الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كلاب أردوغان النابحة.. لا تعاتب السفيه ولا تلومه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من السهل على الصحافة المصرية أن تنصب مشانق من ورق للسفيه التركى رجب طيب أردوغان، من اليسير عليها أن تفتح ملفات فساده واستبداده وانحطاطه وهى كثيرة، من الممكن أن نجعله مسخة الزمان، لكن أعتقد أن هناك قضايا أهم يجب أن نهتم بها، فالأولى برعايتنا الحقيقية ليس أردوغان، ولكن كلابه النابحة هنا في مصر وغيرها من الدول العربية. 
يمكن أن نفهم بالطبع دوافع ذيول الإخوان الذين يعملون في قنوات تنطلق من تركيا، فهو بالنسبة لهم ربهم الأعلى، حياتهم معلقة في كلمة منه، ولو قدر لانقلاب الجيش التركى أن ينجح لتم ترحيلهم على الفور، كانوا يدافعون عن رقابهم إذن، والحقيقة أننى أتجاهل ما يفعلونه، لأنه بلا قيمة، فما معنى أن تكون بطلا وأنت في مأمن، وما معنى أن تكون معارضتك مدفوعة مقدما ممن يريدون لوطنك خرابا وتدميرا، ولذلك فمعتز مطر ومحمد ناصر وآيات العرابى ومن على شاكلتهم يرقدون عندى في مزبلة لا يغادرونها أبدا. 
لكن ما يجعلك تتعجب هو هذا الصوت الذي ينطلق من بيننا، إعجابا بما يفعله أردوغان، يتجاهل أصحاب هذا الصوت جرائم هذه الرجل، ويصرون على أنه إمامهم باسم الإسلام، وكل ما نرجوه من الله أن يحشرهم معه، فأمثاله لهم سوء العاقبة. 
الغريب أن من يدافعون عن أردوغان لا يحلو لهم هذا الدفاع إلا بالهجوم على مصر وما حدث فيها بعد ٣٠ يونيو، رغم أن الفارق شاسع. 
لقد طلبنا من القيادة المصرية بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ثم من السيسى بعد توليه الحكم في ٩ يونيو ٢٠١٤ أن يقطع دابر الإخوان المنتشرين في مؤسسات الدولة المختلفة، والذي ثبت للجميع أنهم كانوا يعملون بدأب شديد لتقويض دعائم الدولة، لكن الإدارة المصرية تمسكت بالقانون، فلا عقاب إلا لمن تورط في أحداث عنف، أو حرض عليها. 
كان يمكن للدولة المصرية أن تستغل أحداث العنف التي انفجرت ليس بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة في ١٤ أغسطس ٢٠١٣، ولكن منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣، لتصفية كل ما هو إخوانى في مصر، وساعتها كانت الحالة المزاجية السياسية تسمح بذلك وتتعقبه، لكن المواجهة كانت في حدود ضيقة. 
أما ما فعله أردوغان فقد كان جنونا كاملا، كان يمكنه أن يكتفى بتعقب من حاولوا الانقلاب عليه، لكنه الآن ينفى من الوجود كل من يعارضه، لأنه يريد أن ينفرد بالصورة، لا يشاركه فيها أحد، ولذلك كان الرجل سفيها لأبعد درجات السفاهة عندما تحدث عن مصر في حديثه لقناة «الجزيرة»، ولو كان المذيع محايدا، وهو ليس كذلك بالطبع، لسأله: من هو الذي يقتل شعبه؟ 
في مصر تم فض اعتصام لأنه كان تحديا لسلطة الدولة، ولو كان هذا الاعتصام في مواجهة أردوغان لساوى الأرض بمن عليها، ما يفعله الآن يدل على ذلك ويؤكده، لكن كما قالت الخارجية المصرية عن هذا السفيه، فالظروف التي يعيشها، والاضطراب الذي يحيط به من كل جانب جعلاه مختلا تماما، لا يفرق بين الحق والباطل، لا يرى ما يفعله، ويطعن فيما يفعله الآخرون. 
لو تأمل من يدافعون عن أردوغان، وهؤلاء عندى ليسوا إلا كلابا نابحة، لعرفوا أنهم أمام ديكتاتور مستبد قاتل ضال ومضل، لكن ماذا نفعل وهؤلاء جميعا ليسوا إلا سفهاء مثل زعيمهم؟!، والعقل يقول ألا نعاتب السفيه ولا نلومه.. فالأفضل أن نتركه يواجه مصيره الذي يستحقه، وهو آتٍ لا ريب في ذلك أبدا.