الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

إنها معارك مجانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إ نه غاية السخف أن يستمر التنابز بالأرقام ، وأن تستمر لعبة تنس الطاولة بين المختلفين، فعلى سبيل المثال يوجد فريق متنوع الاتجاهات والانتماءات يؤكد أن من قتلوا في فض اعتصام رابعة العدوية وصل إلى خمسة آلاف قتيل، بل إن البعض منهم أكد بثقة مفرطة أ ن فض الاعتصام تم كصورة طبق الأصل من اقتحام جيش الكتائب اللبناني والجيش الإسرائيلي لمخيم “,”صابرا وشاتيلا“,” في 16 سبتمبر عام 1982 .
هذا عن الأرقام.. أما عن الحكايات فمنها ما وصل إلى حد الأساطير التي تفوق في رعبها أساطير الساحرة الشريرة في قصص الأطفال والعفاريت في ألف ليلة وليلة .
وتلك الأساطير والأرقام والوقائع تم الرد عليها وتكذيبها بأرقام رسمية وفقًا لبيانات الطب الشرعي ولروايات شهود عيان في مواقع الأحداث مع التأكيد على إدانة العنف والقتل حتى لو سقط نتيجة له قتيل واحد .
ثم ما رأيكم في حكاية الطفل الذي ألقي القبض عليه من أمام قصر الاتحادية بعد تعذيبه على يد عصابة مرسي وأمام وكيل النيابة وبعد أن فرك عينيه وتثاءب قائلاً “,”أنا عايز أنام يا عمو أنا عندي مدرسة الصبح“,” يكفي مرسي عارًا هو وجماعته أنه في هذه الليلة تحديدًا بعد تعذيب وقتل مصريين تحت نافذة غرفة نومه، أنه نام ملء جفونه ولم يهتز له ضمير، بل ربما “,”تعشى“,” هو ومن معه “,”بط محشي بالفريك“,” .
لم يعد للتنابز بالأرقام ولا بغطرسة مستخدمي المقولات الفكرية للمفكرين مكان في هذه المرحلة ، فقد انتهى الأمر وطويت صفحة الجماعة في الحكم .
وحتى الآن لم نر ممن يتباهون بعلمهم وثقافتهم الواسعة قولاً في انتهاك مرسي وجماعته للحق في الحياة لمن قتلوا مع سبق الإصرار والترصد في سيناء ، وعلى أبواب الكنائس ، وفي الطرقات.
ولم نسمع منهم قولاً ومرسي يهدد في خطابه بالتضحية ببعض أبناء هذا الشعب حينما قال: “,”أنا رئيس جاي بعد ثورة ومفيهاش حاجة لما نضحي بشوية“,” لم يدرك هؤلاء ولن يدركوا أن الشعب الذي يخافون عليه من “,”التضليل لصالح نظام لن يحقق مصالحه“,” هو الذي انتفض ضد التيار الأصولي.. فماذا نفعل والشعب لم يحتملهم أكثر من عام؟ .
وهكذا فإلقاء الكرة من مضرب إلى مضرب وكثرة الكلام والتصارع بالحجج لم يعد مجديًا فصفحة الجماعة قد طويت وتجاوزت مصر تلك الجملة الاعتراضية في تاريخها.
إذن.. فقد طوى الشعب المصري صفحة الإخوان ووضع نقطة ليبدأ كتابة صفحة جديدة في تاريخه وإنها ليست صفحة في طريق ممهد وسهل فمازال أمامه معركة كتابة دستور معبر عنه ناطق بحقوقه كاملة بلا انتقاص، حقه في دولة مدنية تقوم على المواطنة، ويقر بحقه في التعليم وفي العلاج والعمل والسكن وفي الانتقال وفي حرية الفكر والاعتقاد وممارسة شعائره الدينية، حقه في دستور يحصن المساواة أمام القانون لا فرق تحت مظلته بين غني وفقير، مسلم ومسيحي، رجل وامرأة، حقه في أملاكه العامة وأملاكه العامة هي المصنع والمعمل والمدرسة والجامعة والغيط .

والصفحة الجديدة هي الأكثر صعوبة فعلى أطرافها من يقفون للشعب مع سبق الإصرار والترصد لسلب حقوقه وإغراقه في سجال الكلام وإلقاء الكرة من مضرب إلى آخر فالتضليل الحق وتغييب العقول وإلهاء أصحاب الحق عن معركتهم الأساسية في انتزاع حقوقهم يكمن في قلب زوابع المعارك المجانية .