الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد دليل.. "حلبي" أثار ذعر الألمان

 محمد دليل والملقب
محمد دليل والملقب بـ"أبو يوسف الكرار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
 فور مشاهدتك لصورته قد تعتقد للوهلة الأولى أنه أحد نجوم الفن أو الرياضة، ولكن سرعان ما يصيبك الذهول حينما تعرف أنه محمد دليل والملقب بـ"أبو يوسف الكرار"، منفذ أول عملية انتحارية في ألمانيا، حيث فجر نفسه بالقرب من مهرجان في مدينة أنسباخ الألمانية، ليلة الإثنين الماضي، وأسفر ذلك عن إصابة 12 شخصًا.
وكونها العملية الأولى ألمانيا، فالغموض هو عنوان العملية، فبعد وقوع الحادث الكل كان يبحث عن اجابة لسؤال من هو القائم بهذه العملية؟، ولعل أجهزة الأمن نفسها كانت تبحث عن اجابة لهذا السؤال، وكون من أنواع التباهي بالإرهاب، أجاب تنظيم داعش الإرهابي عن هذا السؤال، حيث نشرت مجلة النبا الأسبوعية التي يصدرها التنظيم، عرض لحياة "دليل".
وبحسب مجلة "النبا"، فإن حياة دليل بدأت بحبه للعمل الإرهابي، حيث التحق بإحدي الجماعات الإرهابية في سوريا، وبقي بينهم شهورا، ثم رجع إلى مسقط رأسه في مدينة حلب قبل أن يفضح أمر غيابه وتبحث عنه المخابرات، وليعمل في دكان والده دون أن يلفت الأنظار، وساعده في ذلك بعد ما اعتاد عليه من الاحتياط والحذر واتخاذ ما يستطيع من الإجراءات الأمنية.
ومع بدايات الحرب في الشام شكل مع بعض رفاقه خلية أمنية جهادية، تخصصت بإلقاء القنابل والزجاجات الحارقة على مقرات النظام، واستهداف آليات جنوده وعناصره، ثم تنقل بين عدد من الفصائل الإرهابية بسوريا، لكنه لم يستطع البقاء في صفوفها لما كان يراه من فساد عقيداتهم وانحراف في أخلاق عناصرها –في إشارة إلى تنظيم القاعدة-، إذ كيف له أن يرضي بمخالطة هؤلاء وقد خاض تجربته الانضمام إلى جماعات من قبل، فما كان منه إلا أن يشكل مع مجموعة من أصدقائه كتيبة، وقاتل في صفوفها فترة من الزمن.
ومع دخول داعش إلى الشام، وانطلاق عملهم في مناطقها المختلفة تحت مسمى "جبهة النصرة"، وجد محمد ومن معه ما كانوا يريدون فانضموا كلهم إلى داعش، وقاتلوا في جبهات مدينة حلب المختلفة، إلى أن أصيب بشظايا قذيفة هاون أبعدته عن ساحات المعارك، واضطرته إلى الخروج من البلاد للعلاج.
وبعد أن أعلن داعش عن وجوده رسميًا في الشام باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وحدثت بعد ذلك التطورات المتعددة، في هذا الوقت كان أبو يوسف يراقب الأحداث من بعيد وهو مقيم في أوروبا، وتابع أخبار داعش، واشتاق إلى القتال في صفوفها فازداد حبه من جديد لها، ولكن فشلت محاولاته العديدة في العودة إلى الشام للالتحاق بصفوف داعش، وصدت أمامه بوابات الحدود، فقد بقي في مكانه يرتقّب، متحسرًا على ما فاته، ولم يجد ما ينصر داعش إلا عن طريق ساحة الإنترنت، فبدء ينشئ الحسابات.
وعن بداية تفكيره في تنفيذ عمليات انتحارية، قالت المجلة: فوجد ضالته بتنفيذ وصية داعش لعموم المسلمين باستهداف الدول الغربية في عقر دارهم بما استطاعوا، فانطلق يبحث عن وسيلة يفعل بها هذا، فكان أول خياراته أن يكرر ما اعتاد فعله في خليته الإرهابية الأولى من إلقاء القنابل الحارقة على السيارات والمباني، فلم يحصل على ما يحتاجه من المواد النفطية اللازمة لصنع القنابل الحارقة، وكان من الخطر عليه أن يطلب كميات كبيرة منها دون أن يثير شبهة، لكونه لا يمتلك سيارة، ولأسباب أخرى، عدل عن موضوع حرق سيارات وبيوتهم بهذه الطريقة البدائية، وانتقل للتخطيط لعمل أكبر وأكثر فاعلية، هو عملية تفجري وسط حشد من الصليبيني، بقنبلة مصنوعة من مواد بسيطة، يستطيع هو إعدادها بنفسه.
أما عن تنفيذه لعملية تفجير قرب مهرجان، قالت: فمضي في تنفيذ خطته الجديدة بهمة عالية، وضرب كبير، وجد في العمل واستغرق الأمر منه ثالثة شهور حتى أكمل تجهيز القنبلة، وصار جاهزا للتنفيذ، دون أن يكشف أمره، ولم يشعر به الصليبيون، وأعميت عيونهم عنه، فلم يعلموا به إلا وهو يمسيهم بفاجعة، ويشعل ليلهم بنار غضبه عليهم.
وتابع: بل إن الشرطة الالمانية كانت قد دخلت المكان الذي كان يعد فيه قنبلته مرةً للتفتيش بحجة وجود أحد المطلوبين فيه، فلم يعثور على شيء، بدأ بعد ذلك رحلة البحث عن هدف يحقق أكبر نكاية فيهم، فوجد في حفلة مجون موسيقية سيحرضها المئات من المشاركين، فذهب لاستطلاع المكان قبل يوم من ميعاد عمليته، ويدرس الخيارات الممكنة أمامه للتنفيذ، وفي هذه الأثناء كان على تواصل دائم مع أحد جنود داعش ليشجعه.
وعن تنفيذ العملية، قالت الصحيفة: انطلق الكرار إلى هدفه لينفذ مهمته، ويغرس شظايا في صدورهم ورءوسهم، ولكن لم يتمكن من الدخول إلى هدفه الذي اختاره ورصده، ولم تلن عزميته فانطلق يبحث عن هدف بديل، حتى وقع اختياره على الخانة التي فجر قنبلته داخلها، موقعا عددا بإصابات بليغة.