الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بالعربي الفصيح جدًا.. جدًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أن يقع الانفصال بينى وبين صبحى. أراد مالك مسرح (نيو أوبرا) الذى كنا نعمل فيه أن يشتريه منا، لبناء عمارة كبيرة لا علاقة لها بالمسرح، وكان صبحى مع بيعه بشدة ولكنى لم أكن مع هذا لأننا سنصبح بلا مسرح! 
وحدث بعدها أن عرض علىّ أن أستأجر سينما صيفية فقيرة ومكشوفة كانت مخصصة لعساكر الداخلية باسم (الفردوس) لمدة خمس سنوات ولكن الواسطة لفت على الجميع المهتمين بالأمر فلم تجد من يستأجره خاصة أنه مجرد كراسى غير صالحة للجلوس وبلا أى شيء آخر يمت للمسرح، فضلا عن أنه بعيد تماما عن باقى المسارح ولا يعرفها الناس فجلست معها وأخذت البيانات وعدت أعرض على صبحى أن نأخذ المسرح معا لكنه لم يوافق. رغم أنه لا يوجد أى مكان آخر لنا لمدة موسم فقط وقال إنه يحتاج لتجهيزات كثيرة، لينفع للعمل عليه طول العام علاوة على المقاعد وعمل غرف للممثلين وبناء المكاتب وبناء أرضية لخشب المسرح ثم تركيب أجهزة كثيرة للإضاءة وغيرها من تفصيلات كثيرة أخرى ولن يعرفه أحد لتطرفه.
رغم كل ذلك فكرت فورا لتقديم مسرحية (بالعربى الفصيح) التى كنت قد شرعت فى كتابتها عام (١٩٧٠)!، وكنت كما سبق قد قدرت أن بعض الطلبة الذين يدرسون فى مصر قد تمنعهم بلادهم أن يعملوا بها ثم إنها لو عرضت فلن تمثل إلا لأيام قليلة.
وبعد سنوات طويلة سمع سعد الدين وهبة بها فطلب منى المسرحية ليقدمها من خلال الاتحاد العام للفنانين العرب الذى يرأسه، فرأيت أن أعطيه ملخصا وافيا لها أولا فوافق عليه لكنى عدت وقدرت أنها لن تقبل منهم عند عرضها وحسنا فعلت. وأخيرا قررت أن أقدمها بنفسى على المسرح الذى سوف أفتتحه باسم الفردوس.
ثم عاد صبحى واقتنع بفكرة المسرح الجديد وشاركنى فيه وتنازلت له عن إخراج المسرحية لكنى اقترحت أن نواصل عرض «وجهة نظر» على مسرح الفردوس الجديد على أن نعرض «بالعربى» ثلاثة أيام فى الأسبوع على أن نقدم «وجهة نظر» على المسرح وقد أعد للعمل فى (الفردوس).
واقترحت أن نفتح «بالعربى الفصيح» على نيو أوبرا وننقل «وجهة نظر» التى أخذت سمعتها على المسرح الجديد وبعد وقت آخر اقتنع صبحى بالفكرة.. ثم أن نعلن عن قبول دفعة ممن يريدون التمثيل وكانت المسرحية تحتاج إلى حوالى ستين شخصا اختبرناهم فجاء حوالى ١٢٠٠ شخص وبعد أن قبلنا نحو أكثر من ستين شخصا على دفعتين رحت أوزع الأدوار عليهم ونجح منهم عدد كبير صاروا بعد قليل من المشهورين وأغلبهم تركونا بعدها منهم منى زكى وماجد الكدوانى وعشرات غيرهما. وما زالت استمارات تقدمهم عندى حتى الآن مع صورهم!، لكن أغلبهم تركونا بسرعة فى أقرب فرصة وشكلوا نصف الذين عملوا بها.
ظهرت (بالعربى الفصيح) على مسرح نيو أوبرا فى ٣ نوفمبر ٩١ وأحدثت دويا فى مصر والبلاد العربية والغرب كله! وبعد مرور السنين أفخر بأنى أجلت عرضها كل هذه السنين!. 
وكما رسمت وأقنعت صبحى به أن يقطع جمهور تذاكر وجهة نظر على أن تعرض وجهة نظر على مسرح الفردوس لثلاثة أيام ومثلها لمسرحية (بالعربى الفصيح) فلم يقتنع لكن عندما انتهينا من تحضير المسرح عاد واقتنع فواصلنا مسرحية (وجهة نظر) لكن على المسرح الجديد. 
وفى البداية كان عدد المتفرجين فى البداية قليلاً جدا رغم أن سعر تذكرة المسرحية قليل أيضا لكن تدريجيا أصبح لها جمهور ولم نرفع سعر التذكرة وامتلأ المسرح بجمهور من المثقفين من المصريين ومن العرب والمراسلين الأجانب من كل صوب، وأحدثت دويا فى مصر والبلاد العربية والغرب كله! وبعد مرور السنين أفخر بأنى أجلت عرضها فى عام ١٩٧٠!. ولم أكن قد قدمت أى مسرحية قبلها وطلب منى صبحى مسرحية جديدة، لكنى أقنعته أن نستكمل عرض وجهة نظر لثلاثة أيام وبعد إجازة بالعربى لثلاثة أيام. 
وحدث ما توقعت من نجاحها وقال عنها قاموس المسرح المصرى: «لجرأتها وتعرضها للواقع العربى بصراحة ووضوح يكشف عن سلبياته إزاء قضايا مصيرية»، كما قال عنها قاموس المسرح المصرى. 
بعد أن أصبحت بالعربى الفصيح بهذا النجاح بدأت الدسائس لابتلاع المسرح، وحاول صبحى أن يتحكم فى العمل القادم وهنا وقع الخلاف بينى وبينه وانتهى الأمر أن أكون وحدى.
وطردت من قبل بعض المسرحيين وعلى رأسهم سمير خفاجة صاحب مسرح الهرم.