الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

القصة الكاملة لقرض الـ12 مليار دولار من "النقد الدولي"

 طارق عامر، محافظ
طارق عامر، محافظ البنك المركزى، وعمرو الجارحى، وزير المالية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعثة الصندوق تصل القاهرة السبت لاستكمال المفاوضات مع «عامر» و«الجارحى»
التسليم خلال 3 سنوات بواقع 4 مليارات دولار سنويًا.. والفائدة تتراوح بين 1 % و1.5 % 
مصادر: تمويل عجز الموازنة بإصدار سندات وطرح 6 شركات حكومية فى البورصة خلال 2016-2017

تصل البعثة الفنية لصندوق النقد الدولى إلى القاهرة، السبت المقبل، لاستكمال المفاوضات مع طارق عامر، محافظ البنك المركزى، وعمرو الجارحى، وزير المالية، بشأن حصول مصر على قرض من الصندوق بقيمة ١٢ مليار دولار خلال ٣ سنوات بواقع ٤ مليارات دولار سنويًا.
وأكد صندوق النقد الدولى أن مصر طلبت الحصول على دعم مالى من الصندوق، وقال إن بعثة تابعة له على مستوى الخبراء ستزور القاهرة لمدة أسبوعين بدءا من ٣٠ يوليو الجارى.
وقال مسعود أحمد، مدير إدارة الشرق الأوسط بالصندوق فى بيان: «نحن نرحب بهذا الطلب، ونتطلع إلى مناقشة السياسات التى يمكن أن تساعد مصر فى مواجهة تحدياتها الاقتصادية.. هدفنا هو مساعدة مصر على استعادة الاستقرار الاقتصادى ودعمها فى تحقيق نمو قوى ومستدام وغنى بفرص العمل».
وقال أحمد كوجك، نائب وزير المالية، إن مصر تسعى للحصول على ١٢ مليار دولار من صندوق النقد الدولى خلال ٣ سنوات بواقع ٤ مليارات دولار سنويًا بفائدة سنوية تتراوح بين واحد وواحد ونصف بالمائة، مضيفًا أن قيمة القروض ستكون ٧ مليارات دولار سنويا، ﻷن هناك قرضًا أيضا من البنك الدولى بقيمة ٣ مليارات دولار، ومليار ونصف من البنك الإفريقى للتنمية.
وتقترب الحكومة من «الخطوة النهائية» فى محادثاتها مع صندوق النقد الدولى للحصول على قرض خلال ٣ سنوات، فى إطار سعيها لإصلاح الاقتصاد الذى تضرر بسبب سنوات من الاضطرابات السياسية، بحسب شبكة «بلومبرج» اﻹخبارية اﻷمريكية.
وقال عمرو الجارحى، وزير المالية: «نستهدف الحصول على تمويل ١٢ مليار دولار من صندوق النقد والباقى من إصدار سندات وتمويل من البنك الدولى ومصادر أخرى، وطرح ما بين ٥ إلى ٦ شركات حكومية فى البورصة خلال ٢٠١٦-٢٠١٧».
وقال الوزير: «نلجأ إلى الصندوق، لأن معدلات عجز الموازنة عالية جدا، وتتراوح بين ١١ و١٣ بالمئة خلال السنوات الست الماضية.. قرض الصندوق يعطى شهادة ثقة للمستثمرين الخارجيين».
وهذا هو أول إعلان رسمى من الحكومة عن وجود مفاوضات مع صندوق النقد بعد أن نفت ذلك مرارا خلال الأشهر القليلة الماضية.
من جانبه، قال محمد معيط، نائب وزير المالية، إن الحكومة سعت فى الفترة الماضية إلى توفير شروط الصندوق للحصول على القرض، موضحة أن على رأس الشروط خفض العجز بموازنة الدولة، و«هو ما بدأته الحكومة بتبنى برنامج لتخفيض دعم الطاقة منذ أغسطس ٢٠١٤»، إضافة إلى خفض فاتورة أجور موظفى الحكومة إلى ٧.٥٪ من الناتج المحلى عبر إقرار قانون الخدمة المدنية، مضيفًا أن «خطة الحكومة ركزت على زيادة إيرادات الدولة عبر تطبيق قانون القيمة المضافة، الذى من المتوقع أن يساهم فى زيادة حصيلة الموازنة بنحو ٣٠ مليار جنيه، إضافة إلى طرح الحكومة رخص جديدة لشركات الاتصالات بقيمة ٢١ مليار جنيه».
وأضاف «معيط»، لـ«البوابة»، أن وزارة المالية تستهدف فى موازنة ٢٠١٦/٢٠١٧ طرح سندات دولارية بقيمة ٣ مليارات دولار على مرحلتين، الأولى فى شهر أكتوبر المقبل بقيمة مليار ونصف المليار دولار، والثانى فى يونيو ٢٠١٧، معتبرًا أن خيار اللجوء إلى قرض صندوق النقد الدولى من العوامل المؤثرة على وضع الجنيه خلال الفترة المقبلة، نظرًا لأن قرار الخفض أو التعويم من عدمه مرتبط بالتقدم رسميًا للحصول على القرض.
وأشار إلى تقليص الحصة السوقية لشركات الطاقة الحكومية من ٩٢٪ إلى ٨٥٪، وذلك من خلال موازنة ٢٠١٦/٢٠١٧ ٢٠١٤، مع العمل على زيادة متوسط تعريفة الكهرباء على جميع فئات المستهلكين إلى ٤٥ قرشًا، وتفعيل قانون الكهرباء والطاقة القائم على قواعد السوق بحلول عام ٢٠١٨، ووضع خطة لتحويل عجز الطاقة الكهربائية إلى فائض قدره ١٠٠٠ ميجاوات خلال ٣ سنوات.
ونقلت شبكة «بلومبرج» اﻹخبارية اﻷمريكية، عن هانى جنينة، رئيس قسم البحوث فى «بلتون» المالية: «الاتفاق مع صندوق النقد الدولى يعيد الكثير من الثقة المفقودة فى السياسة المصرية.. موافقة صندوق النقد الدولى على القرض سيجذب مليارات الدولارات لدعم الاستثمارات».
وبعد إعلان الحكومة رغبتها فى الحصول على قرض «النقد الدولى» تراجع سعر الدولار بالسوق السوداء خلال تعاملات أمس، بمقدار ٤٠ قرشًا، حيث سجل ١٢.٦٠ جنيه للبيع، فيما استقر السعر بالسوق الرسمية عند ٨.٨٨ جنيه، فيما ارتفع المؤشر الرئيسى للبورصة EGX٣٠ بنسبة ٤.٥٤٪ إلى مستوى ٧٨٨٢ نقطة فى مستهل تعاملات أمس، كما ارتفع مؤشر EGX٧٠ للأسهم الصغيرة والمتوسطة ٠.٤٧٪، وكذلك مؤشر EGX١٠٠ الأوسع نطاقا ١.٠٤٪.
وتسعى الحكومة لزيادة مواردها من العملات الأجنبية لتخفيف النقص الحاد الذى يخنق النشاط الاقتصادى، ويزيد الضغوط على العملة المحلية، التى قد يلجأ لتخفيض قيمتها أو حتى تعويمها، فقد وصل سعر الدولار إلى ١٣ جنيها فى السوق السوداء الثلاثاء بارتفاع أكثر من ٤٦٪ على سعر الصرف الرسمى البالغ ٨.٨.
وقال مسعود أحمد، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى فى صندوق النقد الدولى: «إن زيارة صندوق النقد الدولى سوف تبدأ يوم ٣٠ يوليو، ويتوقع أن تستمر لنحو أسبوعين».
وقال وليام جاكسون، كبير الاقتصاديين فى مؤسسة «كابيتال»: «إن إجراءات الحكومة المصرية التى اتخذتها مؤخرا زادت من فرص التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولى».
وكشف مصدر مصرفى، أن قرض «النقد الدولى» سيمكن البنك المركزى من امتلاك سيولة دولارية لمواجهة نشاط السوق السوداء عن طريق توفير العملة الصعبة بالبنوك واستعادة الاستثمارات الأجنبية فى أدوات الدين.
وقال مصدر حكومى، لـ«البوابة»، إن البعثة الفنية لـ«صندوق النقد» ستلتقى وزير المالية لمعرفة مستجدات قانون الضريبة على القيمة المضافة المقرر إقراره خلال الأسابيع القليلة المقبلة، عقب انتهاء المناقشات مع نواب المجلس والحكومة بشأنه تمهيدا للتصديق عليه.
وتقدر الفجوة التمويلية بموازنة العام المالى ٢٠١٦/٢٠١٧ بنحو ٢١٩.٥ مليار جنيه، بنسبة تصل لـ١٠٪ من الناتج المحلى الاجمالى.
وقال ممتاز السعيد، وزير المالية الأسبق، إن الاقتراض الخارجى هو الحل الأمثل لزيادة الحصيلة من الموارد الدولارية لدى البنك المركزى، وتوفير العملة الصعبة بالبنوك، لوقف نشاط السوق السوداء، مشيرًا إلى أن الحل الأساسى للقضاء على المضاربات وأزمة الدولار يكمن فى توفير العملة، وليس فرض عقوبات أو تجريم المعاملات الموازية، مضيفًا أن «القرض يزيد من معدلات جذب الاستثمارات الأجنبية ويرفع معدلات الثقة فى الاقتصاد المصرى».