الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هؤلاء هم دواعش اليهودية والمسيحية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل أصبح التطرف والإرهاب بطاقة التعريف للمسلمين، أم التطرف والإرهاب يوجد فى اليهودية والمسيحية على مر التاريخ؟ فالإرهاب والتطرف وجهان لعملة واحدة تسمى بلغة العصر الحديث «الدواعش» فالدواعش يا سادة «د» من دولة والألف من الإسلامية و«ع» العراق و«ش» من الشام «تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، أصحاب لغة الكره والتعصب وسفك الدماء وسحق الآخر والكراهية، وهذه المعانى تجتمع جميعها فى التطرف والتعصب والإرهاب فالأديان الثلاثة الإسلام - والمسيحية - واليهودية تدعو إلى التوحيد والحب والتسامح وصفاء النفس تجاه الآخر وبث القيم الإنسانية بين الناس. زورونا تجدوا ما يسركم، إذن فمن أين جاء التطرف والغلاء فى الدين؟ وقد صدق الله حين قال فى كتابه العزيز مخاطبا أهل الكتاب من اليهود والنصارى بعدم الغلو فى الدين وأن يكفوا على أن يضلوا الناس عن سواء السبيل بسم الله الرحمن الرحيم «قل يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل»، وهذا أكبر دليل علي أن المغالاة فى الأديان الثلاثة حقيقه لا مفر منها، وقد طلب الله من أهل الكتاب عدم ضلالة الناس، وألا يبتعدوا عن الطريق المستقيم. فاليهود منذ قديم الأزل ارتكبوا مجازر فى تاريخ الإنسانية باسم التطرف والعنصرية والإرهاب، فهى من أقدم الظواهر المتطرفة فى التاريخ، فمنذ الحكم الرومانى فى فلسطين، وظهور أقدم الجماعات الإرهابية المتطرفة التى تسمى «سيكاري»، أى الخنجر باللغة اللاتينية وكانت تسمي «حملة الخنجر»، لأنهم كانوا يخبئون الخنجر داخل ملابسهم للقتل وليباغتوا أعداءهم ونشر الفوضى والترهيب فى زمن الرومان التى تميزت بالتطرف الشديد، واستخدام العنف ضد كل من يعتدى على الشريعة اليهودية، وقتل كل من يخالفه فى الرأى وقتل القادة الرومان والجنود، مما جعل الرومان يحرقون الهيكل، وبعد قيام الدولة الإسرائيلية، لم يتوقف المستوطنون المتطرفون عن اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء عليه والعبث بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، كما حدثت مجزرة المسجد الأقصى عام ١٩٩٠ ومجزرة الحرم الإبراهيمى ١٩٩٤ وقتل المصلين أثناء الصلاة ومذبحة قانا ١٩٩٦ ومذبحة صبرا وشاتيلا ١٩٨٢ وغيرها من مجازر دواعش اليهود واللعب باسم الدين لتحقيق الأهداف الصهيونية، بأنهم شعب الله المختار وأنهم خلقوا ليكونوا أسياد العالم، وأنهم لا يتساوون بالبشر، وأنهم من حقهم محاسبة البشر وهم لا يحاسبون، وأنه يجب التخلص من كل ما هو ليس يهوديًا، فقد تعرض الشعب الفلسطينى لمذابح على أيدى العصابات اليهودية المتطرفة لإجبارهم على الهجرة وإبادتهم، ومن أشهر دواعش اليهود بلغة العصر الحديث، جماعات المزراحى وهى الجماعة الأم التى خرجت منها جميع التنظيمات المتطرفة، وأيضا جماعة المفدال وجماعة كاخ تأسست ١٩٧٢ على يد مائير كاهانا، الذى قام بالهجوم على المسجد الأقصى ١٩٨٢، جماعه التنظيم اليهودى المقاتل، تماثلها جماعة التكفير والهجرة فى الإسلام وتنظيم الدولة الإسلامية، وجماعة أحباء الهيكل وغيرها من الجماعات المتطرفة الإرهابية، وأيضا دواعش المسيحية ليسوا أقل شراسة من دواعش الإسلام واليهود، فقد قاموا باستخدام الدين المسيحى وشعار الصليب فى تنفيذ أهداف ومخططات سياسية توسعية. فإذا نظرنا إلى التاريخ سنجد الحروب الصليبية، للاستيلاء على الأماكن المقدسة وبيت المقدس وثروات الشرق باسم الدين والتطرف والإرهاب، فكانوا يرسمون الصليب على صدورهم، والمذابح التى ارتكبوها ضد المدنيين العزل وأيضًا ما حدث فى العصر الحديث فى البوسنة والهرسك من التطهير العرقى ضد مسلمى البوسنة والهرسك على يد الصرب، وقتل ما يقارب من ٥٠ ألف نسمة واغتصاب الآلاف من النساء وقتل وذبح الأطفال والشيوخ وظهور اليمين المتطرف فى أوروبا ومحاربة هجرة الأجانب وخصوصًا المسلمين إلى أوروبا والعنف ضدهم، وقد بدأ ظهور جماعات اليمين المتشدد كما حدث فى تفجيرات أوسلو فى النرويج وراح ضحيتها أكثر من ٩٠ شخصًا والشيء المدهش، هو عدم اهتمام الغرب بفكر هؤلاء الجماعات وتوغلها وتشددها وتطرفها تجاه كل ما هو أجنبى، وقد عادت مرة أخرى فى أمريكا نتيجة لتضرر بعض الجماعات من وصول الرئيس الأمريكى أوباما إلى كرسى الرئاسة، وهو أسود اللون، فالفكر العنصرى بدأ فى الظهور فى أوروبا أيضا وكل الدول الأوروبية، فالإرهاب والتطرف ليس له دين ولا وطن، والدين الإسلامى عانى من التفسير الخاطئ لنصوص القرآن الكريم والغلو فى الدين، وقد ناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى ضرورة تجديد الخطاب الدينى، وقد تم تغيير بعض المناهج التى تدرس فى الأزهر الشريف، تماشيًا مع العصر. فالموروث الإسلامى لبعض المرويات يسىء إلى الإسلام والمسلمين. فالإرهاب فى الإسلام ينتشر باسم الله والتكبير والتهليل قبل ذبح الضحية. أصحاب فقه هدم الكنائس وتلوين عقول الشباب بقيادة شيوخ الإرهاب، هم المسئولون عن ضياع أجيال من الشباب وتغييب عقولهم والتضحية بأنفسهم وقتل الأبرياء والمدنيين فى مقابل الفوز بالجنة وحور العين، ولا أدرى لماذا يتجه بعض المؤمنين بأى دين من الأديان الثلاثة إلى العنف والتطرف؟ هل هذا نتيجة الفهم الخاطئ للنصوص واستخدام الدين سياسيًا للسيطرة والاستحواذ على عقول البشر؟ فالاستحواذ باسم الدين هو الطريقة المثالية لتنويم العقل البشرى وإلهاب روح التضحية والفداء مقابل الفوز برضا الرب ونعيم الجنة، والمثير للدهشة عندما تشاهد أفلام الأبيض والأسود سواء العربية أو الأجنبية، تشعر بالأمان والسلام النفسى، فإننى لم أتمالك نفسى عندما أشاهد مشاهد لم نعتدها منذ عقد الثمانينيات، فتجد فى الافلام المصرية الإجابة. كل هذا الهدوء والأمان فى تحركاتهم. فمشاهد مثلا من داخل المطار تجد نفسك أمام أناس مسالمين يودعون ويستقبلون أصدقاءهم من أمام سلالم الطائرة بدون تعقيدات أمنية، كانت الحياة أسهل والمجتمعات مختلفة، مشاهد الطلبة فى الجامعات فى الخمسينيات والستينيات، وملابس الطلبة التى تتسم بالتحرر، فهذا الشعب كان لا يعرف معنى التحرش الجنسى الذى نعانى منه الآن والكبت النفسى، لم ترتبط مصالح الدول السياسية وقتها باستغلال الدين. إذن فماذا حدث لشعوبنا وعالمنا؟ فبعض المحللين ذكروا أن ارتباط الإرهاب الدينى والتطرف فى أواخر القرن العشرين، يرجع إلى أسباب ثقافية وسياسية واقتصادية من الركود والكساد الاقتصادى وحالة البطالة التى يعانى منها الشباب فى مجتمعات كثيرة، وكثرة الظلم والفساد وعدم وجود عدالة اجتماعية وفساد المنظومة التعليمية وانتشار الجهل والمرض، فتتولد حالة الانتقام والفوضى، وتعامل الدول الكبرى بأكثر من معيار فى القضايا المصيرية، وتغيير بعض السياسات العالمية وتأثيرها على دول المنطقة. فالدواعش فى الإسلام إخوان الشياطين من شيوخ الإرهاب وحاخامات وقساوسة التعصب والتطرف، فهؤلاء هم دواعش المسيحية واليهودية.
hend.farahat12@gmail.com