الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. رمال كفر الشيخ السوداء.. ثروة مع إيقاف التنفيذ.. 387 مليون طن من المواد المشعة والنادرة.. الحكومة تعتزم البدء في تنفيذ المشروع.. وأهالي البرلس: كارثة لن نسمح بها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جدد أهالي البرلس بمركز بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، رفضهم لإعلان الحكومة تنفيذ مشروعات لفصل الرمال السوداء عن الرمال البيضاء لاستخدامها في مشاريع كبيرة؛ لما يترتب عليها من أضرار جسيمة.
والرمال السوداء عبارة عن رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز هناك بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التي تصبها الأنهار في البحر، وتتكون من المعادن الثقيلة، وخاصةً معدني الماجنتيت والألمنيت، وتستغل كخامات للحديد. 


وأثبتت دراسة علمية لهيئة دولية أن الحكومة تهدر رمال منطقة البرلس الساحلية بمحافظة كفر الشيخ شمال الطريق الدولي الساحلي المليئة بالمواد المشعة مجانًا، وأضافت أن رمال البرلس تضم 387 مليون طن من المواد المشعة والنادرة، منها خامات (الزيكرون والمونازيت)، وهما من الخامات التي تستخدم في المفاعلات النووية، كما تضم في مكوناتها (الروتيل والألمينيت) المستخدمة في صناعة الصواريخ الباليستية إلى جانب احتواء رمال البرلس السوداء على خامات أخرى تدخل في صناعة البويات والسيراميك.


"البوابة نيوز" التقت أهالي قريه الساحل البحري ببرج البرلس بمركز بلطيم التابع لمحافظة كفر الشيخ، والذين حدثونا عن الأضرار التي سيتعرضون لها عقب إنشاء مشروع فصل الرمال السوداء من الكثبان الرملية، مشيرين إلى أن عملية فصل العناصر الثقيلة الموجودة بالرمال ستحدث أضرارًا بيئية خطيرة على الإنسان وكافه الكائنات الحية، وستقضي على الزراعة في المنطقة نهائيا، إضافة إلى الإشعاعات الخطرة التي تؤثر على صحة الإنسان. 


"فصل الرمال السوداء عن الكثبان الرملية هيضرنا مش هيفيدنا، وبحكم قلقي وخوفي على أولادي وأهل قريتي أرفض تنفيذ المشروع "، هكذا بدأ كرم عبدالقادر، محامي من أهالي قرية البلوش الساحل البحري ببرج البرلس حديثه، مشيرًا إلى أن قرية البلوش الساحل البحري أحد القري التي تطل على البحر المتوسط وتتمتع بكثبان رملية كثيرة وفصلها سيشكل خطرًا كبيرًا على القرية بأكملها.
وقال: إن مجموعة من الشخصيات الكبيرة وأصحاب النفوذ تقدموا بمشروع في هيئة المشروعات بوزارة الدفاع لفصل الرمال السوداء عن الكثبان الرملية واستخدامها في مشاريع".


وأضاف عبدالقادر أن مشروع الرمال السوداء عبارة عن عملية فصل العناصر الثقيلة الموجودة في الكثبان الرملية، وهذه العناصر عند فصلها ستسبب أضرارا بيئية خطرة على كافة الكائنات الحية بدءًا من الإنسان ومرورا بالحيوانات والزراعة، لأن هذا الفصل سيقوم بتغيير معالم البيئة لخروج إشعاعات مضرة بالإنسان وصحته، مشيرًا إلى أن الخامات المشعة المتواجدة في الرمال السوداء نسبة تركيزها 4.5% وهي نسبة عالية وفقا للمعايير العالمية.
وتابع: نحن لا نرفض التنمية فلو كان المشروع قوميا فلن نقاومه ولكن يجب أن نعلم ما هي إجراءات الحماية التي ستحمينا من التحول إلى ليبيا وتصبح الرمال متحركة، أضافه إلى تأثيرها على البحر الذي سيفيض على اليابس ويقضي على منازلنا وأراضينا بأمواجها العالية، مؤكدا أن المؤيدين للإنشاء المشروع اصحاب مصالح لنظرهم للمادة فقط وليس المصلحة العامة، لافتا إلى أن البرلس يوجد بها الكثير من المشروعات التي يجب استغلالها غير الرمال السوداء.


والأمر ذاته أكده الحاج محمد السعد أحد أهالي ساحل بحري ببرج البرلس، مشيرا إلى أنهم يعيشون على المياه الجوفية التي تخرج من البحيرة، وعند إزالتهم للرمال السوداء سيتم الحفر بعمق 14 مترًا، وحينها ستختلط مياه البحر المالحة بمياه البحيرة العذبة، وستقضي على الزراعة للأبد.
وأضاف أن الرمال السوداء مثبتة بالرملة البيضاء، وإذا تم فصلها ستتحول الرمال البيضاء إلى تراب وغبار يصيبنا جميعًا بالأمراض الصدرية المزمنة، أضافه إلى أنه عند إزالتها فلن يتواجد حاجز صد من البحر واليابس، وحينها ستقضي الأمواج على المنطقة السكينة بأكملها لعلو الأمواج عن اليابسة.
وطالب بتوفير حماية للشواطئ وإبلاغنا هل سيقومون بتهجيرنا إذا اقروا بتنفيذ المشروع، لافتا إلى أنهم ليسوا ضد أي قرار سيادي ولكن لن يسمحوا لأي شركات خاصة ومستثمرين بالتحكم في نصف مليون مواطن من كتلة البرلس السكنية.


وأكد محمود يوسف أحد أهالي الساحل البحري، أن مخلفات عملية الصرف ستسبب مشكلة كبيرة في الصرف، مضيفا أنهم تعهدوا بإنشاء شبكه صرف، إلا أن هذه الشبكه التي سيتم إنشاؤها إذا أصيبت بالانسداد فسيتم صرف المخلفات بالبحر، وحينها سيحدث تأثير على البيئة البحرية التي ستتسبب في إصابتنا بالأمراض المزمنة، مؤكدًا اعتراض الأهالي على إنشاء مشروع فصل الرمال، ولن يسمحوا لأحد بتنفيذه.
كما أعرب كافة الأهالي عن استيائهم ورفضهم الشديد لهذا المشروع لأضراره الكثيرة التي ستقضي عليهم، مضيفين قائلين:" لو حصل والرملة السوداء اتفصلت عن البيضاء كل البيوت هنا هتتردم على دماغنا ومش هنقبل بده أبدًا".