الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

و"أخيرًا" نطق الغرب بالحق.. بجانبنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال أكثر من عام تحامل علينا كثير من الدول الغربية، متهمة مصر بأنها قامت بانقلاب أدى إلى خلع مرسى وقادت هذه الحملة «الشريرة» مدام هيلارى كلينتون وقت توليها منصب وزارة الخارجية، ولا شك أن المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية Donald John Trump كان على حق فى حملته الضارية فى خطابه فى أوهايو الأسبوع الماضى على مدام كلينتون ومسئوليتها عن حماية الإخوان المسلمين وقت حكم مرسى والتسبب فى إثارة القلق والفوضى.
والغريب أن الأمريكان وبعض الدول الغربية قد أغفلوا النظر عن رؤية أكثر من ٣٠ مليون مصرى نزلوا إلى الشوارع ليطالبوا بإقالة الرئيس مرسى وكأن هذا العدد الهائل لا يمثل شرعية وحق التغيير لنظام حكم أساء إلى الجيش والشرطة والقضاء.. وكانت حجة بعض الدول الغربية فى التحالف مع الإخوان المسلمين أنها جماعة منظمة يمكن الاعتماد عليها.
وبعد الاستفتاء والانتخابات الحرة الديمقراطية لرئيس جاء بإرادة الشعب «المشير عبدالفتاح السيسي» بقيت حجة الدول الغربية أن الانتخابات حتى ولو كانت حرة وكانت ديمقراطية إلا أنها أتت برئيس من جذور عسكرية فإذن فى الدعاية السياسية يمكن اتهام النظام بأنه نظام عسكرى لكى تشكك فى ديمقراطيته.
وعلى كل الأحوال فرضت الأمور الطبيعية نفسها على الموقف ومعها الاستقرار والشرعية، وانتصر شعب مصر فى فرض اختياره وإرادته.
وبعد ذلك بدأ العالم الخارجى خطوة بعد خطوة يعترف بديمقراطية النظام فى مصر ويتعامل معه على أرض الواقع المبنى على تبادل المصالح.
وحينما نقول تبادل المصالح فإن أهمها هو قدرة مصر على ضرب الإرهاب الذى يهدد المنطقة العربية كلها بل يمتد خطره إلى أوروبا كما نرى بأعيننا ما يحدث فى فرنسا وألمانيا وإنجلترا.
وليعلم الجميع أن تحييد وضرب الإرهاب فى احتياج إلى عقلية استراتيجية تملك القدرة على الحسابات الدقيقة وتنظيم قدراتها العسكرية.
وحينما نقول إن الدول الغربية بدأت خطوة بخطوة تتعامل مع الواقع المصرى الإيجابى فلا شك أن أولى هذه الدول كانت فرنسا، والذى ارتبط رئيسها بالرئيس السيسى بعلاقة وثيقة، وكذلك مع وزير الدفاع الفرنسى لا سيما بعد أن قام الرئيس فرانسوا أولاند بزيارة ناجحة إلى مصر كانت محل تقدير كثير من دول العالم.
ثم جاء دور أمريكا بعدها لتقترب من مصر، وكانت كلمات أوباما تشير دائما إلى أهمية دور مصر فى محاربة الإرهاب، مما دفع البيت الأبيض إلى عودة التعاون والمعونة العسكرية إلى ما كانت عليه.
وعودة إلى خلفية حسابات الدول الغربية مع دول المنطقة لنقول بصراحة إن الغرب بنى حساباته فى المرحلة الأولى على مصلحته فى تقسيم الدول العربية إلى ما يشبه الدويلات، وكان على رأسها ليبيا التى دفعت ثمنًا غاليًا وبعدها دول عربية أخرى، وكانت حسابات الغرب أنه سيأتى اليوم الذى يأتى فيه الدور على مصر لضرب وحدتها، ولم ينقذ هذا البلد إلا جيشها الوطنى الذى فرض قدرته العسكرية ليحمى وحدة الوطن وأمنه الوطنى.
وأصبحت مصر الدولة الوحيدة فى المنطقة التى ترفع رأسها فخورة بقدرتها الدفاعية، بل وكانت قادرة أحيانًا على التدخل لحماية جارتها ليبيا، بل والتصدى أيضًا لعدوان داعش حينما اختار بجبن ودناءة أن يقوم بذبح بعض الأبرياء من أقباط مصر على حدود ليبيا، فوجه الرئيس السيسى ضربة سريعة لها كانت بمثابة درس لها أعتقد أنها لم تنسه، وكانت أيضًا حسابات الضربة العسكرية لداعش دقيقة جدًا «توجع» ولكن دون مبالغة.
وحينما اضطرت الدول الغربية إلى أن تنطق بكلمة حق بالاعتراف بعودة الاستقرار والشرعية وفرض شعب مصر إرادته وكرامته، بدأ العالم كله يغير من نظرته إلى مصر ويعطيها حقها فى التقدير والاحترام.
وحينما نتكلم عن جيش مصر وقدراته أجد نفسى ودائما أعود بهذا الجيش العظيم تاريخيًا إلى عصر محمد على باشا وابنه إبراهيم باشا الذى جال وصال فى المنطقة العربية كلها محققًا انتصارات مبهرة لم تتكرر فى مثيلاتها من الدول المجاورة، وكان الضابط والجندى المصرى نموذجًا مشرفًا لعسكرية عالية المستوى.
واستمر الجيش بعد ذلك فى معارك لاحقة قبل وبعد حرب فلسطين، ولن ينسى أحد معارك حرب الاستنزاف التى سبقت معركة أكتوبر ٧٣، وكانت نموذجًا نادرًا لمعارك على درجة عالية من الحرفية، وكانت أهمية النجاحات فى حرب الاستنزاف أنها « مسحت عار هزيمة يونيو ٦٧».
ثم جاء بعد ذلك معركة ونصر أكتوبر ٧٣ الذى سيسجله التاريخ بأحرف من نور يشرف مصر ووطنها وجيشها، وسجل التاريخ أيضًا فى نفس الوقت هزيمة مدوية لا تنسى للجيش الإسرائيلى الذى عودنا أنه لا يقهر..!!