الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

داعش والقاعدة تنافس بلون الدم.. أبناء البغدادي يثبتون قوتهم بزعزعة أوروبا.. و"الظواهري" يرد بدعوة عناصره لخطف رهائن غربيين ومبادلتهم بمعتقلين مسلمين.. وخبراء: الغرب يدفع ثمن هشاشة أجهزته الأمنية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين قتل بالسكين أو ذبح أو إطلاق النار على الأبرياء، عاشت شعوب الدول الأوروبية الأيام الماضية، وذلك من خلال التنافس بين القاعدة وداعش على من ينفذ أكثر من العمليات الإرهابية، حيث اختلف القتل ولكن الإرهاب واحد، فمع بداية الشهر الحالي وبعد الخسائر التي تكبدها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق معقلهم الأساسي، بدأت هذه الجماعات بالعمل خطط سريعة وبديلة من خلال دعوة عناصره للعمليات الذئاب المنفردة.
وظهرت هذه الخطط جلية منذ مطلع العام الحالي، حيث لم يمر يوم واحد دون ارتكاب عملية إرهابية من قبل إحدى الجماعات الإرهابية، حتى بلغت الأعمال الإرهابية في أوروبا ذروتها، فلم تشهد هذه القارة مثل هذا التوتر في الأحدث منذ نشأتها وحتى الآن، فبدأت بفرنسا وبلجيكا وتركيا وألمانيا، وكانت آخر المحطات هي اليابان، حيث هاجم رجل في العشرينيات من العمر بسلاح أبيض مركزا لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في ساغاميهارا باليابان.
وفي محاولة لسحب المشهد الجهادي الإعلامي من أمام داعش وقادته، ظهر أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، وفي كلمة جديدة بثتها مؤسسة "السحاب" بعنوان "احمل سلاح الشهيد 3"، بدعوة فروع التنظيم في سوريا، والمغرب الإسلامي، وشبه القارة الهندية بخطف رهائن غربيين ومفاداتهم بمعتقلين مسلمين.

قال الظواهري: "أعيد وأكرر تحريض إخواني الكرام في جبهة النصرة وفي سائر فروع القاعدة وسائر جماعات المجاهدين في الدنيا، بل وأحرض كل مسلم وكل مجاهد بألا يدخر وسعا حتى يحرر آخر أسير مسلم وأسيرة مسلمة في سجون الصليبيين والمرتدين وأعداء الإسلام".
وتابع: "أشكر مجاهدي القاعدة، الذين اشترطوا الإفراج عن أسرى وأسارى المسلمين ومنهم الشيخ عمر عبدالرحمن والأختان عافية صديقي وحسناء أرملة الشهيد أبي حمزة المهاجر ضمن شروط أخرى للإفراج عن الأسير الأمريكي وارن وينشتاين، الذي أسلم وتسمى باسم إسحاق".
وتابع: "وبين التصريح الصحفي أن أمريكا قتلت الأخوين المسلمين إسحاق ومحمد، وبين التصريح الصحفي وكذلك العدد الثاني من مجلة ريسرجنس أنهما كانا يعاملان معاملة كريمة قبل وبعد إسلامهما، وأن إسلامهما جاء اختيارا بغير ضغط ولا إكراه ولا مقايضة، ووعد الإخوة الكرام في جماعة قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية بنشر مزيد من التفاصيل حول قتلهما، وطالبا المسلمين بالانتقام من قاتليهما".
وحسب متخصصين في الملف الجهادي، فقد أكدوا لنا أن المصالح تتصالح بين التنظيمين، حيث إن "القاعدة" في الأساس أنشت لتنفيذ عمليات في أوروبا وكانت الضربة الأقوى لها في سبتمبر من عام 2001 عندما ضربت برج التجارة العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية، وأما داعش فتحولت سياساته بعد الضربات التي تلقاها في موطنه الأصلي بسوريا والعراق.

يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية: إن تركيز القاعدة وداعش على الدول الأوروبية بسلسلة عمليات إرهابية، جاءت نتيجة السياسات التي تنتهجها هذه الدول ضد التنظيم في سوريا والعراق، ومحاولة من القاعدة للعودة مرة أخرى للمشهد الإعلامي.
وأضاف فهمي، في تصريح خاص لــ"البوابة نيوز"، أن العمليات الإرهابية الأخيرة رسالة مباشرة من تنظيم "داعش" الإرهابي إلى كل الدول، لتوقف حربها واختراقها للتنظيم، خاصة دول الاتحاد الأوروبي التي تقود الحرب المباشرة على التنظيم.
وعن استهداف ألمانيا أو اليابان، قال فهمي، إن استهداف "داعش" لألمانيا أو اليابان يهدف لضرب الاستقرار في الداخل الألماني، منوهًا إلى أن ألمانيا تعتبر ترمومتر الاستقرار في أوروبا، متابعًا أن "ألمانيا من أكثر الدول الأوروبية التي قدمت تسهيلات لقدوم اللاجئين، وكان من تبعات ذلك دخول عناصر إرهابية من داعش ومن تنظيمات المقاومة المسلحة مع اللاجئين وقيامهم بأعمال عنف".
نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قالت: إن ما يحدث داخل الدول الأوروبية من هجوم متتال من قبل تنظيم داعش، يؤكد مدى الاختراق الأمني الذي تعاني منه هذه الدول الكبرى، وسيطرة داعش على أكبر الدول في أوروبا "فرنسا وألمانيا".

وأما عن دعوة الظواهري لعناصره بالتركيز على الدول الأوروبية، وصفت الشيخ، دعوات أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، بأنها محاولات للعودة بعد معاناتهم من سحب البساط من تحت أقدامهم، وسيطرة داعش عليه بعمليات في الدول الغربية.
وأضافت الشيخ، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أنه بعد تلقى داعش ضربات قاصمة في سوريا والعراق، خاصة بعد تدخل روسيا الذي قضى على عدد كبير من الإرهابيين وقادة الإرهابيين في سوريا، تريد داعش أن تثبت للعالم أنها ما زالت قادرة على خلخلة الأمن الأوروبي وخلخلة أي دولة تعادي تنظيم الدولة الإسلامية.
واعتبرت الشيخ، أن دور ألمانيا وفرنسا البارز في تصدير المتطرفين إلى سوريا، إضافة إلى استمرار هذه الدول في فتح أبوابها أمام اللاجئين، كان سببا في تدفق الإرهاب، والسماح لداعش باختراق الأمن الأوروبي بسهولة.