دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، إلى تضافر الجهود للنهوض بالعمل العربي المشترك، مشددًا على أن وقف التدهور والتفكك الحاصل في عدد من البلدان العربية لا يجب أن يُترك للغير.
وطالب "أبوالغيط" في كلمته أمام القمة العربية في نواكشوط باستعادة المبادرة في العمل العربي المشترك، مؤكدًا في الوقت ذاته على ضرورة إعادة النظر في أساليب معالجة ملفات بعض الأزمات الراهنة، منتقدًا تقليص دور الجامعة العربية بل وغيابها في معالجة تلك الأزمات خلال السنوات الماضية.
ودعا "أبوالغيط" إلى تعبئة الجهود العربية لقيادة تحرك عربي إقليمي ودولي للقضاء على الإرهاب الذي اتخذ من العالم العربي أساسًا ومسرحًا لعملياته التدميرية والإجرامية، محذرا من تهديده لمقومات الدولة الوطنية وتشويه عقيدة الإسلام السمحة، مطالبا في هذا الإطار بوضع الآليات والأساليب الكفيلة بتنفيذ القرار الوزاري لمجلس الجامعة العربية في 2014 وتطوير الاتفاقيات والالتزامات الخاصة بالتعاون والتنسيق العربي.
وشدد "أبوالغيط" على أن تسوية الأزمات السياسية وإعادة الاستقرار للمناطق المضطربة سيسهم في تجفيف منابع الإرهاب، موضحًا أن قضية فلسطين ستبقى في صدر أولويات العمل العربي المشترك، مطالبًا باتباع مناهج سياسية جديدة خلاقة من أجل تحقيق السلام الدائم والعادل خاصة في ظل استمرار المواقف الإسرائيلية شديدة التعنت والصلف من الحل السياسي عموما وحل الدولتين.
وأكد "أبوالغيط"، أهمية بلورة مشروع عربي متكامل يكون للجامعة العربية دور رائد في تجميع الإرادات العربية حوله، مشددًا على أن استقرار الدول العربية وتعبئة قدراتها والحفاظ على أمنها يمثل الركيزة لإطلاق مشاريع التنمية نكما يرتبط بالسعي لإيجاد مناخ استقرار اقليمي يقوم على أساس من احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والتفاعل مع المتغيرات بما يحفظ المصالح العربية في المقام الأول، وضرورة مراجعة المشاريع الاقتصادية العربية التكاملية المتعثرة حاليا بدءًا بكيفية الانتهاء من منطقة التجارة الرة الكبرى تمهيدا للدخول لمرحلة الاتحاد الجمركي العربي وصولا لتنفيذ بقية المشاريع الحيوية العربية في مجل النقل البري والبحري والربط الكهربائي وإستراتيجية تشجيع الاستثمارات في المنطقة العربية ومشروع الأمن الغذائي العربي، داعيًا الدول العربية إلى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2015 – 2030 وتقديم تقارير دورية عن التقدم المحرز حولها، مقترحًا آلية عربية تنسيقية لمتابعة هذا الموضوع.
وتعهد "أبوالغيط" بأن يكون أمينًا على مسيرة العمل العربي المشترك وفقًا لمواثيقه ونظمه وقواعده والحفاظ على حياد الأمانة العامة للجامعة العربية إزاء جميع الأعضاء وتوظيف قدراته وإمكانياته لإعلاء دور الجامعة قولا وفعلا وتطوير أدائها.
