السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أردوغان وحقوق الإنسان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استيقظ العالم منذ أيام على ما حدث فى تركيا، وذهب البعض إلى أنه ثورة وذهب البعض الآخر إلى أنه انقلاب عسكرى، والحقيقة أن ما حدث كشف الكثير عن تركيا وحاكمها المغرور رجب طيب أردوغان، فمنذ الانقلاب وتشعر أن أردوغان خائف كالفأر المذعور، تارة يدعو الشعب للنزول للشوارع والميادين وتارة أخرى يستجدى الشعب فى خطاب عاطفى أن يبقى فى الميادين خوفًا من تكرار هذا الانقلاب حسب ما يدعى، ولكن ما حدث فى تركيا أظهر للعالم الكثير عن أدوغان، أظهر حقيقته وأظهر ما يخفيه عن العالم، أظهر أن هذا الرجل فى ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، لقد شاهدنا أردوغان مرارًا وتكرارًا وهو ينادى بالديمقراطية ويتدخل فى سياسات دول كثيرة منها مصر، ويطالب بتطبيق الميثاق العالمى لحقوق الإنسان، واليوم أين أنت من حقوق الإنسان؟ لقد شاهدنا الآلاف من العسكريين والمدنيين الأتراك مكتوفى الأيدى وعراة الأجسام فى الشوارع والميادين، وأيضا فى السجون، يظهر على وجوههم وأجسامهم آثار التعذيب الوحشى الذى يلاقيه هؤلاء من رجال أردوغان، وهناك معلومات تقول إن رجال الطاغية قتلوا الكثير من الأبرياء دون هوادة أو رحمة بالرغم من أن القاعدة الثابتة والمعمول بها فى كل البلاد أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولكن لمائا نسأل عن ذلك فى بلد نصف تاريخه كان من خلال العنف والطغيان؟. أيضا عندما علمت أن هذا الطاغية أوقف العمل بالقانون وفرض حالة الطوارئ لشهور وقد تمتد لسنين الحقيقة لم أتعجب لأننى أعلم أنه يريد أن يصفى حساباته مع كل أعدائه وخصوصمه تحت راية الانقلاب العسكرى. والآن وبعد كل التجاوزات التى يقوم بها أردوغان ورجاله يدّعى أن الشعب فرح بفشل الانقلاب، لا والله كل من بالميادين هم رجال الطاغوت وهم أعضاء الجماعات الإرهابية التى يستخدمها أردوغان للسيطرة على مقاليد الحكم فى الدولة ليظل بالحكم لسنين طويلة.
والجديد أن هذا الطاغية يسعى لتطبيق عقوبة الإعدام على العسكريين والمدنيين الذين يحاكمهم الآن بالرغم من عدم وجود هذه العقوبة بالدستور والقانون التركى، إلا أنه يستطيع أن يعدل الدستور والقانون ويفعل كل شيء من أجل مصلحته الشخصية.
لقد ضرب أردوغان بحقوق الإنسان عرض الحائط عندما تعارضت مصالحه الشخصية مع حقوق الإنسان، ومن المتوقع أن تكون هناك حملات قبض عشوائية فى الأيام القادمة من أجل مزيد من القهر للشعب التركى والإذلال.
الذى يحزننى الحقيقة هو كم القهر الذى يتعرض له الشعب التركى، ليس المدنيين فقط ولكن ضبط عشوائى للقضاة والعسكريين والقادة العسكريين القدامى ومعلمين ومهندسين ومحامين وخلافه، وهل بلد الديمقراطية هى ما نتحدث عنها؟، الحقيقة هى بلد الديكتاتورية وهى النموذج الديكتاتورى الحديث لهذا العصر الذى نعيشه.
وتجد أن أول من حرص على لقاء رجب طيب أردوغان هو دويلة قطر، هذه الدويلة التى قامت على الانقلاب، هذه الدويلة التى تحكمها امرأة لا تعرف شيئا عن السياسة، نعم هى امرأة التى تحكم وليس تميم هذا الطفل المعجزة الذى أتى به أبوه ليكون خير خلف لخير سلف فى الجهل السياسى والانتماء للكيان الصهيونى. لقد شاهدنا قناة الجزيرة هذه الآلة الإعلامية القذرة وهى تدافع باستماتة عن أردوغان الذى لقبته بـ«سيدهم» نعم سيدهم وسيد تميم أيضا الذى ارتمى فى أحضانه معتقدا أنه طوق النجاة بالنسبة له.
كما أزعجنى هذا الكم من الذين يسمون أنفسهم إعلاميين وهم خونة لمصر وهاربون ليرتموا فى أحضان تركيا وقطر من أجل حفنة دولارات ليوجهوا الاتهامات لمصر دون غيرها، ولكن سوف يأتى يوم ليدفعوا الثمن غاليا. وأختم كلماتى بتساؤل: ما سر خوفك يا أردوغان؟ وأيضا هل سيسكت الجيش التركى على إهانة ضباطه وقواته بهذا الشكل المهين؟.
أيضا هل سيسكت الجيش التركى على ما يقوم به أردوغان من إعادة هيكلته بالشكل الذى يجعل الجيش أداة طيعة فى يده لردع الشعب التركى؟، وهل سيسكت الشعب التركى على هذا الطاغية الديكتاتور الفاسد الذى يتستر على ابنه بلال الذى يسير فى تركيا ويجول فيها شرقا وغربا للتربح وتكوين الثروات له ولأبيه؟.. سوف نرى ما سيحدث قريبًا. أعلم أن الشعب التركى حر وعظيم ولن يرضى عن هذه الممارسات التى انتهى عصرها مع وفاة هتلر وموسولينى، نعم أقولها بصراحة؛ حقوق الإنسان هى المسمار الأخير فى نعش أردوغان، نعم أردوغان لقد سقط القناع.