الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بيزنس شمال.. مافيا المخدرات يتحكمون في الاقتصاد..دخلهم يعادل 2.5 من الناتج القومي لـ 20 وكرًا بالعاصمة.."تلاتات بسكوتة" و" سبعات" و"خمسات" تتربع على عرش الحشيش..والتفاحة والمرسيدس الرخمة كيف البشاوات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت مصر في الآونة الأخيرة ارتفاعا جنونيا لتجارة المخدرات وانتشارها، مما يهدد وبشكل خطير للغاية مستقبل هذا الوطن، حيث تستهدف الشريحة الأقوى داخل المجتمع، وهم الشباب الدعامة الأساسية في التقدم، والذين يقعون فريسة لتلك السموم الهدامة، وتبذل الأجهزة الأمنية مجهودا خارقا من أجل الحد والقضاء على تلك الجريمة البشعة من خلال الحملات التي تقووم بها ليل نهار ووضع أقصى العقوبات لتجار المخدرات ومن يعاونهم.
أبرز دولايب تجارة المخدرات في مراكز ومناطق العاصمة، والتي تشهد تنافسًا قويًا على بيع ونشر سمومهم في أجساد الشباب:- دواليب أباطرة "الجيارة" أحفاد المعلم "كتكت" في مصر القديمة أشهر تاجر خرج من منطقة الجيارة بمصر القديمة في الأيام الأخيرة، وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه بمصر القديمة، والتي تدعى "المعلمة نجاح"، وهى إحدى بنات إمبراطور الكيف بالجيارة ويدعى "كتكت"، وينتشر بيع المخدرات بكل أنواعها في تلك المنطقة، بالقرب من مسجد عمرو بن العاص، الذي يعتبر أقدم مساجد قارة أفريقيا، وتعد المنطقة من أفقر المناطق في العاصمة، وبداخلها أكبر عدد من مكابس الحشيش في مصر.
قصة منطقة "الجيارة" مع تجارة المخدات تعود إلى السبعينيات، حيث كان يوجد فيها واحد من أخطر أباطرة تجارة المخدرات هو محمد عبدالعال الشهير بكتكت صاحب القامة القصيرة الذي كان يسير بحماية كبيرة من البلطجية، وذاعت شهرة كتكت إلى البلدان المجاورة مثل لبنان والسودان، ولحسن حظ أهالي المنطقة أن يحدث تعديل وزارى في ذلك الوقت ليتولى اللواء أحمد رشدى حقيبة الداخلية فقام بتطهير منطقة الباطنية والجيارة من بؤر المخدرات؛ وشهدت المنطقة حربًا دارت رحاها بين قوات الأمن المركزى وأفراد مافيا تجارة المخدرات، حيث استمرت المعركة لأكثر من يومين لعبت فيها حورية الأخت الشقيقة لكتكت أكبر تاجر مخدرات، والتي أدت دورها الفنانة نادية الجندى في فيلم الإمبراطورة، حيث كانت من ضمن أشهر تجار المخدرات في المنطقة. وتعتبر منطقة "الجيارة" حاليًا ملجأ كبيرًا لجميع ذوى السوابق، حيث ينتشر فيها أعمال البلطجة وتجارة المخدرات و"الفتونة" التي اختفت منذ أيام "عاشور الناجى"، والواقعة الأغرب هي وجود لافتة تم تعليقهًا على بعد خطوات من مسجد عمرو بن العاص في المنطقة، ومكتوب عليها "ممنوع بيع المخدرات نهائيًا".
والأغرب من ذلك كله أنه يوجد سوق كامل في تلك المنطقة، وعلى بُعد خطوات من نفق الملك الصالح، وما أن تقترب منه تشاهد أحد الأشخاص متوقف على سيارة خشبية وينادى بأعلى صوت: "مين قال أنا.. حشيش.. بانجو.. هيروين.. زورونا تجدوا ما يسركم".
وفى هذا السوق الخفى على الجميع – الذي يعمل تحت ستار سوق الخضار - تباع علنيًا جميع أنواع المواد المخدرة، فتذكرة الهيروين مثلًا ثمنها "30 جنيهًا فقط"، وكل أنواع الحبوب المخدرة وأصناف المخدرات بأنواعها متوفرة في ذلك السوق، ويقوم صاحب المزاج بالتجول وشراء الصنف الذي يريده.
وفور دخول قدميك لسوق الخضار بالجيارة، تجد من يقترب نحوك ويهمس في أذنيك: "يا كابتن عاوز حشيش؟"، ويشتهر هذا السوق بالمنطقة بأكملها بأنه مركز لبيع جميع أنواع الحشيش والبانجو والمواد المخدرة بكل أصنافها، ويوجد في مدخله عدد كبير من الأطفال الذين يقومون بمهمة "المراقبة" للتنبيه حال وصول غرباء عن المنطقة أو رجال شرطة.
ومنذ أن حاول الأهالي التعدى على المقدم طارق الوتيدى رئيس مباحث قسم شرطة مصر القديمة، والشرطة لم تدخل المنطقة حتى يومنا هذا، ونادرًا ما تجد رجل شرطة أو حتى مخبرًا في تلك المنطقة، أو حتى كمائن في مداخلها ومخارجها. دواليب "هراس" و"شارع مكة" و"شارع السلام" و"الخليل إبراهيم" بعين شمس تنتشر المخدرات بمنطقة عين شمس في عدة أماكن وعلى نواصى بعض الشوارع، وأشهر دواليب المنطقة هي دولاب "هراس" ودولاب "شارع مكة" ودولاب "الخليل إبراهيم" ودولاب "شارع السلام" ودولاب "سيد بلال"، وجميعها تمارس مهنة الإتجار في الحشيش لبيعه لعدد من مريدى الكيف. وأقوى وأخطر دواليب تجارة الحشيش بعين شمس "دولاب هراس" المتواجد بمنطقة "عرب الجسر"، حيث إن أخطر وكر لتجارة الحشيش وجميع أنواع المواد المخدرة، ورجال مباحث عين شمس فشلوا لسنوات في القضاء على كبار تلك الدواليب الشهيرة بالمنطقة. دولاب "نكلة" و"نبوت" و"الفرد" و"العرب" في مدينة نصر والزاوية الحمراء وفى مدينة نصر، يعتبر "دولاب العرب" من أكبر البؤر لترويج عملية بيع المخدرات والاتجار فيها، إذ يتردد عليه الزبائن من كل صوب وحدب، وفى منقطة الزاوية الحمراء يوجد دولاب "شارع السوق" بمنطقة المساكن، و"دولاب الهجانة" في منطقة عزبة الهجانة.
وفى الزاوية الحمراء ينتشر عدد كبير من تجار الحشيش وبالأخص في منطقة "الخارطة"، و"دولاب نبوت" والذي يقع في شارع الشركات في منطقة شارع السمك القديم، وهو عبارة عن منزل في الطابق الأرضى، وبه شباك حديدى كبيرة ويتوقف أمامه عدد من "الناضورجية" وآخرون يقومون بتنظيم طوابير المشترين، وكذلك "دولاب نكلة" في مدينة النور ويقع في منطقة "خرابة" قديمة بداخلها عدد من العربجية، وأغلبية المتاجرين في ذلك الدولاب الهاربين من أحكام ومن الهاربين من السجون في ثورة يناير.
وكذلك "دولاب الفرد" وصاحبه متواجد في الشارع بنفسه ويقوم ببيع الحشيش "عينى عينك"، ومتواجد من ناصية شارع أحمد حشاد، ويقوده مسجل خطر هارب من 15 سنة حكم بالسجن، ويقوم باستغلال عدد من الشباب الصغيرين في السن والعاطلين ويقوم بتوزيع عليهم المواد المخدرة وترويجها على الزبائن. حرب الزبائن بين دولابى "المدبح" و"أبو القاسم" بالسيدة زينب منطقة السيدة زينب التي تقع غرب العاصمة، ينتشر فيها حاليًا وبكثافة شديدة عدد كبير من تجار المخدرات بكل أنواعها من "حشيش" و"بانجو" و"هيروين" وأقراص بكل مشتملاتها، وتشهد تلك المنطقة حاليًا حربًا شرسة وعنيفة بين التجار في دولابى "المدبح" و"أبو القاسم".
ويأتى دولاب "منطقة المدبح" على رأس أوكار ترويج المخدرات، ويعتبر المكان الأشهر للتعاطى والإتجار خلف مسجد على زين العابدين القريب من مستشفى سرطان الأطفال، كما يشتهر دولاب "أبو القاسم" بتجارة المواد المخدرة بالمنطقة، وذلك في أحد الشوارع المظلمة المتفرعة من شارع مجلس الأمة حيث يتواجد عدد من الشباب لبيع المواد المخدرة التي يحملونها في طيات ملابسهم.

أرقام مرعبة لعدد المتعاطين
ووصل مقدار التجارة لنحو 2.8 مليار دولار العام 2013، حسبما جاء على لسان وزير الشباب والرياضة المصري المهندس خالد عبدالعزيز خلال لقائه عددًا من الشباب في أغسطس 2014.
وفي 1 يناير من العام 2015 ارتفع الرقم مرة أخرى إذ ذكرت شبكة المعلومات العالمية للمخدرات "GINAD" أنه بحسب تقرير المخدرات العالمي الذي تصدره الأمم المتحدة سنويًا عن أوضاع المخدرات في العالم، جاءت مصر في المرتبة الـ12 بين أكثر الدول استخدامًا للحشيش، إذ وصل حجم الاتجار بالمواد المخدرة والإنفاق عليها نحو 3 مليارات دولار سنويًا، أي نحو 2.5% من الدخل القومي في مصر.
وأشارت الشبكة إلى وجود تضارب في عدد المدمنين في مصر، فعلى الرغم من تأكيد وزير الصحة الدكتور عادل العدوى أن العدد يراوح ما بين 2.5 إلى 3 ملايين مدمن، فإن إحصاءات الأمم المتحدة تؤكد أن عدد المدمنين في مصر يصل إلى 5 ملايين. وتأتي دراسة لمركز البحوث الاجتماعية لتؤكد وجود نحو 8 ملايين مدمن.
وبحسب مسح عشوائي أجراه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في مصر، على مستوى مصر كلها لعيّنة من 25، 000 أسرة، تراوح الشريحة العمرية فيها بين 12 و60 سنة، وقد شمل المسح محافظات القاهرة والسويس والغربية والبحيرة وكفر الشيخ ووقنا وأسيوط وسوهاج ومطروح والبحر الأحمر، وخلص إلى أن نسبة تعاطي الحشيش والبانجو (الحشيش الهندي) والأفيون والمورفين بلغت 4، 8%، وكان نصيب الحشيش وحده منها 79.8%. علمًا أن 50% من المتعاطين، بدءوا تعاطيهم في سن راوحت بين 20 وأقل من 30 عامًا.
وتظهر العينة أن الترامادول وغيره من العقاقير المشروعة وغير المشروعة تسحب البساط من تحت أقدام "الحشيش"، إذ وصلت نسبة تعاطيها إلى 7.7%.
كما أظهرت الدراسة أن الأسرة المصرية تستهلك 6% من دخلها على التدخين، ونفقات المدمن شهريًا نحو 31 دولارًا كحد أدنى.
"الفراولة" و"البلاطة": ترامادول مضروب
يعدّ الترامادول، إذن، أحد أنواع المخدرات الرائجة، وفقًا لمسح صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، رغم أن غالبية أنواعه الموجودة حالياَ في الأسواق المصرية مضروبة
أسعار الكيف وأصنافه
في ما يخص الحشيش هناك صنف اسمه "تلاتات بسكوتة" وهو عبارة عن حشيش يتم لفه في سجائر، لونه بني فاتح، وسعر "الصُبَاع" الواحد 18 دولارًا، وهناك صنف آخر أقل جودة يسمى "سبعات"، وهو عبارة عن "دبابيس على حجر الشيشة"، لونه بني غامق، وسعره 16 دولارًا. أمّا الصنف الوسط فهو" خمسات"، وهو عبارة عن خليط من النوعين السابقين وسعره ما بين 16 و18 دولارًا.
الحشيش البلدي متوافر بكثرة، ويصل سعر "الطربة" (الكيلو) منه إلى 524 دولارًا، الحشيش اللبناني هو الأكثر جودة، إذ يبلغ سعر "الصباع" الواحد 25 دولارًا. طبعًا، هنالك أنواع أخرى مثل المغربي والأفغاني.
ويراوح سعر باكتة البانجو بين 13 و26 دولارًا، أمّا الورقة فبـ1.3 دولار، والطلقة بـ2.6 دولاران، وهناك "الفودو" والذي كانت له شعبية كبيرة بين أوساط الشباب قبل إدراجه على جدول المخدرات.
أمّا عن الأسماء الرائجة في السوق للمخدرات، فهناك "التفاحة" و"المرسيدس الرخمة"،. الجدير بالذكر أن كيلو الهيرويين يراوح ما بين 10، 487 و13، 109 دولارات، أمّا الكوكايين فيعد الأعلى سعرًا، إذ يصل سعر الكيلو منه إلى 85، 209 دولارات.
العقوبة القانونية
على قدر الإغراءات الكثيرة المتاحة للاتجار بالمخدرات، يأتي الرادع متمثلًا في عقوبات قاسية لمحاربة تعاطي المخدرات والاتجار بها يمكن تقسيمها قسمين، الأول عقوبات خاصة بالمتعاطي، وتندرج حسب نوع المخدر ونوع الجريمة فتصل إلى السجن من 3 – 10 سنوات، وغرامة لا تقل عن 1، 310 دولارات ولا تتجاوز 6، 554 دولارًا في حالة التعاطي، أي الاستعمال الشخصي. أمّا الثاني، فهو عقوبات خاصة بالإتجار، أهمها الإعدام، فضلًا عن غرامة لا تقل عن 13، 109 دولارات ولا تتجاوز الـ65، 545 دولارًا، في حالة تصدير أو إنتاج أو صنع أو زراعة نباتات مخدرة بغرض المتاجرة، والإعدام أو السجن المؤبد والغرامة التي لا تقل عن 13، 109 ولا تتجاوز 65، 545 دولارًا في حالة الحيازة أو الشراء أو البيع أو التسليم بقصد التعاطي، وكذا في حالة تهيئة مكان للتعاطي. وتصل العقوبات في حالات الإتجار أو الترويج إلى الإعدام والغرامة التي لا تقل عن 13، 109 دولارات ولا تزيد على 65، 545 دولارًا في حال وقوع الجريمة في إحدى دور العبادة أو التعليم أو أماكن العلاج أو أحد السجون أو في إحدى المؤسسات الاجتماعية والعقابية أو حتى بجوار هذه الأماكن.