الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

من يحاسب الوزير الفاشل؟.. نقص صارخ في المحاليل الطبية والمرضى يتجرعون الموت.. توقف مصنعين حكوميين دون أسباب.. الصيادلة: طالبنا الصحة بتوفيرها.. والأطباء: "العبوات بقت بالقرعة"

الدكتور أحمد عماد
الدكتور أحمد عماد راضي وزير الصحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نقص شديد في المحاليل الطبية، والمرضى يصرخون على أسرة الموت في مستشفيات متهالكة، ووزير الصحة الدكتور أحمد عماد راضي، يتجاهل معاناة المرضى ما يعرضهم للموت، فيما تنفى وزارته نقص المحاليل، بينما نقابة الصيادلة تؤكد نقصانها بالفعل في الصيدليات وتطالب الوزارة بتوفيرها، أما نقابة الأطباء فقد أكدت توقف خط إنتاج للمصنع المنتج للمحاليل وتوقف مصنعين آخرين حكوميين منذ فترة دون أسباب تذكر، ولجنة الصحة بالبرلمان تطالب بإقالة الوزير لنقصها، فهل يا ترى ستتوافر المحاليل لانتشال المرضى من الموت المحقق أم ستتسبب وزارة الصحة في قتل مرضاها ؟..
شحتة أبو حرب أكد أنه دخل مستشفى الحميات بالصف بابنه الصغير محمد بعد أن وصلت درجة حرارته 39.5 درجة ولم يجد في المستشفى الجلوكوز فطالبه الأطباء بشراء الجلوكوز على حسابه الخاص من الصيدلية الخارجية، فلم يجده أيضا فقاموا بتحويل ابنه إلى مستشفى حميات حلوان.
بينما سيد عبدالفتاح، مقيم في بنى سويف، يؤكد أن شقيقه كان محتجزا في مستشفى بنى مزار ولم يجدوا محاليل بالمستشفى فكان يلف على الصيدليات الخارجية لاحضار المحاليل الطبية لشقيقه وكان يجدها بصعوبة وبالواسطة في بعض الأحيان لنقصها الشديد في الصيدليات أيضا.
الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء، أكد أنه بالفعل هناك عجز شديد في المحاليل الطبية بالصيدليات، وقد وصلت الأزمة للمستشفيات التابعة لوزارة الصحة أيضا، مؤكدا أن هناك مصدرا صيدليا أكد له أن شركة النصر المنتجة للمحاليل أوقفت خطوط الإنتاج.
وأكد حسين أن هناك مصادر طبية أكدت أن صرفية المستشفى من المديرية زجاجة ملح واحدة وهناك ضغوط من المستشفيات على المديريات والتي تقوم بدورها بعمل اعادة توزيع لأقسام المستشفيات حسب الأولوية بمعنى الطوارئ والعناية والحضانة والعمليات لهم الأولوية عن باقي الأقسام في اخذ المحاليل أولا.
وتابع عضو مجلس نقابة الأطباء، أن هذه تمثل كارثة بكل المقاييس لأنه في بعض الاوقات يكون المريض فاقد الوعى ويحتاج بالضرورة إلى مكونات المحلول من معادن الجلوكوز مثل مريض الغيبوبة ولو لم يأخذ المحلول سيتعرض للموت المحقق.
من جانبها قالت الدكتورة أمانى فتوح عضو مجلس نقابة الصيادلة ومستشار النقيب العام، أنه بالفعل هناك نقص شديد في المحاليل الطبية سواء كانت محاليل الملح أو الجلوكوز أو الرينجر، والسبب في ذلك هو ارتفاع سعر الدولار وان منها مواد مستوردة وهذا يؤثر على الإنتاج فلو كانت الشركة تنتج مليون محلول سنويا انخفض إنتاجها مثلا ليصبح 200 ألف وهذا لن يغطى احتياجات السوق المحلى لأنها تنتج كميات قليلة حتى لا تخسر، موضحة أن سعره كان 4.5 جنيه وزاد سعره حاليا فاصبح 6.5 جنيه.
وأوضحت فتوح، أن النقابة العامة قد ناشدت المصنع الرئيسى لتوفير كميات مناسبة من المحاليل وبالفعل تم توفير بعضها وقمنا بتوزيعها على النقابات الفرعية في المحافظات بطريقة متساوية حتى نغطى النقص في اغلب الصيدليات.
وتابعت فتوح، اننا نأمل أن يتم توفيره في الأسواق بشكل كبير حتى يغطى كل المحافظات، لأن سعر المحاليل نتيجة لقلتها ارتفعت في السوق السوداء، موجهة رسالة لوزارة الصحة بزيادة خطوط الإنتاج للمحاليل الوريدية حتى تكفى السوق كله لأنها تكون للحالات الطارئة والاستقبال ولا يمكن الاستغناء عنها أو التهاون فيها، والوضع خطير وكارثى بالفعل.


بينما الدكتور مروان سالم الخبير في الدواء والغذاء، أكد أنها بالفعل كانت ناقصة خلال الأونة الأخيرة، وهناك شركه تسمى اوتسوكا حلت الأزمة ولكن نحن معرضين لأزمة كبيرة في المحاليل، خصوصا أنها تقل من أن لآخر وفي فترات ينعدم وجودها تماما والمرضى بيعانوا معناة شديدة خصوصا مرضى الكلى والحوادث والحالات الطارئة.
وأكد سالم أننا نعانى بالفعل من قبل شهر رمضان من نقص صارخ في المحاليل الطبية، وللاسف هناك شركة واحدة فقط تنتج المحاليل في مصر، ولن تستطيع تغطية كل محافظات مصر من مستشفيات وصيدليات، متسائلا لماذا شركة واحدة فقط تنتج المحاليل ؟ ولماذا توقفت شركتى هايدلينا والنيل الحكوميتين عن إنتاج المحاليل الطبية ؟.
وأكد الدكتور أحمد سمير أبو حليمة، استاذ الكبد والجهاز الهضمى والمناظير بكلية الطب جامعة عين شمس، أنه في مستشفى عين شمس الجامعي والتخصصي لا يوجد نقص في المحاليل حاليا، ولو حدث نقص فيها ستكون كارثة بكل المقاييس لأن هذه المحاليل مثل الجلوكوز والملح والرينجر من أساسيات البروتوكولات العلاجية للعديد من حالات الطوارئ والرعاية المركزة وقد تداولت بعض المواقع نقص في المحاليل في بعض المحافظات، ويجب وضع اليات صارمة لمنع أي تلاعب في صحة المواطنين ويجب أن تكون كل المحاليل متوفرة في كل المستشفيات والصيدليات لاهميتها البالغة.
والدكتور على عوف رئيس الشعبة العامة للأدوية بالغرف التجارية، رأى أن المحاليل كانت تعانى نقصا شديدا خلال الفترات الماضية وبدأت تتوفر خلال الاسبوعين الماضيين وعندما سألنا عن سبب نقص هذه المحاليل قالوا لنا أن الشركات المنتجة لها في هذه الايام كانت في مرحلة الجرد وكانت المراكز الطبية والمستشفيات الخاصة والمستشفيات الحكومية لم يكن في حسبانها أن هذه الشركات ستغلق في هذا التوقيت فبناء عليه الوزارة تحركت، إضافة إلى أن البلاستيك المعبأ فيه المحلول المادة الخام تستورد من الخارج بالفعل وقد يكون فيه نقص أيضًا.