير الفائزة بعد الانتهاء من عرض أفلامها، أما نحن فطلبت منا الإدارة الانتظار حتى نهاية المهرجان، مما جعلنى أطلب من أخى خالد القدوم إلى فرنسا، لأن كل الاحداث المحيطة تقول إننا سوف نحصل على جائزة، وكان من أهم تلك الأحداث حصولنا على أفضل تغطية إعلامية ضمن ٤ أفلام من وسط ١٨ فيلما داخل المسابقة، كما حقق العمل انتشارا واسعا فى أوروبا بشكل كبير، وأرسل لى حينها النجم الأمريكى الكبير توم هانكس خطاب شكر عن الفيلم، وكذلك دانيال جريك بطل فيلم جيمس بوند قال إنه منبهر بالفيلم.
وعن الأزمات التى تعرض لها الفيلم قال: أشعر أن هناك شخصا يضع الفيلم فى رأسه، ففى كل أسبوع أقرأ مقالة نقد ضدى وبها معلومات شخصية عنى ما يوضح أنه يوجد شخص يسرب تلك المعلومات، وقبل عرض الفيلم وجدت هجوما كبيرا عليه وعلى معز مسعود.
وأضاف: بجانب موقف الرقابة التى أجازت السيناريو قبل تصويره دون أى ملحوظات، ولكن بسبب الهستيريا التى خرجت ضد الفيلم أثناء عرضه فى مهرجان «كان» جعلتهم يضعون جمله قبل بداية الفيلم تصبغه صبغة سياسية وأنا أهرب من السياسة داخل الفيلم.
واتهم دياب الرقابة بالتباطؤ المتعمد فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لخروج بوستر الفيلم الرئيسى الذى صممه المصمم العالمى أحمد عماد، وقال: لم يتم وضع بوستر واحد فى السينمات حتى الآن، كما أن الشركة الموزعة للفيلم أعلنت انسحابها قبل طرحه بالسينما بـ ٣ أيام، ويبدو أن هناك شخصا لا يريد منع الفيلم لكى لا يحدث فضيحة دولية، لذلك قرر أن يولد مدفونا ويمر دون أن يشعر به أحد.
وأنهى دياب حديثه قائلًا: يوجد منتجون رفضوا المشاركة فى العمل، أما محمد حفظى ومعز مسعود فوافقا على إنتاجه بمجرد قراءة السيناريو لأنهما آمنا بالفكرة، وخاصة معز مسعود الذى تمتد علاقتى به سنوات طويلة، فهو من اكتشفنى عندما كنت أعمل فى بنك تحت منزله وطلب منى الكتابة.
جمع الإخوان والسلفيين معًا 
خالد دياب: «عربة الترحيلات» فكرة غنية.. ولا أهاجم أى فصيل سياسى
يقول السيناريست خالد دياب، إن فكرة الفيلم جاءتنا منذ فترة طويلة، وكانت بالنسبة لنا تحديا كبيرا من ناحية كتابة الحوار والتصوير وغيرهما من عناصر العمل، خاصة أننا قمنا بعرض ٢٥ شخصية داخل عربة ترحيلات، فكان لابد أن نضع فى اعتبارنا أثناء الكتابة إلا يشعر المشاهد بالملل، وأن يكون هناك تنوع فى الصورة والحوار، وقررت حينها إخراج العمل لأن عربة الترحيلات فكرة غنية لأى فنان يبحث عن تقديم عمل جديد.
أضاف خالد، حاولنا تقديم تنوع بصرى بالتنقل من شباك لآخر داخل العربة للباب، واخترنا أن تكون الأحداث فى يوم مظاهرات لكى يحدث تنوع فى الأماكن التى ستنتقل إليها عربة الترحيلات، ولم نجعل الشخصيات تتحدث عن نفسها، بل بدأ المشاهد فهم تاريخ كل شخصية من الأحداث نفسها التى يراها.
وأشار دياب إلى أنه تم عرض فصائل مختلفة من المجتمع المصرى، وقال: عرضنا فصائل مختلفة داخل العربة لكى لا يظهر العمل «اصطناعى»، فكان يوجد لدينا شخصيات من الإخوان والسلفيين وأشخاص عاديون سواء كبار أو صغار فى السن، وذلك لكى لا يحدث صدام فى الفكرة، ويفهم خطأ أنه يوجد أشخاص ضد آخرين، وأننا نضع الماء على الزيت.
وبسؤاله عن التخوفات التى واجهته أثناء الكتابة قال: كان يوجد لدينا تخوف عند صناعة العمل بأن الشخصيات لن يكون لها جمل حوارية كثيرة وأننا سوف نعجز عن استكمال كتابة الفيلم، وفى مبادئ كتابة السيناريو يوجد ما يسمى بخلق شخصيات ليحبها المشاهد، أى أنه يتم خلق شخصية ليتعاطف معها الجمهور داخل العمل، ولكننا لم نفعل ذلك وجعلنا المشاهد يحب كل الشخصيات الموجودة داخل العربة دون التفكير فى انتماءاتهم السياسية.
«اشتباك» رصد لفترة يتمنى ألا تعود 
معز مسعود: الفن ليس غريبًا عنى.. وأستعد لطرح «كليب غنائى»
الداعية الشاب: اتهامى بالانتماء لـ«الإرهابية» افتراء
فوجئ عدد كبير من الجمهور بظهور الداعية الإسلامى وسط فريق عمل فيلم «اشتباك» على السجادة الحمراء فى مهرجان «كان»، ولم تكن المفاجأة على الجمهور فقط، بل على عدد كبير من أبطال العمل أيضًا.
عن خوضه تجربة إنتاج فيلم سينمائى وعلاقته بالمخرج محمد دياب، تحدث معز مسعود مع «البوابة» قائلًا: الفن ليس غريبًا عنى، وهو إحدى وسائلى للتعبير عن رسالتى محليًا وعالميًا، وهذا ليس جديدًا، فأنا أعزف على الجيتار، وأغنى، وكتبت كلمات أغان ولحنتها، وأضع التصور الفنى لبرامجى بخلاف الأفكار، وأقوم بالمونتاج بنفسى فى أغلب الوقت، بل لى تجارب فى الإخراج، وقريبا سوف أطلق «كليب» جديدا أشارك فيه بالغناء والعزف، وبعد ذلك المزيد من الإخراج والإنتاج.
وأضاف: هناك تفسير خاطئ عن معنى كلمة (منتج) فى عالمنا العربى، يختصره فى «الرجل الذى يدفع فلوس»، أنا فعلًا أدفع لكن أدفع بأفكارى ورؤيتى الفنية، وهو معنى (البرود يوسر) فى العالم الغربى، والذى ينسب العمل الفنى له فى المقام الأول فأنا (برود يوسر) بالمعنى الحقيقى.
وعن علاقته بالمخرج محمد دياب قال مسعود: اكتشفت موهبة محمد دياب فى ٢٠٠٣، وهو صديق عزيز قبل كل شيء، كما أسعدنى أن قدمنا معًا «خطوات الشيطان» الذى قدمنا خلاله شكلًا جديدًا دراميًا للبرامج التليفزيونية، ومعه جيل جديد من الممثلين الشباب يأخذون طريقهم الآن بقوة.
وبسؤاله عن فيلم «اشتباك» وأسباب مشاركته فى إنتاجه قال: فيلم اشتباك ضد الهستيريا أيًا كان مصدرها، وعجبت من أن البعض هاجمه دون أن يراه، مع أنه عمل فنى وإنسانى، وليس عملًا سياسيًا، فهو عمل يقدم رصدا لفترة عصيبة ندعو الله ألا تعود مرة أخرى، والفيلم يشخص الواقع ولا يدّعى أنه يقدم حلولا.
وواصل حديثه قائلًا: الفيلم يدعو إلى ترك الهستيريا، ويكفى قول الإعلام العالمى عنه إنه فيلم يصنع التاريخ، وتكريمه فى مهرجان «كان»، أما هؤلاء الذين اتهمونى بأننى من الإخوان المسلمين، فهذا محض افتراء، ويكفى أنهم اتهموا الرئيس السيسى نفسه حين حلف اليمين وزيرًا للدفاع أنه من الإخوان. كما اتهموا اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق بذلك، كفانا.