الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المجد حصري للجيش المصري (4)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل الجزء الأخير للمقال، أقول لقردو إذا تحدثت عن مصر ورئيسها فتأدب (بلاش تلعب مع مصر والمصريين وخليك فى وكستك وإلبس عشان خارجين)، فأحقر منك لم ترَ قط عينى وأقذر منك لم تلد النساء. 
صدرت كتب عديدة فى أنحاء كثيرة من العالم أعقاب حرب أكتوبر١٩٧٣ منها: 
- كتاب «البندقية وغصن الزيتون» لدافيد هيرست، جاء فيه: إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال ولأول مرة فى تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا فى فرض أمر واقع بقوة السلاح، ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية بل إنها أصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التى تتكون منها قوة وحيوية أى أمة، وقد دفع الإسرائيليون ثمنًا غاليًا لمجرد محافظتهم على حالة التعادل بينهم وبين مهاجميهم وفقدوا فى ظرف ٣ أسابيع وفقا للأرقام الرسمية ٢٥٢٣ رجلا وهى خسارة تبلغ مرتين ونصفا بالنسبة لما خسرته أمريكا خلال ١٠ سنوات فى حرب فيتنام.
- كتاب «زلزال أكتوبر.. حرب يوم عيد الغفران» لزئيف شيف، معلق عسكرى إسرائيلى، قال: هذه هى أول حرب للجيش الإسرائيلى التى يعالج فيها الأطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون لعلاج نفسى، هناك من نسوا أسماءهم وكان يجب تحويلهم إلى المستشفيات، لقد أذهل إسرائيل نجاح العرب فى مفاجأة حرب يوم عيد الغفران، وفى تحقيق نجاحات عسكرية، لقد أثبتت هذه الحرب أن على إسرائيل إعادة تقدير المحارب العربى والمصرى بالأخص، فقد دفعت هذه المرة ثمنا باهظا جدا، لقد هزت حرب أكتوبر إسرائيل من القاعدة إلى القمة، وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت على السطح أسئلة: هل نعيش على دمارنا إلى الأبد؟، هل هناك احتمال للصمود فى حروب أخري؟.
- كتاب «إسرائيل.. انتهاء الخرافة» لآمنون كابيليوك، قال: الحكومة البريطانية تقول كلما كان الصعود عاليًا كان السقوط قاسيًا، وفى ٦ أكتوبر سقطت إسرائيل من أعلى برج الاطمئنان والسكينة الذى كانت قد شيدته لنفسها وكانت الصدمة على مستوى الأوهام التى سبقتها قوية ومثيرة وكأن الإسرائيليين قد أفاقوا من حلم طويل جميل ليروا قائمة طويلة من الأمور الصادمة المسلَّم بها والأوهام والحقائق غير المتنازع عليها التى آمنوا بها لسنوات عديدة، وقد اهتزت بل تحطمت أمام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة بالنسبة لغالبية الإسرائيليين، ومن وجهة نظر الرجل العادى يمكن أن تحمل حرب أكتوبر أكثر من اسم مثل حرب (الإفاقة من نشوة الخمر) و(انهيار الأساطير) أو (نهاية الأوهام) أو (موت الأبقار المقدسة)..عقب الحروب السابقة كانت تقام عروض عسكرية فخمة فى يوم الاستقلال تشاهد فيها الجماهير غنائم الحرب التى تم الاستيلاء عليها من العدو، أما فى هذه المرة على العكس أقيم معرض كبير فى القاهرة بعد مرور شهرين على الدبابات والمدافع والعربات العسكرية وكثير من الأسلحة الإسرائيلية التى تم الاستيلاء عليها من العدو خلال الحرب. وفى المرات السابقة كان الجنود يعودون إلى ديارهم بعد تسريحهم وكانوا يذوبون فى موجة سعادة وفخر، أما هذه المرة فقد عادوا وقد استبد بهم الحزن والخيبة والفزع واحتاج الكثيرون منهم إلى التردد على قسم العلاج النفسى فى الإدارة الطبية التابعة للجيش لإصابتهم بصدمة القتال.
- كتاب «الأيام المؤلمة فى إسرائيل» للكاتب الفرنسى جان كلود جيبوه، قال: فى الساعة العاشرة والدقيقة السادسة من صباح اليوم الأول من ديسمبر أسلم ديفيد بن جوريون الروح فى مستشفى (تيد هاشومير) بالقرب من تل أبيب ولم يقل بن جوريون قبل أن يموت غير أنه رأى كل شيء، لقد كان فى وسع القدر أن يعفى هذا المريض الذى أصيب بنزيف فى المخ ١٨ نوفمبر ١٩٧٣ من تلك الأسابيع الثمانية الأخيرة من عمره، ولكن القدر كان قاسيًا ذلك أن صحوة الرئيس لمجلس الوزراء الإسرائيلى فى أيامه الأخيرة هى التى جعلته يشهد انهيار عالم بأكمله وهذا العالم كان عالمه، لقد رأى وهو فى قلب مستعمرته بالنقب إسرائيل وهى تنسحق فى أيام قلائل نتيجة لزلزال أكثر وحشية مما هى حرب رابعة، ثم راح يتابع سقوط إسرائيل الحاد وهى تهوى هذه المرة من علوها الشامخ الذى اطمأنت إليه حتى قاع من الضياع، فهل كان الرئيس المصرى أنور السادات يتصور وهو يطلق فى الساعة ٢ ظهرا فى السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس أنه أطلق قوة عاتية رهيبة كان من شأنها تغيير هذا العالم. إن كل شيء من أوروبا لأمريكا ومن إفريقيا لآسيا لم يبق على حالته التى كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران.
- كتاب «إلى أين تمضى إسرائيل» لناحوم جولدمان، رئيس الوكالة اليهودية الأسبق، قال: إن من أهم نتاج حرب أكتوبر ٧٣ أنها وضعت حدًا لأسطورة إسرائيل فى مواجهة العرب، كما كلفت هذه الحرب إسرائيل ثمنا باهظا حوالى ٥ مليارات دولار وأحدثت تغيرًا جذريا فى الوضع الاقتصادى فى الدولة الإسرائيلية التى نُقِلت من حالة الازدهار التى كانت تعيشها قبل عام إلى أزمة بالغة العمق أكثر خطورة من كل الأزمات، وثبت أنها لم تكن ترتكز على أسس صلبة والنتائج الأكثر خطورة التى حدثت كانت على الصعيد النفسى، لقد انتهت ثقة الإسرائيليين فى تفوقهم الدائم واخترق جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل، وهذا أخطر شيء يمكن أن تواجهه الشعوب وخاصة إسرائيل، وقد تجسد الضعف فى صورتين متناقضتين أدتا إلى استقطاب إسرائيل على نحو بالغ الخطورة، فمن ناحية كان هناك من بدأوا الشك فى مستقبل إسرائيل، ومن ناحية أخرى لوحظ تعصب وتشدد متزايد يؤدى إلى ما يطلق عليه اسم عقدة الماسادا-القلعة التى تحصن فيها اليهود أثناء حركة التمرد اليهودية ضد الإمبراطورية الرومانية ولم يستسلموا وماتوا جميعا.
- كتاب «التقصير» الذى ألفه ٧ من كبار الصحفيين الإسرائيليين (يشعيا هو بن فورات، يهونتان غيفن، أورى دان، إيتان هيفر، حيزى كرمل، إيلى لندوا، إيلى تايور) لقد وصف مؤلفو الكتاب تلك الحرب التى لم يتوقعها أحد، وما هى أسباب التقصير الإسرائيلي؟ وكيف تفوقت المخابرات المصرية وكيف سقط خط بارليف؟ وكيف أجاد المصريون تكتم الحرب؟ وكيف أفسد انتصار ١٩٦٧ الجيش الإسرائيلى وسقوط الإعلام الإسرائيلي؟ وجاء فى الكتاب: لقد قاتل المصريون بصورة انتحارية، خرجوا نحونا من مسافة أمتار قليلة وسددوا مدافعهم الخفيفة المضادة للدبابات على دباباتنا ولم يخشوا شيئا، كانوا يتدحرجون بعد كل قذيفة بين العجلات فعلا ويستترون تحت شجيرة على جانب الطريق، ويعمرون مدافعهم بطلقات جديدة، وعلى الرغم من إصابة عدد كبير من جنود الكوماندوز المصريين إلا أن زملاءهم لم يهربوا بل استمروا فى خوض معركة تعطيلية، معركة انتحارية ضد الدبابات كما لو أنهم صمموا على دفع حياتهم ثمنا لمنع الدبابات من المرور، واضطر جنود المدرعات لخوض معركة معهم وهم يطلقون النار من رشاشاتهم من فوق الدبابات، وحقيقة لم يحدث لنا من قبل فى أى الحروب التى نشبت مع المصريين مواجهة جنود على هذا النسق من البسالة والصمود. 
*وبهذا أكون قد جمعت جزءا قليلا مما قيل على لسان الأعداء عن الجيش المصرى، وانتهيت من كتابة مقال «المجد حصرى للجيش المصرى». وفى النهاية أقول إن كلمة السر ليست فى السلاح أو قوَّته وإمكانياته ولكنها المجند المصرى وعقيدته.
٣ عيال وقَّفوا ألمانيا على رجل.. طوارئ واجتماعات وجيش وطيارات، وإحنا بنفطر ونتغدى على أخبار قنابل ومتفجرات وعمليات إرهابية.. إللى يشوف الشعب ده وهو بيتجمع على ضباط المفرقعات وهما بيفككوا قنبلة ويتصور سيلفى معاهم، وحاج كبير رايح بكوب شاى وساندوتش للضابط وكأنه فى رحلة- يعلم أنه الشعب المصرى يا سادة الذى جاء من أصلابه خير أجناد الأرض.
عاش عاش عاش.