الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

نار الفتنة الطائفية تحرق مصر.. اختفت في زمن "ناصر".. وظهرت في عهد السادات.. المنيا الأكثر اشتعالًا.. العلاقات العاطفية كلمة السر.. وتعرية سيدة الكرم هزت الرأي العام

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها..شهدت مصر الكثير من حوادث الفتنة الطائفية خلال الخمسين عامًا الأخيرة، وعلى الرغم من تواجدها منذ قديم الأذل إلا إنها انفجرت في الآونة الأخيرة، حيث يحاول بعض الكارهين لاستقرار الوطن ترويجها والعمل على تفاقمها في مجتمعنا المصري الذي عاش عبر القرون نسيجا واحد والجميع فيه اخوة ومتحابين لا فرق بين مسلم أو مسيحي الكل فيه يحيا تحت راية وطن واحد يهدفون إلى علوه وتقدمه.
وترصد البوابة نيوز عبر السطور التالية أبرز وقائع الفتنة الطائفية في مصر:




فتنة بنى سويف
نجحت الأجهزة الأمنية ببني سويف مؤخرًا في احتواء بوادر فتنة طائفية بقرية صفط الخرسا التابعة لمركز الفشن جنوب المحافظة، لنشوب مشاجرة بين الأقباط والمسلمين.
كان اللواء محمود العشيري مدير أمن بني سويف قد تلقى إخطارا من اللواء خلف حسين مدير المباحث الجنائية بنشوب مشاجرة بين الأقباط والمسلمين بقرية صفط الخرسا التابعة لمركز الفشن.
وعلى الفور انتقلت قوات الشرطة بقيادة العقيد محمد عبداللطيف مفتش مباحث الجنوب وتبين أن أحد الأقباط يدعى نادي يعقوب إسحق أقدم على تحويل منزل إلى كنيسة مستغلا يوم الإجازة رغم صدور قرار من الوحدة المحلية بوقف أعمال البناء فاعترض بعض من شباب القرية وقاموا بقذف المبنى بالطوب والحجارة فنشبت بينهم مشاجرة.
وتمكنت قوات الشرطة من فض المشاجرة وضبط 11 شخصا من الطرفين وفرض كردون أمني حول القرية منعا من تجدد الاشتباكات، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. 
ومن جانبه أكد محمود المغربي رئيس مدينة الفشن أن أحد أقباط القرية قد قام بتشييد مبنى مخالف للتنظيم فقامت الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية بإصدار قرار بوقف أعمال البناء منذ 3 أيام خاصة وأنه أقدم على تحويل المبنى إلى كنيسة دون صدور التراخيص اللازمة. 
وعقب صلاة الجمعة قام بعض من شباب القرية برشق المبنى بالطوب والحجارة فنشبت مشاجرة بينهم فانتقلت قوات الشرطة للقرية واستطاعت السيطرة على الأوضاع دون وقوع أي إصابات.
مشاجرة أطفال تنتهى بفتنة طائفية في المنيا 
لقي شخص مصرعه وأصيب 2 آخران في مشاجرة بين مسلمين ومسيحيين بسبب الأطفال بقرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا. تلقى اللواء رضا طبلية، مدير أمن المنيا، إخطارًا من العميد حاتم حمدى مأمور مركز شرطة المنيا يفيد بنشوب مشاجرة بين مسلمين ومسيحيين بقرية طهنا الجبل التابعة لدائرة المركز. وبالانتقال والفحص تبين أنه أثناء مرور طفل مسلم يقود عربة كارو، وبرفقته 3 أطفال آخرين وقعت بينه وبين أطفال آخرين مسيحيين مشادة كلامية، حيث طلب الأول من طفل صغير عمره نحو 5 سنوات إفساح الطريق للمرور بالعربة، فقام بعض المتواجدين بالشارع، بالاعتداء عليه بالضرب، وعندما شعر الصبى بأن الأهالي تكاثروا عليه، استدعى عددًا من أقاربه، وعقب ذلك حضر عدد من أهله ووقعت مشاجرة أسفرت عن مقتل شخص يدعى "مارى"، 22 سنة وهو أحد أبناء عمومة القس متاوس نجيب، راعى كنيسة مار مينا بقرية طهنا الجبل، فيما أصيب اثنان آخران بينهما سيدة وتم نقلها إلى المستشفى العام. وتم الدفع بقوات من الأمن المركزى وتعزيز تواجد رجال المباحث، وفرض كردون أمنى بمحيط القرية تحسبًا لتجدد الاشتباكات، وانتقل العميد عبد الفتاح الشحات رئيس مباحث المديرية، لضبط المتهمين والأسلحة المستخدمة.

سيدة الكرم
في يوم الجمعة 20 مايو بقرية الكرم بأبو قرقاص محافظة المنيا، تم تجريد وتعذيب وسحل سيدة مسنة، تعدى عمرها السبعين عاما، في شوارع أبو قرقاص وحرق 7 منازل.
بدأت الأحداث المؤسفة بعد شائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة، وتعرض المسيحي ويدعى أشرف عبده عطية للتهديد مما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور يوم الخميس 19 مايو بعمل محضر بمركز شرطة أبوقرقاص، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي.
وبالفعل فإن مجموعة يقدر عددها بثلاثمائة شخص، خرجوا في الثامنة من مساء اليوم التالي الجمعة 20 مايو يحملون أسلحة متنوعة وتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، وقاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها، وقاموا بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، وقالت السيدة المسنة التي تم تعريتها في الشارع، "حرقوا البيت ودخلوا جابونى من جوه، ورمونى قدام البيت وخلعونى هدومى زى ما ولدتنى أمى مخلوش حاجة حتى ملابسى الداخلية وأنا بصرخ وأبكى، وبعدين ربنا خلصنى من إيدهم، وناس خدونى جوه بيتهم أخدت جلبية قديمة ولبستها وبعدين، جات الناس تسأل عليّ فرد أهل لبيت وقالوا لهم مش موجودة". 
اشتباكات الأقباط والمسلمين بالعامرية
في حي العامرية بالإسكندرية وتحديدًا بقرية تدعي "البيضاء" إحدى قرى النهضة، شهدت تلك القرية اشتباكات بين مسلمين وأقباط بسبب الاعتداء على مبنى قيل إنه تابع لكنيسة العذراء والملاك ميخائيل والذي يقع بالقرية البيضاء التي تبعد مسافة 7 كيلو عن قرية البيضاء" المهندسين ".
وبدأت الأزمة عندما علم الأهالي قيام أحد الأقباط باستكمال مبني قيل أنه تابع لكنيسة العذراء، بقرية البيضاء 1 لتحويله لكنيسة جديدة، والمبني كان مكون من دور أرضي سكني "مضيفة " وتم بناء دورين بها وكان يتم استكمال الدور الثالث ليتحول لكنيسة جديدة.
وبحسب روايات شهود عيان، أن أهالي القرية حاولوا التحدث معه ألا أن رده كان أنه حر يبني كنيسة أو أي شئ، مؤكدا أن المبنى اشتراه أحد القساوسة من أبنه المقيم في إيطاليا "ومحدش له حاجة عندنا".
وتجمع بعض أهالي القرية بعد أن تأكدوا بوجود أعمال بناء داخله، وحاولوا التحدث مع عم "نعيم" وأثناء هذا قام بعض الأشخاص من داخل المبني بقذف الأهالي بالطوب ليتبادل الطرفان التراشق بالطوب.
وبدأت أعداد الأهالي تزداد والاشتباكات تدور بشكل أكبر وأعنف، وتم إحراق موتوسكيل تابع لأحد الأقباط المتورطين وجاء أحد القساوسة وأشتبك مع الأهالي، ليتدخل بعد ذلك الأمن ويفصل بين الجانبين ويلقي القبض على عدد من الأشخاص من الجانبين.


قصة حب
وفي الإسكندرية أيضا وبحي العامرية، ألقت قوات الأمن القبض على شاب مسلم وفتاة مسيحية ووالديهما بتهم محاولة إشعال الفتنة الطائفية، وذلك بعد نشوب اشتباكات بين العائلتين.
وتبين حدوث المشادة مع والد كاترين رزق، 16 عاما، والد أحمد مصطفى، 16 عاما، عقب معرفة الأول بأن نجلته على علاقة عاطفية بنجل الثاني ويريدها أن تشهر إسلامها لكي يتزوجها، على إثرها رفض والد الفتاة وحدثت مشادة كلامية بينهما مما دعى إلى تدخل أفراد العائلتين.
الرئيس في قلب الحدث 
و في أول تعليق للرئيس عبدالفتاح السيسى على الأحداث الطائفية التي وقعت بالمنيا خلال الأشهر الأخيرة، حذر الرئيس، من الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين في بلاده.
ودعا في كلمته، بمناسبة تخرج دفعة جديدة من طلبة الكلية الحربية، إلى "الوحدة الوطنية"، مشيرا إلى أن قول "المصريين شركاء" معناه "أننا مصريون جميعا.. حقنا متساوى.. ليس لأحد زيادة على الآخر".
واستطرد: "إحنا 90 مليون لو كل يوم فيه حادثة أو عدة حوادث ونتفاعل معها بغير موضوعية لن يكون في مصلحة الوطن".


تاريخ الفتنة في مصر 
من المتعارف تاريخيا أن الشعب المصرى منذ قديم الأزل وحتى ثورة 23 يوليو، وعهد الرئيس جمال عبدالناصر، لم يعتاد على أي من ظواهر الفتنة الطائفية، باستثناء احدث قليلة وغير مؤثرة في الستينات.
ومنذ عام 1972م شهدت مصر أكثر من 180 حالة فتنة طائفية وهذه قائمة بأبرز ما شهدته مصر من أحداث فتنة طائفية.
"الخانكة" بالقليوبية عام 1972، التي اشتعلت فيها تظاهرات مسيحية احتجاجًا على هدم شبان مسلمين متعصبين لأحد المباني لإجهاض بناء كنيسة بالقرية، في مقابلها قامت تظاهرات للمسلمين، واندفع أحد المسيحيين فأطلق الرصاص عليهم.
أما أحداث "الزاوية الحمراء" 1981، هي من أشهر الحوادث الطائفية، والتي راح ضحيتها 81 قتيلًا، وأعلن الرئيس الراحل أنور السادات، في إحدى خطاباته، أن ما جرى كان بسبب "ماء غسيل وسخ" ألقاه قبطيّ على عائلة مسلمة، فحدث شجار بين الأسرتين نتيجة لذلك، وأن عدد القتلى من الأقباط لا يزيدون عن تسعة أفراد فقط. بينما تتحدث الرواية الشعبية عن أن بعض الأقباط أعلنوا عن نيتهم بناء كنيسة على أرض متنازع عليها، فتحول النزاع من شجار عادي إلى معركة مسلحة، ثم تجددت الاشتباكات المسلحة مرة أخرى بعد خمسة أيام.
ثم جاء عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك ليعلن عن فترة ذهبية لاشتعال الأحداث الطائفية، فكثرت المعارك في محافظات عدة، مثل المنيا، وقنا، والأقصر، وسوهاج، وأسيوط، والإسكندرية، والبحر الأحمر، ومرسي مطروح، وكان من أشهرها حادثة قرية "الكشح" بسوهاج عام 1999. ويُقال إن خلافات بين التجار في القرية تسببت في اندلاع اشتباكات بين عائلتين صعيديَّتين، توسعت لتشمل بُعدًا طائفيًا راح ضحيتها 21 قتيلًا قبطيًا.
تسببت علاقة عاطفية بين رجل قبطي وامرأة مسلمة بقرية مدينة الفكرية، بوقوع العديد من الإصابات، واحتراق منازل عدة
كما شهدت مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، عام 2010، اشتباكات وإحراقًا للمنازل والمحال التجارية، مخلّفة الإصابات، وكان ذلك على خلفية إطلاق النار ومقتل ستة أقباط وشرطي أثناء احتفالات عيد الميلاد. ثم جاء تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في أول يناير 2011، مسفرًا عن مصرع 17 شخصًا على الأقل. وعلى أثر ذلك، خرج مسيحيون إلى الشوارع في احتجاجات، وتبادلوا مع المسلمين الرشق بالحجارة، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المحتجين.
لم تنتهِ الأحداث الطائفية بعد ثورة يناير 2011؛ فبدأت بقرية صول بمركز أطفيح في 10/ 2011، نتيجة هدم كنيسة في القرية ردًا على علاقة عاطفية بين رجل مسيحي وامرأة مسلمة. تبعتها حادثة مروعة في إبريل/ نيسان 2011 بمنطقة إمبابة، حين ترددت شائعات حول احتجاز مسيحية اعتنقت الإسلام بمبنى تابع لإحدى الكنائس، وهو ما أدى إلى مقتل 13 شخصًا من مسلمين ومسيحيين وإصابة نحو 75 آخرين.
وفى عام ابريل من 2011 وقعت مظاهرة للأقباط احتجاجا على هدم بناية يصر المسيحيون على أنها كنيسة في أسوان.
المنيا – أبريل 2015
شهدت قرية الجلاء بمركز سمالوط التابعة لمحافظة المنيا في صعيد مصر اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين أسفرت عن سقوط 9 جرحى على الأقل.