أصدرت وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد الثاني من سلسلة "أوراق" باللغة الإنجليزية، والذي يضم دراسة بعنوان "الذاكرة ومستقبل التاريخ"، من تأليف الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية.
ويرى المؤلف أن مستقبل التاريخ لن يكون في كتب تعتمد على النصوص فقط، بل سيعتمد على نوع جديد من الكتب التاريخية، تقوم بالأساس على الصورة والرسومات "الجرافيك" الشيقة، ويوضح أن هذا النوع يعرف بـ"كتب القهوة"، التي تتميز بسهولة تصفحها وجذبها للقارئ أكثر من شاشات التلفاز والإنترنت، وقد يلحق بمثل هذا النوع من الكتب أقراص مدمجة عليها فيلم أو تسجيل لحدث مرتبط بموضوع الكتاب.
كما أن الكتب التاريخية المحققة كالمخطوطات سيكون موضعها المكتبات الرقمية على شبكة الإنترنت، وأن دور المؤرخ مستقبلا سينحصر في الدراسات الأكاديمية أو المجلات المتخصصة، أو المساعدة في تقديم المادة التاريخية على شبكة الإنترنت، بالإضافة لدوره في تفسير التاريخ والبحث في ثغراته.
ويؤكد أن التاريخ قد تغير مفهومه ومضمونه من عصر المؤرخ "هيرودت" إلى الآن، لكن التغير الحقيقي كان في فترة الانتقال إلى عصر الثورة الصناعية والدولة المعاصرة، باعتباره جزءا مما سمي العلوم الإنسانية بشكلها الحديث كآلية من آليات السلطة والسيطرة على المجتمع من خلال التعليم، وإعادة ترتيب مدركات وذاكرة المجتمع.
يشار إلى أن مشروع "ذاكرة مصر المعاصرة" الذي أنشأته مكتبة الإسكندرية وهو مشروع بحثى يهدف لأرشفة وتوثيق تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وتعد "ذاكرة مصر المعاصرة" أكبر مكتبة رقمية تضم بين صفحاتها تاريخ مصر في قرنين من الزمان، بدءا من عهد والي مصر محمد على باشا الذي تولى الحكم في 1805 وحتى نهاية عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1981.
