ألقى الارتفاع الجنونى لسعر الدولار فى السوق السوداء بظلاله على العديد من الأنشطة الاقتصادية؛ ليتوقف بعضها فيما تشهد ارتفاعًا غير مسبوق فى أسعار المنتجات والصناعات الثقيلة، حيث أعلنت معارض السيارات وقف عمليات البيع، لارتفاع سعر الدولار فى السوق السوداء، وتخطيه حاجز الـ12.10 جنيه، حتى يتمكن موزعو السيارات من التوافق حول سعر جديد للمعروض لديهم، عقب الارتفاع الجنوني لسعر الدولار.
وشمل وقف البيع على أنواع معينة والتى تم استيرادها خلال الستة أشهر الماضية، ومن المتوقع تحرك أسعار السيارات خلال الأسبوع الجارى لتتوازى مع ارتفاع سعر الدولار فى السوق السوداء، لأن توفير الموارد الدولارية لاستيراد السيارات يكون من السوق الموازى.
على جانب آخر، أعلنت شركات الحديد والصلب رفع أسعار الحديد لارتفاع أسعار المواد الخام اللازمة للتصنيع والتى يتم استيرادها من الخارج، وضمت قائمة الشركات العشرى وصلب مصر للحديد والصلب وقررت رفع الأسعار بنحو 275 جنيهًا للطن، وذلك بعد إعلان شركة حديد عز عن زيادة أسعار منتجاتها بنحو 250 جنيهًا للطن لتصل إلى المستهلك بـ5950 جنيها للطن.
وقال خالد الدجوى، العضو المنتدب لشركة الماسية للحديد والصلب: إن شركة حديد صلب مصر أعلنت أن الأسعار من ٢٣ يوليو حتى ٣١ يوليو ٢٠١٦ ستصل إلى 5185 جنيهًا للطن بدون ضرائب، و5600 جنيه شامل الضرائب على أن يصل للتجار بسعر 5725، ويباع للمستهلك بنحو 5850.
وأضاف الدجوى"، أن حديد المراكبى أعلن عن أسعاره بداية من اليوم الأحد 24 يوليو لتصل إلى 5500 جنيه للطن شامل الضرائب، على أن يبلغ 5650 للتجار و5750 للمستهلك.
وأشار إلى أن شركة حديد العشرى أرسلت إخطارًا إلى التجار وعملائها يفيد بأنه اعتبارًا من اليوم الأحد سيتم إعلان سعر المصنع وهو ٥٤٥٠ جنيهًا للطن، ويصل إلى 5800 جنيه للمستهلك.
كما نالت مستحضرات التجميل المستوردة حظها من الارتفاع بسبب أزمة الدولار، حيث ارتفعت أسعار المستحضرات استيراد الخارج بنسبة ما بين 40% إلى 50% للمنتج الواحد.
كما أصبح استيراد السلع غير الأساسية وهى السلع التى يستوردها تجار ومستوردين وهم الأكثر تعاملا فى السوق السوداء، مهددًا مع تكرار ارتفاع سعر العملة الأمريكية، لأنه يتم تحميل السلعة المستوردة هذا الارتفاع، الأمر الذى سيدفع جميع السلع المستوردة للارتفاع فى السوق المحلى بشكل كبير، بل إن هناك إمكانية لوقف استيراد بعض السلع جراء ارتفاع سعر الدولار.
كما تعد المشغولات الذهبية من أكثر القطاعات المتأثرة بارتفاع سعر الدولار فى السوق الموازى، خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار العالمية للذهب، واقترب جرام الذهب عيار 21 من 500 جنيه للمرة الأولى فى تاريخه.
وقال وصفى أمين، رئيس الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية: إن مصر تعتمد بصورة كاملة على استيراد الذهب بالكامل الأمر الذى يجعله من أكثر القطاعات المتأثرة بانخفاض قيمة العملة المحلية.
وأكد أن ارتفاع أسعار الذهب وتسجيله لأرقام قياسية أثر سلباً على المبيعات وأصاب الأسواق بالركود، وأثر على حجم أعمال الشركات، مشيراً إلى تراجع الطلب من قبل المقبلين على الزواج بسبب ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى حملات مقاطعة الذهب.
وقال نادى نجيب، سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية: إن تخفيض المقبلين على الزواج لعدد الجرامات حيث يتم الاتفاق على قيمة للشبكة وليس جرامات باستثناء بعض المناطق التى مازالت متمسكة بالعادات مثل الصعيد.
وارتفع الذهب بنحو 10 جنيهات مقارنة بأسعاره الأسبوع الماضي، حيث سجل عيار 21 نحو «440» جنيهاً، وسجل عيار 24 سعر «503» جنيهات، وبلغ عيار 18 مستوى «377» جنيهاً، وسجلت الأوقية 1325 دولاراً مقابل 1330 دولاراً الأسبوع الماضى.
