الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الخطبة المكتوبة وأموال الأوقاف المنهوبة

 الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهى انقلاب الجيش التركى على أردوغان خلال 4 ساعات فقط ولكن لم ينته انقلاب الأئمة على قرار وزير الأوقاف الخاطئ بشأن "الخطبة المكتوبة".
يسألنى البعض وهل هناك تشابه بين ما فعله أردوغان فى تركيا وما فعله وزير الأوقاف فى مصر؟
أقول نعم، لعلك ترأى أن أردوغان أراد أن يحكم قبضته على زمام الأمور فى تركيا ويسيطر على معارضيه من أجل تحقيق مصالح وأهداف شخصية بعيدة عن أهداف وطموحات شعبه.. ولكن ظهر العكس وتم تعرية جيشه وإظهار ضعف ما يدعي البعض بأن الجيش التركى صاحب القوى والنفوذ لتحقيق أمن العالم الإسلامى وسجل أردوغان بفعلته الخسيسة مهزلة تاريخية لم ولن تنسى فى ذاكرة الأتراك والعالم أجمع.
لكن الشبه بين ما فعله أردوغان وما فعله وزير الأوقاف مختار جمعة هو تشابه الأهداف والمقاصد حيث أراد مختار جمعة فرض نفوذه أكثر وإحكام قبضته على الأئمة من أجل البقاء أطول فترة ممكنة على كرسى الوزارة كى يكمل ما بدأ من فساد مالى وأدارى عشش فى أروقة الوزراة منذ أن تم تعيينه في 16 يوليو 2013م ضمن وزارة حازم الببلاوي.
ونسى مختار جمعة أنه " لكل مقام مقال" و"لكل حدث حديث" و"لكل وقت أذان"، وأن هذا القرار سيعرى أئمة الأوقاف الذين تعلموا العلوم الشرعية فى أزهرنا الشريف..
بل نسى مقولة إمام الدعاة الإمام الشعراوى "رحمه الله" عندما قال: مصر التي صدرت علم الإسلام صدرته حتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام .
وبدلا من أن يسعى لإصلاح ما تم إفساده ونهبه من أموال الوزراة فى الوقف وصناديق النذور وغيره من الملفات الشائكة والتى تزكم رائحة الفساد فيها النفوس .
بادر مختار جمعة بإتخاذ قرار "الخطبة المكتوبة" وتعميمها على جميع أئمة الوزراة فى جميع محافظات مصر المحروسة وأسرع بتشكيل لجنة من أساتذة جامعة الأزهر المقربين منه لصياغة "الخطبة المكتوبة".
مما جعل الكل يتسائلا ..هل يعقل لك أن تحضر جنازة فى يوم الجمعة فيلقى الخطيب على مسامع المصلين خطبة «مكتوبة» عن “التحرش” فى قرية قد لا تسمع عنه؟ وكيف تخاطب الوزارة جمهور المصلين فى العواصم والمدن والنجوع والعشوائيات بخطاب واحد رغم اختلاف البيئات والثقافات والإفهام والقضايا؟!
وكيف ستتعامل وزارة الأوقاف مع كبار العلماء والأئمة المكفوفين الذين أنار الله بصيرتهم بنور القرآن واجتذبوا قلوب وأسماع المصلين؟ هل نمنعهم من صعود المنابر لعدم استطاعتهم قراءة النص المكتوب الذى شحذت وزارتهم جهودها للإسراع بتعميمه على المساجد؟
وما الذى يضمن وصول الخطبة إلى نحو 50 ألف إمام فى موعدها، من ديوان مبنى وزارة الأوقاف العتيق فى باب اللوق بالقاهرة إلى القرى والنجوع فى آن واحد؟ وماذا لو انقطع الانترنت فى بيت الإمام أو تلقى بريدا الكترونيا بالخطأ، هل يذهب لارتجال الخطبة والوقوع تحت طائلة التحقيق، أم يقعد فى بيته مع القاعدين؟
ألم يكن – وما زال – العالم العربى والإسلامى بل العالم كله يعدان الخطيب المصرى أخطب وأفصح أهل عصره بلاغة وعلما، فكيف يستسيغ المصلون وقوفه أمامهم ليقرأ من ورقة مكتوبة فى سابقة لم تحدث فى بلد الأزهر؟! أم أن ضعف مستوى الأئمة والخطباء بات واقعا ملموسا فرض على الوزارة اتخاذ مثل هذا القرار؟!
كفاك عبثا يا سيادة الوزير، هذا نتاج عشرات القرارات التى تصدرها يوميا فمن أين ستأتى بقرارات جديدة فكانت الخطبة المكتوبة أمر متوقع فى ظل تلك السياسة الخاطئة ..لن أحضر خطبة جمعة لإمام يقرأ من ورقة..
و"للحديث بقية"...