الخميس 13 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

في عرض نِكْلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في نقاش مع الأصدقاء في بلكونتي التي قلما تمر تحتها سيارة قال أحدهم إن الحكومة محتاسة هل تبدأ الانتخابات البرلمانية أولاً أم الرئاسية أم الاثنين معًا؟ وأضاف قائلاً لو احنا عملنا الانتخابات الرئاسية أولاً لخالفنا الإعلان الدستوري وخارطة الطريق ولو عملنا البرلمانية أولاً ثم بعدها الرئاسية سنتكلف الكثير، فقال صديقي الأستاذ أحمد العزيزي “,”إحنا في عرض مليم.. فلنقيم الاثنين معًا ولكن في صندوقين مختلفين ولنتحفظ على صندوق الرئاسة لتظهر نتيجته بعد نتيجة البرلمان وبهذا لا نخالف لا خارطة الطريق ولا الإعلان الدستوري ونوفر حوالي مليار جنيه لأن الإجراءات واحدة، وقال الأستاذ محمد العزيزي “,”انت بتتكلم في ايه، إهدار المال العام دين وديدان الحكومات المختلفة فعندما فكرت الحكومة الحالية في تخفيض مصاريف وأعداد البعثات الدبلوماسية خرج علينا أحد السفراء وظل يقارننا بأمريكا ويقول عدد البعثات الدبلوماسية الأمريكية في العالم تقريبًا ضعف عدد البعثات الدبلوماسية المصرية في العالم“,”، وهنا قلت “,”إذا كانت أمريكا تزمع أن تضع بعثة دبلوماسية بعد أن تقسم الدول العربية فهل نضع بعثات دبلوماسية في كل ما تقسمه أمريكا، ولنفرض أن سوريا قسمت ـ حسب الرغبة الأمريكية ـ الى دولتين أو ثلاث فهل تكون السفارة المصرية في عاصمة الاتحاد الكونفدرالي أم ثلاث بعثات دبلوماسية خاصة أن هناك رأيًا لا أعلم مدى صحته يقول إن البعثة الدبلوماسية في السودان كانت كافية للبلدين على أن نضع قنصلية في جنوب السودان، وأمريكا بجلالة قدرها وجبروتها وفلوسها ألغت القسم القنصلي في سفاراتها في العديد من الدول وبينها مصر على أن يملأ الراغب في السفر الاستمارة على النت ويرسلها فيصله رد على النت أيضًا بميعاد المقابلة مع القنصل إذا كان طلبه مقبولاً مبدئيًا أما إذا كان مرفوضًا فليريح نفسه ويتجنب المواصلات ذهابًا وإيابًا وتوفر أمريكا مرتبات الموظفين وسكنهم ووسائل انتقالهم إلخ.. وتشتري دماغها“,”، وقد صدعتنا حكومة نظيف بالحكومة الإلكترونية وإننا سنجدد البطاقة والرخصة والأوراق الرسمية كلها على النت ولم يحدث أي شيء حتى الآن إذ إن الحكومة لم تجد طريقة لرشوة الموظفين عن طريق النت، وقد كنت في أمريكا في سنة من السنين وأردت أن أقطع تذكرة العودة ولما كانت طائرة مصر للطيران كاملة العدد اتصلت بالتي دبليو ايه فرد عليّ موظف هندي (عرفته بلكنته المميزة) ثم سألت ما عنّ لي من أسئلة وأنهيت المكالمة بأني سأعاود الاتصال به ولما اتصلت المرة الثانية ردت عليّ موظفة هندية أيضًا ولما سألتها هل هذه الشركة لا توظف غير الهنود فردت ضاحكة أنت تتصل بمركز اتصالات الشركة (كوول سنتر) في نيودلهي بالهند وعلمت من معالي السفير المصري أن كل الشركات الأمريكية تنهج نفس النهج لتوفير النفقات فالشقة في الهند أرخص من الشقة في أمريكا وخاصة نيويورك ومرتبات العاملين بالقطع أقل والتكنولوجيا وفرت كثيرًا في كل بقاع العالم المتحضر فألمانيا تصنع معظم صناعاتها في تركيا وأمريكا تصنع معظم صناعاتها في الصين والعديد من الدول تنتهج هذه السياسة لتخفيض النفقات والنفقات المصاحبة من التأمينات الاجتماعية وإعانة البطالة والمعاشات، ولما سألت معالي السفير أليست مصر أقرب ولماذا لا يؤسسون تلك الكوول سنتر في مصر؟ قال “,”فرق التعليم فالهندي يجيد الإنجليزية ويجيد الكومبيوتر ويجيد التعامل مع الناس أما عموم المصريين فلا يعرف من الإنجليزية إلا ما درسه في المدارس (يعني مايعرفش) ولا يعرف عن الكومبيوتر إلا إنه جهاز للعب والتشات وهو لا يجيد التعامل لا مع أخوته ولا مع أبويه ولا في الطريق العام ولا مع السياح، ويقول الأمريكان عنا إننا شعب الـ“,”بي آي إم“,” أي بكرة وإن شاء الله ومعلهش، وطبعًا في العمل لا بكرة ولا معلهش تنفع فإذا أردنا الالتحاق بالعالم علينا ليس فقط بالتعليم بل أيضًا بإجادة التعامل والتمسك بالآداب العامة والعلاقات العملية لأن إجادتها تجعل مصر في مصاف الدول العظمى أما التخلي عنها فيجعلها أقل من الهند.
أتمنى أن ننظر بعين التوفير الى كل مناحي الحياة في مصر فنحن “,”في عرض مليم“,” ولن نعيش على القروض والهبات والمعونات الى الأبد.