الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

30 يونيو المقدمات والنهايات "5"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد قصر الاتحادية فى الأيام الأولى لحكم مرسى لقاءات بينه وبين لفيف من الشخصيات الدبلوماسية، كان أبرزها لقاءه مع السفير القطرى سيف بن مقدم والسفير التركى حسين عونى والسفيرة الأمريكية آن باترسون، وكانت هذه اللقاءات تتم بتنسيق من عصام الحداد الذى شغل منصب مساعد الرئيس للشئون الخارجية، وذلك دون علم وزير الخارجية أو الجهات الأمنية التى يجب إبلاغها بمثل هذه اللقاءات للتحضير لها ووضع التقارير اللازمة أمام الرئيس قبل أن يتم اللقاء، وكان اللواء مراد موافى قد نبه مرسى -كما ذكرنا فى مقال سابق-إلى ضرورة أن تتم هذه اللقاءات بتنسيق مع الجهات الأمنية وفى حضور وزير الخارجية، وبات من الواضح للجميع أن مرسى يريد الانفراد بالحكم وإقصاء كل الأجهزة المعاونة له، فعصام الحداد أصبح بمثابة وزير الخارجية علما بأنه لا يملك أى خبرة دبلوماسية، فتخصصه يكمن فى التحاليل الطبية ولم يكن أبدا ابنا للدبلوماسية المصرية العريقة، وصار مرسى يعتمد على التقارير التى يتلقاها من مكتب الإرشاد، حيث شكل خيرت الشاطر مجموعة من أفراد الجماعة لوضع التقارير التى ترفع مباشرة للرئيس والذى بات لا يلتفت إلى تقارير المخابرات أو مجلس الوزراء وإذا عرضت عليه أرسلها فورا إلى مكتب الإرشاد، وبذا وصلت التقارير السرية التى يجب ألا يطلع عليها سوى الرئيس إلى أيدى أعضاء مكتب الإرشاد، فمرسى يشك تماما فى إخلاص وولاء الأجهزة التى تحيطه، حتى الخبرات التى كانت تستعين بها مؤسسة الرئاسة قرر مرسى الاستغناء عنها، ومن بينها الخبرات الفنية الخاصة بالمصورين والمخرجين الذين ينقلون خطابات الرئيس ولقاءاته التليفزيونية، وكان الرئيس مبارك ومن قبله السادات وعبدالناصر يستعينون بأشهر وأفضل المخرجين والمصورين، وهناك أسماء لامعة أخرجت لقاءات مبارك وخطاباته ومن بينها شريف عرفة ومروان حامد وشريف صبرى، أما مرسى فإن ثقته اقتصرت على جماعته ولذا فقد أشاروا عليه بمجموعة من الهواة، وقد عرفت ذلك حينما فوجئت بشاب يدعى كارم كان قد التحق بورشة لتعليم الإخراج والسيناريو وكنت أشرف عليها مع المخرج هانى لاشين، وكان الشاب يخفى ميوله الإخوانية حتى حدثنى يوما ليخبرنى بأنه سيخرج لقاء تليفزيونيا لمرسى ويريدنى أن أساعده بأن أجلسه فى التو والحال مع أحد المخرجين المحترفين ليشرح له بعض الأمور التقنية التى قد نسيها، وبالطبع اعتذرت له، لكن هالنى ما عرفته وأصابنى بالذهول إذ كيف يستعين رئيس الجمهورية بواحد من الهواة لإخراج لقاء تليفزيونى له، ولماذا لا يطلب من الرئاسة أن يستعين بواحد من كبار المخرجين كما كان يحدث فى السابق، وهنا أدركت أننا أمام رجل تحول إلى دمية فى يد جماعته ولا يريد تعاونا مع أجهزة الدولة، وهذا على عكس ما تشيعه الإخوان، فالدولة العميقة مدت يدها لمرسى وحاولت أن تتعاون معه لكنه هو الذى رفض لعدم ثقته فيها، واستكمالًا لقصة اللقاء التليفزيونى الذى أخرجه ذلك الشاب فإن النتيجة كانت صورة سيئة ورديئة لمرسى وإضاءة معتمة، وقد استاء الجميع من اللقاء الذى أذيع فى وقت متأخر، حيث تم تصوير اللقاء بكاميرات قديمة وعلى شرائط لا تعمل بواسطة ماكينات البث الحديثة الموجودة فى معظم القنوات الفضائية وظل الشاب الإخوانى ورفاقه يحملون الشريط وينتقلون من مبنى التليفزيون إلى مدينة الإنتاج بحثا عن ماكينة بث مناسبة حتى توصلوا إلى واحدة فى قناة المحور، ورغم أن المسئولين فى التليفزيون قد طلبوا منهم ترك الشريط لمعالجته فنيا لكى تتمكن جميع القنوات من عرضه إلا أنهم رفضوا ذلك وأصروا على إذاعة الشريط الذى بأيديهم، وهذا هو حال الإخوان، إنهم يشكون فى كل شىء ولا يأمنون لأحد إلا إذا كان منتميا إليهم، وبعد عدة أيام وفى الثانى من أغسطس ٢٠١٢ تم الإعلان عن التشكيل الوزارى الجديد الذى ضم وزراء من الإخوان كطارق وفيق وزير الإسكان ومصطفى السيد مسعد وزير التعليم وخالد الأزهرى وزير القوى العاملة وأسامة ياسين وزير الشباب وصلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، بينما ظل المشير طنطاوى محتفظا بحقيبة الدفاع.
وللحديث بقية.