الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شعار صناعة الإعلام: اقلع توصل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصطلحات غريبة لقبوها بالفنية تحمل إيقاع موسيقى مرعب غير مألوف يثير الرهبة في نفوس المشاهدين، ويبعث على الاشمئزاز في نفوس الكثيرين ممن يتابعون شاشات عرض السينما أو التلفاز.
برامج تليفزيونية وتوك شو تحمل رايات (اقلع توصل) إعلاميات تجردن من ملابسهن المحتشمة العملية التي تليق بالظهور أمام المشاهدين باختلاف ثقافاتهم وأفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم العربية الأصيلة.
أصبحت المشكلة داخل غرف صناعة الإعلام في الوطن العربي كافة، ما الذي نراه الآن على شاشات العرض المختلفة أهو حلم أم علم، كما تصف جداتنا حين ترين ما يناقض العادات والتقاليد والمفاهيم العامة.
مسلسلات رمضان ذات أعلى الإيرادات لعام 2016 كانت موجهة نحو مسلسلات تتبنى قصص كفاح البلطجية والقتلة ومهربي المخدرات وتجار السلاح؛ بل وتضعهم داخل برواز فخم لينظر إليهم الشباب والأطفال البراعم الصغيرة على أنهم صناع المعجزات أصحاب القوة والعضلات والنفوذ والثروة؛ بل إن مسلسل الأسطورة للممثل محمد رمضان وإنتاج السبكي لم يراع حتى حُرمة شهر فضيل بل وتمادى إلى أن وصل بسيناريو الأحداث إلى جعل محامٍ جامعي يتاجر في السلاح ليكمل مسيرة أخيه تاجر السلاح، وبذلك يحصل المحامي المعتزل الذي لم يخدمه العلم في شيء على القوة والمال فيثأر لأخيه ويقتل ويضرب بالقانون عرض الحائط، فما فائدة الشهادة الجامعية ودراسة الحقوق التي لم تجلب له سوى معايرة الفتاة التي أحبها واحتقارها له، فهو فقير ضعيف من أسرة دون المستوى حتى وإن كان خريج كلية الحقوق.
أهذا ما يريد أن يزرعه محمد رمضان والسبكي في عقول الشباب والنشء الذي يمثل وقود المجتمع، أم هذا ما يريدون غرسه في عقول ونفوس الأطفال (أحمل السلاح تصبح الأساس) على حد تعبير الأسطورة البلطجي بشهادة جامعية من كلية القانون.
صرح رمضان الأسطورة للمذيعة وفاء الكيلاني في برنامج المتاهة، بأن الآباء سيندمون لأنهم منعوا أبناءهم من مشاهدة أدواره خصوصًا في رمضان، إنه يخدم الأطفال والشباب ويعلمهم ويمنحهم خبرة الحياة التي ستفيدهم مستقبلًا.
لا تعليق يذكر بعد هذا التصريح فما وصل إليه أبناؤنا الآن من حمل سلاح حتى وإن كان لعبة على مستوى الأطفال، أو رسم الكبار لحيتهم بالتاتو لكي يقلدوا محمد رمضان في دور تاجر السلاح أكبر دليل على التدهور الاجتماعي والثقافي والأخلاقي الذي اجترتنا إليه مثل هذه الأعمال الرخيصة.
وتكتمل الحلقة المغلقة من الرُخص الإعلامي المبتدع، بطلة ليست بالساحرة من مذيعات أتقن فن الإغراء فأبدعوا فيه ونسوا رسالتهن الإعلامية، ليس من الغريب علينا الآن وأثناء متابعتنا للمحطات الفضائية أن نجد مذيعة التوك شو أو البرامج الإخبارية والمنوعات ترتدي ملابس خادشة للحياء دون أدنى احترام للمشاهد، ما تفعله المذيعات ولن أقول الإعلاميات؟! نفخ وشد وإبراز لأجزاء الجسد بشكل مغرٍ متعمد لا يمتد أبدًا بصلة لاحترام الآداب العامة بل أيضًا لا يتماشى مع العادات والتقاليد والثقافة العربية.
أهي تجارة بالجسد لزيادة عدد المشاهدين وزيادة الإعلانات والدخل، أم هي حرب غير نظيفة بين المذيعات فمن التي تجذب أكبر عدد من المتابعين.
بعض المذيعات أصبحن لا يركزن على الرسالة الإعلامية والمهنية أكثر ما يركزن في حروب الإغراء، فالتعري يجذب الكثير ويزيد معه الشهرة والدخل والثروة وأحيانًا البيزنس.
الإعلام رسالة تحمل المبادئ والقيم والشرف المرتبط بميثاق غليظ، وإن الإعلام القوي النزيه يعد داعمًا أساسيًا في بناء جيل واعٍ ومثقف ومتفتح ويعمل على النهوض بالمجتمع في كافة نواحي الحياة باستخدام أدوات إعلامية شريفة ومهنية تتعالى تمامًا عن إهانة الإنسان والاتجار بالبشر لجمع الأموال وتحقيق الربح والانتشار.