الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رياح زندقة.. يوسف زيدان يستثمر أجواء مطالب تجديد الخطاب الديني ويجدد طعنه في ثوابت الإسلام.. شكك في آيات قرآنية صريحة عن "النسيء".. الأزهر: كُفرصريح.. وعلماء دين: خروج عن الملة

 يوسف زيدان
يوسف زيدان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خيط رفيع بين المعقول واللامعقول خصوصا في ساحة الاجتهادات الفكرية والإبداع والفلسفة وحرية الرأي، هذا الخيط ربما ضائع بل هو كذلك " عند الباحث يوسف زيدان " المتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه وصاحب رواية عزازيل الشهيرة، ومع هذا الخيط الضائع، أشياء أخرى كثيرة ضائعة جعلته يفقد صوابه ويقول بالذي هو كُفر، أمس استنكر وجود المعراج وقال نصا: " الإسراء ثابت في القرآن لكن المعراج لا أعلم من أين جاء "، تصريحه ذلك وصفه البعض بالخروج عن الملة والبعض قال عنه فقد عقله، واليوم يؤكد ضياعه برياح زندقة جديدة، مشككا في آيات قرآنية صريحة عن "النسيء"، ماذا يريد هذا الزيدان، وما الذي يسعى إليه، هل فقد عقله وقرر الخروج عن الملة، أم هي محاولة شو جديدة على حساب الدين والعقيدة ؟.. 

على فضائية شهيرة تابع زيدان شططه وانتقد الحديث عن "النسيء" وهو تقديم وتأخير الأشهر الهجرية والذي كان العرب يتعمدون فعله في الجاهلية، وقد حرمه الإسلام في نص قرآني صريح في قوله تعالى "إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ "،
"زيدان" احتج على تحريم "النسيء" لأنه بحسب قوله "يمنعنا من أداء الشعائر المرتبطة بالمواقيت مثل الحج والصوم في وقتها الأصلي"، احتجاج زيدان هنا غير مبرر وغير مقنع ودائما يدخل " تلك المعارك من منطلق سعيه والإدلاء بدلوه في ما بات يعرف إعلاميا بتجديد الخطاب الديني.
"زيدان" في الحلقة التي كان فيه ضيفا على إعلامي شهير، طالب بشكل ضمني بإعادة النظر في قضية النسيء لأنه وبحسب ادعائه تتعلق ب50% من أمور عقيدتنا وحياتنا كمسلمين، وهو ما اعتبره العلماء كفرا بواحا صريحا وخروجا عن الملة لأنه أنكر معلوم من الدين بالضرورة. 
هنا رأى د. "محمود مهنى" أحد علماء الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن يوسف زيدان أخطر من الصهيونية العالمية ويسير وفق مخطط معد له مسبقا ومعروف بآرائه المعادية للإسلام، والتي تروج لأفكار اليهود وتنشر نقدهم وطعنهم في الشريعة الإسلامية بين المسلمين ويلصقه بالإسلام، محذرا من الانسياق وراء محاولاته.
وأوضح "مهنى" أنه إذا ثبت ما قاله وتم مناقشته فيه وأصر عليه فهو منكر معلوم من الدين بالضرورة فإن هذا كفر وخروج من الملة، وتابع:" قمت بالرد عليه في أكثر من مناسبة وعلى غيره ممن يتخذون ذريعة تجديد الخطاب الديني مدخلا لبث الفتنة بين صفوف المسلمين"، مؤكدا أن فهم تجديد الخطاب الديني حدث بصورة مغلوطة لأن التجديد قديم حديث ويتم باستمرار، والأصول والثوابت لا يجب أن تمس أو أن نفكر في تعديلها، والقرآن والسنة هي أصول العقيدة وغير مقبول الهجوم عليها، وتابع:" الآن الدور على القرآن يهاجمونه ويريدون حذف بعض آياته التي لا تتماشى مع أغراضهم وأهدافهم المريبة.
وقال عالم الأزهر: إن المقصود بالتجديد هو إعادة شرح الأصول والثوابت من القرآن والسنة التي نعلمها ونعمل بها الآن بشكل مبسط ومفهوم ليس فيه خلط ونبذ التطرف والغلو وتطبيق الوسطية التي حث عليها القرآن والسنة، وليس من التجديد أبدا المطالبة بنشر " الإجهاض" التي تطالب به نوال السعداوي والتي تريد إباحة الإجهاض وهي بذلك تريد شيوع الزنى، محذرا من استغلال المطالبة بتجديد الخطاب الديني كواجهة لتزييف الدين وتشويهه.
وفي السياق قال د. "عبد الفتاح إدريس" استاد الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن التطاول على الإسلام لن يكف وله جنوده وأتباعه ومن مهام التجديد المطلوب للخطاب الديني هو الرد على دعاوى المشككين المغرضين، ومن يقوم بتلك المهمة يجب أن يكون الأزهر بكل إمكانياته ورسالته وتاريخه، جاهزا بالرد عليهم.
وطالب "إدريس" القائمين على أمور الأزهر البدء بالفعل والكف عن المحاضرات والشو الإعلامي والإعلاني عن إنجازات الأزهر ورسالته وجهوده النظرية، قائلا:" نريد تفعيلا لتلك الجهود على أرض الواقع للزود عن الإسلام ضد الطاعنين فيه، سواء يوسف زيدان أو غيره "، قائلا: " معنى أن نعيد النظر في قضية النسيء وفيها نص صريح يقول انها كانت كفرا بل وزيادة في الكفر، أن نعود لأيام الجاهلية والعودة للكفر بحجة التجديد في الخطاب الديني، هذا لا يعنى إلا هرتلة ولن يحدث ".. 

فيما شدد د. "عبد الحميد ندا" الداعية الإسلامي وصاحب موسوعة "أحكام الوحي في الكتاب والحكمة، على أن إعداد الدعاة والعلماء، هي الخطوة الأولى والأساسية لتجديد الخطاب الديني وتابع " لدينا مشكلة فمن يوصل المعلومة أصبح مشغولا بالتخصص وليس لديه المعلومة بشكل متكامل فمن يدرس الفقه لا يعلم الكثير عن الحديث والعكس". 
ونبه الداعية الإسلامي إلى أن مقارعة أصحاب الفكر يكون بالفكر والبرهان المبين من القرآن وصحيح السنة دون الالتفات إلى الدعاوى المتكررة التي تنتقص منهما حتى لو كان هناك ضرورة حتمية لإعادة فهمهما وتنقية الغريب والضعيف والمكذوب من سنة النبي (ص)، لكن بحذر وتعمق وبحث.