رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رقابة صبحي و"لب" عبلة كامل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تركت صبحى وقد أعيته الحيلة أيامًا ثم رشحت له عبلة كامل، فقال إنه لا يعرفها. قلت إنها عملت معى وأعرفها. فقال إذن تولى أنت أمرها بما فيه الاتفاق على أجرها وبقية التفاصيل، وجاءت فوقعت العقد معى بكل سهولة ودون أن تقرأ المسرحية - وجهة نظر - فكانت الوحيدة التى أسعدها الدور دون أن تعقب بأى شيء بما فيه أجرها الذى حددته لها فلم تجادل، وطيلة البروفات كانت تنفذ كل شيء فى هدوء، وكان صبحى يخبرنى كثيرا بما يريده منها وكنت أنقله لها إذا اقتنعت أنا أيضا به، وبعد ثلاثة أيام عاد عبدالله مشرف الذى تركنا قائلا إنه سيعمل معنا! والخلاصة أنهم امتثلوا للأمر الواقع ليس إلا.
وبدأنا العمل وشيئا فشيئا اقتنع الجميع بأهمية أدوارهم. والكوميديا التى لم يقتنعوا أنها كوميديا، بل كوميديا صارخة، لكنهم لم يدركوا ذلك فى وقتها.
وعندما اقترب موعد الافتتاح بثلاثة أيام قلت لصبحى إننى لن أنقل لعبلة أى ملحوظات أخرى لأنك ستعمل معها وستنفذ كل ما تريده منها، وإن كان على طريقتها وأسلوبها الخاص بها.
وعند افتتاح العمل فوجئ الجميع بنجاح العمل وكيف كان الضحك الذى ظنوا أنه غائب جاء بكوميديا من نوع جديد لم يألفوه لأنه لم يفكر أحد منهم أن يخضع هو لمتطلبات العرض.
وسعدت بما حصل وأسرعت لأدعو الأستاذ صلاح أبوسيف لمشاهدة العرض الذى تراجع عنه، وقبلها كنت قد طبعت نص المسرحية وكتبت فى مقدمتها أننى أهدى له العمل، وأخذنى بالأحضان بعد أن شاهدها.
وأصدرت كتابا بالمسرحية وضمنتها أيضا عشرات المقالات المكتوبة عنها.
وكانت عبلة كامل تتألق فى الأداء بدون أن تضيف حرفًا للنص، إنما بدأ صبحى يتزيد فى بعض الجمل من عنده، وهى آفة كثير من الممثلين، بل يضرب البعض على رأسه بلا مبرر. فما بالك عندما يكون نجما وشريكا فى الإنتاج. بينما لم تخرج عبلة حرفا عن دورها، لكن صبحى لم يكن مستريحا لها، ووصل الأمر أن راح يعاملها بجفاء ويخصم من أجرها مرات عدة لأنها تقزقز اللب أو تعمل بالتريكو داخل غرفتها دون أن تتأخر لحظة عن دورها، وراح يحرض الكل ضدها. فلم تعقب على أى شيء. رغم أنها أشادت به فى برامج كثيرة وفى وجوده. ولكنه قال لى إنها لن تعمل معه ثانية! وكذلك انفصل هانى رمزى لوحده بعد أن طلبت منه ألا يترك العمل لمعاناته من صبحى وقد قربنا من نهاية العرض، فوافق ولم أخبر صبحى بشيء وفى نهاية الموسم عقدوا لنا برنامجا تليفزيونيا عن المسرحية فأشادت عبلة بصبحى بقوة برغم كل ما فعله معها وكنت قد حاولت كثيرا أن أخفف هذا العداء من ناحيته وحاولت معه لكنه أبى. ولم يبرر هذا بأى شيء مفهوم.
وأذكر أننا عرضنا وجهة نظر فى باريس، وكان قد أوحى للممثلين ألا يجلسوا مع عبلة أثناء الغداء رغم أننى جعلتها تعامله بكل أدب ومودة. لكنه هيهات بل حرص على أن يقول لى إنها لن تعمل معه أبدا. ولم أحاول إقناعه مع أنه رفض أيضا أن يعمل هانى رمزى معنا ثانية دون أن يعرف أن هانى لن يعمل معه.
ولذلك وهو يفتش فى أوراقه لم يجد إلا هناء الشوربجى وعزة لبيب، لكن عندما تمسك بهما قبل تحديد العمل القادم قلت إن الأمر سيعود لطبيعة الأدوار، وكانت علاقتى بهما جيدة ولكن لا يصح أن يحدد هو وحده تسكين الممثلين، ولكن الحديث لم يعجبه فقد أصبح فى ذهنه أنه مسرح محمد صبحى لوحده، وكانت هذه نهاية مسرحنا سويا، ولم أغضب لكن ما أراده لم يحصل عليه، وبعد مرات كثيرة عرض علىّ أن آخذ المسرح وحدى فقلت أوافق. وتقاسمنا الأمور المادية بيننا.
كانت رئيسة الرقابة على المصنفات الفنية قد حضرت العرض الأول للمسرحية، وبعدها سألتها زوجتى فى حضورى هل هناك أى اعتراضات على النص؟ فردت بحرية أنه يكتب كل ما يريد بطريقة لا تجعل من الممكن الاعتراض عليه، لكننا لا نستطيع أن نأخذ عليه أى تجاوز.
كانت المديرة على ثقة من أنها لن تحاسب على التصريح للمسرحية، فلا يوجد بها شعب ولا حكام أو وزراء ولا تدخل خارجى يدعو للإصلاح ولا كافة التفاصيل التى يفهمها المتفرج ويضيق المكان عن ذكرها. فن التحايل يمكنك أن ترتكب جريمة قول الحقيقة علنا دون أن تترك وراءك دليلا. فتفوز بالبراءة لعدم كفاية الأدلة. ولكنك تصنف فى خانة المشبوهين للأبد!.