الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

انقسام في البرلمان حول "الخطبة المكتوبة".. آمنة نصير: تجمد دور المساجد.. "العرجاوي": "إحنا محتاجين إيه تاني غير كده".. كريمة: تقتل الإبداع لدى الأئمة

د. محمد مختار جمعه
د. محمد مختار جمعه وزير الأوقاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعلان وزارة الأوقاف، إلقاء الخطبة مكتوبة، أحدث، خلافًا شديدًا بين النواب، حول أهمية هذه الخطبة فى تلقى عدة قصور أبرزها الإطالة والتوظيف السياسى، وبين من وصفها بالطريقة المملة الروتينية، واصفين إياها بالتضييق على الخطباء.
وأكد النواب، أن إلقاء الخطبة مكتوبة لم يحدث، منذ تاريخ دخول الإسلام مصر، حين فتحها عمرو بن العاص وقت خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وأثار اقتراح وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، بتطبيق خطبة الجمعة الموحدة والمكتوبة وتوزيعها على أئمة المساجد لإلقائها من على المنابر موجة من الاعتراضات من جانب أعضاء لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، وأئمة يتبعون وزارة الأوقاف، وكبار العلماء بالأزهر الشريف، ورفض حزب النور الدخول في تلك الخلافات في ما بين مؤيد ومعارض لتطبيق نظام الخطبة المكتوبة في خطة الجمعة.
فيما قالت النائبة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، وعضو اللجنة الدينية بالمجلس، أنها لم تتشرف بسماع خطبة الجمعة أمس، مؤكدة أنها مازالت ترفض تطبيق نظام الخطبة المكتوبة، لأنها تجمد دور المساجد وعدم تجديد الخطاب الديني الذي يحتاجه المواطن المسلم.
وأضافت نصير، أن خطبة الجمعة هي ليست سطورا تكتب، إنما دراسة حقيقية لأحوال الناس ولقضاياهم، والرد على ما يشغل الناس، يكون من خلال القرآن الكريم وكتب السنة.
وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أن مده الـ 20 دقيقة المحددة لخطبة الجمعة غير كافية لتوصيل مضمون الخطبة للناس علي جانب أن هناك أئمة يستهلكون وقتا كبيرا وتوصل معلوماتهم في الخطبة، وهم ليس على القدر الكافي من الخبرة والعلم، مؤكدة ان مسئولية الوزارة في اختيار الأئمة وتأهيلهم قبل أن يرتقوا المنابر.
فيما أكد النائب أحمد عبده العرجاوي عضو مجلس النواب عن حزب النور، ووكيل لجنة الصحة بالمجلس، أن توحيد خطبة الجمعة مع الوزارة بجميع مساجد الجمعية الشرعية من الشرع والدين، لافتًا إلى أن الوزارة مسئولة عن إقامة الجمعة والشعائر فى جميع مساجد مصر قائلًا: " إحنا محتاجين إيه تانى غير كدة "، مؤكدا أنه بهذا الأمر يتم جمع الشمل وتوحيد الكلمة والاجتماع على كلمة سواء.
وأكد النائب عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، على أهمية "الخطبة المكتوبة"، مؤكدًا أنها ستقضى على بعض المظاهر السلبية، كالخروج عن مضمون الخطبة أو استغلالها لأغراض سياسية أو حزبية أو التحيز للفكر المتطرف، مضيفًا أنها محاولة للسيطرة علي أداء بعض الأئمة الذي يوصف بالعشوائية، مشيرًا إلي أن الخطبة المكتوبة سيقوم بها علماء من الأزهر مختصين بتحديد الموضوعات وكتابتها وصياغتها بدقة بشكل يكون له مردود إيجابي على الجميع.
وأضاف حمروش، في تصريح خاص لـ" البوابة"، إنهم لا يضرهم ولا يقلل من شأنهم أن يتلقوا الخطبة مكتوبة، لأن خطباء الحرمين الشريفين يلقون خطبا مكتوبة وكذلك فى كثير من الدول العربية والإسلامية، لافتًا إلى أن الإمام أحمد ابن حنبل كان يفضل الخطبة المكتوبة لأنها أضبط فى القول وأفضل للمستمع من ناحية الإجادة.
وأوضح أمين سر لجنة الشئون الدينية بالمجلس، أنها ليست حجرا على رأي الإمام، فعنده دروس يومية وندوات من الممكن أن يتوسع فيها، كما أن وزارة الأوقاف أكدت أنها ليس مطلبا سياسيا وإنما لصالح الدعوة ولضبط خطاب ديني مستنير.
وقال حمروش، إن الخطبة المكتوبة قضت على بعض السلبيات التي كانت يفعلها الأئمة مثل طول وقت الخطبة، مؤكدا أنه في الوقت المقبل سنرى تدريجيًا أداء أفضل للأئمة في خطبة الجمعة.
فيما امتنع النائب محمد إسماعيل جاد الله، عضو مجلس النواب عن حزب النور، وعضو لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، عن الإدلاء برأيه في نظام الخطبة المكتوبة في خطبة الجمعة، قائلًا: " قرار أعضاء حزب النور ليس قرارا فرديا بل إنه قرار يصدره الحزب وليس النائب".
فيما قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، " إن الثابت والمنقول والمأثور عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين رضى الله عنهم، والخطباء فى كل زمان ومكان، أداء خطب الجمع والعيدين ارتجالا وابتكارا، وهذا أدى إلى نبوغ خطباء يشار إليهم بالبنان، وبالاستقراء فى تاريخ الدعوة الإسلامية، فقد نبغ بلغاء وفصحاء، حازوا السبق والتأثر والتأثير بالعملية الدعوية وفى الأوساط الإرشادية للمسلمين، ولأجل جودة الأداء ونبوغ الخطباء، أنشئت بجامعة الأزهر كلية الدعوة وأقسام الدعوة بكلية أصول الدين".
وتابع كريمة، انه ظهرت علوم ذات صلة كعلم الدعوة الإسلامية وفن الخطابة، وتوجد مصنفات تدرس فى كلية الدعوة وأقسامها، واللافت للنظر أن المؤسسات الإسلامية فى مصر، كلما فشلت فى تجديد الخطاب الديني، تأخذ الدولة لشوارع جانبية، فمنهم من يقول إنه يصحح صورة الإسلام فى الغرب، وكأن الإسلام فى قفص الاتهام، ومنهم من أراد أن يوارى سوءة الفشل تلو الفشل، لصرف نظر الدولة عن قضية تجديد الخطاب الديني، والدعوة لخطب مكتوبة هى فتنة مبتدعة تهدف لوأد فن الخطابة فى مصر الأزهر.
بينما صرح الدكتور علوى أمين، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الخطبة المكتوبة نوع من التدخل فى حياة الإمام العملية، وطالب بأن يظل الأمر كما كان عليه، وهو الخطبة الاسترشادية التى تحدد موضوع الخطبة والعناصر الرئيسية، ويكون هناك فرصة للإمام، بأن يجتهد فى توصيل موضوع الخطبة لرواد المسجد بالطريقة التى تناسبهم، موضحا أن الخطبة المكتوبة لن تكون مناسبة لجميع المساجد، فهذا النص الذى يكتب باللغة العربية الفصحى لن يناسب رواد المساجد فى القرى، ومن الأفضل أن تكون هناك مساحة للإمام، لأنه قادر على أن يصل لجميع المصلين، لأنه يعرف واقع وظروف رواد المسجد.