السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

السابع مكرر بالثانوية لـ"البوابة نيوز": كنت أذاكر 14 ساعة يوميًا.. مثلي الأعلى أحمد زويل.. سألتحق بهندسة ميكانيكا.. عمري ما دخلت على شاومينج.. الدروس عنصر أساسي.. حلمي أكون أستاذًا جامعيًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لحظات اختلطت بها الدموع بالفرح، هذا هو حال أهالي قرية نكلا التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، لتفوق ابنهم محمد أحمد مدبولي، وحصوله على المركز السابع مكرر علمي رياضيات على مستوى الجمهورية بمجموع درجات 409 من 410 في امتحانات الثانوية العامة 2016.

"أنا كنت مواظبًا على المذاكرة بجد واجتهاد، وكنت واضعًا حلمًا أمامي"، بهذه الكلمات بدأ محمد أحمد مدبولي، السابع مكرر علمي رياضة من محافظة الجيزة، حواره مع "البوابة نيوز"، بقوله: إنه كان مواظبًا على المذاكرة بجد واجتهاد للوصول إلى هدفه الأساسي بتفوقه في الحياة العلمية، وتحصيله الدرجات العليا، لافتًا إلى أن ساعات مذاكرته وصلت إلى 14 ساعة في اليوم الواحد.
وأضاف محمد، أن تنظيم الوقت والابتعاد عن الضغط ودعم والديه له ساعده في مشوار الثانوية العامة تكلل بفرحة ملأت قريته، موضحًا أن لم يتوقع أن يكون ضمن أوائل الثانوية العامة، خاصة وأن آخر طالب في قريته التي تقع أقصى شمال الجيزة كان ضمن أوائل الثانوية في عام 2001.
وعن صفحات التسريبات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال امتحانات الثانوية العامة، قال: "إنني كنت واثقا من نفسي ومذاكر كويس ومش بفتح النت أصلا"، ولفت إلى أن تسريبات امتحانات الثانوية العامة لا يلتفت لها سوى الراغبين في الغش ومن ليس لهم ضمير، والوسائل التكنولوجية ساعدتهم على ذلك.
وعن الكليات التي من المتوقع أن ينضم إليها، قال محمد، إنه سيدخل كلية الهندسة قسم ميكانيكا، دون تحديد لأي جامعة سيتم الانضمام إليها خلال دراسته، مؤكدًا على أن جميع العروض من الجامعات سيتم دراستها وبعد ذلك سيحدد لأي الجامعات ستكون قبلتي القادمة.

- في البداية كيف وصل إليك خبر حصولك على المركز السابع مكرر على مستوى الجمهورية؟
الوزارة قامت بالاتصال بوالدي صباح اليوم وهو كان في شغله، وبعدها هو كلمني وكان سعيد جدًا وأنا أول ما سمعت الخبر ما كنتش مصدق، وكنت مبسوط جدًا إني قدرت أرفع رأس أسرتي في القرية التي أسكن فيها، حيث أن هذا حدثا كبيرا وذلك لأن القرية لم يحدث بها هذا الحادث منذ عام 2004م.

- تفوقك بكل تأكيد له العديد من العوامل التي ساعدتك، فما هي؟
العوامل التي ساعدتني كثيرة بداية من البيت والأسرة التي كانت دائمًا تحرص على تهيئة الجو العام لي لتلقي العلم دون وضعي تحت ضغوط، كذلك أستاذتي الذين كان لهم الفضل الكبير أيضًا لمساعدتي الدائمة والمستمرة لحين انتهائي من الدراسة، إضافة إلى أنني وضعت هدفا أمامي كنت أسعي دائمًا للحصول عليه دون التركيز على الآخرين ماذا يفعلون، وأصدقائي أيضًا كان لهم الفضل من خلال مساعدتنا لبعض.

- اشرح لنا كيف كان يومك خلال الدراسة؟
كنت أذهب للمدرسة مبكرًا في الموعد المحدد، ثم العودة إلى المنزل ثم الذهاب لتلقي دروسي على يد عدد من المدرسين، وباقي اليوم كنت أقسمه بين جزء لراحتي والجزء الآخر للمذاكرة وتحصيل العلوم، وكنت يوميًا أذاكر من 12: 14 ساعة يوميًا، وقبل الامتحانات بشوية كنت مقصر في المذاكرة، ولكن قبلها بأيام قليلة قمت بعمل جدول مضغوط لإعادة مراجعة المواد بالكامل، لأن عادتي بحب أذاكر المادة مرة واثنين وثالثة، لأضع الثقة داخل صدري وأنا داخل اللجان.

- هل كنت من المتفوقين في المراحل ما قبل الثانوية العامة؟
نعم، فأنا منذ المراحل الأولى من عمري وأنا أحصل على المركز الأولى في مدرستي وأحيانًا على المحافظة، وكان هذا سببًا من ضمن الأسباب التي وضعتني داخل المتفوقين في الثانوية العامة.

- كنا نرى الكثير من الطلاب يبكون بعد خروجهم من لجان الامتحانات، من وجهة نظرك ما هو الامتحان الأصعب؟ 
كل الامتحانات كانت صعبة جدًا على اللي مش مذاكر كويس، لكن أنا عشان كنت مذاكر كويس جدًا فما كانش فارق معيا حالة التوتر التي كان يعيشها عدد كبير من الطلاب بدون داعي، فثقتي في الله ثم في نفسي كانت سببًا في نجاحي وتفوقي، فعندما تكون مذاكر كويس لن يفرق معاك حالة التوتر التي يحاول البعض وضعك فيها بدون داعي.

- قبل الامتحانات بأيام سادت حالة من التوتر من خلال إعلان بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها ستقوم بتسريب الامتحانات، هل أثرت عليك مثل هذه الدعوات؟
أنا ما كنتش فاضي عشان أتابع الكلام اللي يتكتب على النت من الحين للآخر، فأنا كنت مشغول بهدف واحد فقط هو حصولي على مجموع أرفع به رأس أسرتي وأحقق حلمي، فأنا عمري ما دخلت على هذه الصفحات حتى ولو من باب الاطلاع فقط، إضافة إلى أني ما كنتش بحط الحاجات دي في دماغي، لأني مؤمن بفكرة لكل مجتهد نصيب، فأنا كان عندي يقين حتى لو حد غش من الصفحات دي ربنا مش هيكملها معاه بالستر وتصحيح الورق مش هيكون في صالحه.

- منذ متي بدأت الدروس والمذاكرة؟
بدأت الاستعداد لهذه المعركة منذ شهر 8 من العام الماضي، حيث بدأت في الدروس الخصوصية والمذاكرة الجادة منذ اليوم الأول.

- هل المدرسة دون الدروس تكفي للحصول على المجموع؟
الدروس الخصوصية عنصر أساسي في المنظومة التعليمية، فأي طالب لا يستطيع الحصول على المجموع كبير دون حصوله على دروس لدى عدد من المدرسين الأقوياء المتمكنين في المواد الدراسية.

- دائمًا يضع كل طالب مثلًا أعلى له، فما هو مثلك الأعلى؟
في البداية قدوتي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثلي الأعلى في الوقت الحالي هو الدكتور أحمد زويل، وأتمنى أن أفيد الأمة باختراعات واكتشافات.

- إلى أي الكليات ستنضم؟
بكل تأكيد سأنضم لكلية الهندسة قسم ميكانيكا بور، ولكن لم أحسم قراري إلى أي الجامعات سيكون انضمامي، وفي الفترة القادمة سأحاول أن أستعين بأصدقائي وأقاربي لمساعدتي في الاختيار الصحيح.

- هذا التفوق والنجاح من هم الأشخاص الذين كانوا سببًا فيه؟
بكل تأكيد الفضل يرجع إلى أبي وأمي وزوج خالتي الذي لم يدخر جهدًا إلا وقام به لمساعدتي في الليل أو النهار، فضلا عن المدرسين الذين كانوا على تواصل دائم بي.

- كيف ترى نفسك بعد التخرج؟
أتمنى أن أكون أستاذًا جامعيًا بإحدى كليات الهندسة، ويصبح لدى العديد من الاختراعات والإنجازات التي أدعو الله أن تكون نافعة للأمة العربية بالكامل.

- في النهاية ما هي رسالتك التي تريد أن توجهها لجميع الطلاب؟
أدعو جميع الشباب والطلاب بعد النظر إلى النماذج غير المشرفة التي نراها تطفو على الإعلام المصري في السنوات الأخيرة، كما أدعوهم إلى المذاكرة بإخلاص وجد واجتهاد دون النظر إلى بعض التفاهات التي يحاول البعض أن يدسها في نفوس الشباب المصري.
فتعليمك العالي سيجعل منك إنسانًا محترمًا، ويجعل من أسرتك المستقبلية تستطيع أن تتحمل هم الدولة ورفعة الأمة، وفي النهاية أدعوهم إلى النظر إلى النماذج المشرفة، وهم كُثُر في الشعب المصري كالدكتور أحمد زويل، والدكتور مجدي يعقوب، وعدد من العلماء المصريين المنتشرين في دول العالم، إضافة إلى تركهم النماذج الخبيثة أمثال "الأسطورة"، وغيره.