الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

30 يونيو المقدمات والنهايات "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعدما انتصر القضاة فى موقعة الدستورية، وأجبروا محمد مرسى على أن يلتزم بالإعلان الدستورى وأن يحلف اليمين أمام أعضاء الجمعية العامة للمحكمة علنا وليس سرا كما أراد، ذهب مرسى إلى جامعة القاهرة للاحتفال به فى وجود كبار رجال الدولة ورموزها، ووجه مرسى خطابه الرسمى الأول للشعب المصرى بعد تنصيبه رئيسا لمصر وجاء فى خطابه «إننا نبدأ معا صفحة جديدة فى تاريخ مصر نطوى بها صفحة بغيضة ونسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ من آلاف السنين». ومما قاله أيضا «لقد وفّى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوعده وعهده الذى أخذه على نفسه»، وغادر مرسى جامعة القاهرة إلى مقر القيادة المركزية العسكرية للاحتفال به، وأدى له المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان التحية العسكرية، وأشاد مرسى بالجيش وقادته الذين وقفوا إلى جانب الثوار وإلى جوار الشعب وأخذ يتحدث طويلا عن الجيش المصرى وولائه عبر التاريخ للشعب والوطن، وقال لهم «كلكم فى عيونى، حتبقوا معززين مكرمين، أنا لن أنسى لكم دوركم، ربنا يقدرنى وأرد الجميل». ومما قاله أيضا «أنتم ملء القلب والسمع والبصر، كنتم دائما عند ظن شعبكم بكم، أشهد أنكم كنتم الرجال الذين يعتمد عليهم رغم صعوبة الطريق، أنتم تحبون وطنكم وتحرصون على تحقيق مصلحة شعبكم». وسلم المشير طنطاوى درع القوات المسلحة للرئيس المنتخب وانتهى الاحتفال وكان من المقرر أن يعود مرسى إلى بيته بالتجمع الخامس، ولكنه أصر على الذهاب إلى الاتحادية وعندما دخلها هذه المرة كان رافع الرأس وبدا حازما فى كلماته أمام العشرات الذين طلب دخولهم إلى مبنى الرئاسة وجميعهم من أعضاء جماعة الإخوان، ووقف مرسى أمام موظفى الرئاسة ليطلب منهم تغيير سجادة قديمة مفروشة على الأرض بأخرى، ولما أخبره موظف الرئاسة بأن هذه السجادة قيمتها فى قدمها صاح مرسى «خدوا بالكم أنا كلمتى واحدة، اللى قولته يتنفذ فورا واللى مش عاجبه ما يورنيش وشه»، ثم طلب منهم تغيير المكتب الذى كان يجلس عليه الرئيس مبارك مرددا «أنا مش هاقعد على مكتب واحد حرامى وقاتل ومسجون»، وأخيرا قدم لهم ابن شقيقته أسعد الشيخة ليكون همزة الوصل بين موظفى الرئاسة وبينه، وجاء إليه قائد الحرس الجمهورى ليخبره بأنهم قاموا باستئجار الشقة المقابلة لشقته فى التجمع لإقامة بعض أفراد الحراسة الخاصة فأسعده ذلك، وكان قائد الحرس قد عرض عليه فيما قبل أن ينتقل وأسرته إلى قصر السلام الملحق بالاتحادية فرفض وأرجأ الأمر بعض الوقت، وفى اليوم الثانى دخل مرسى إلى مكتبه واستدعى أحد المسئولين بالرئاسة وقدم له كشوفا تحوى ١٤٠٠ اسم وطلب منه صياغة قرار جمهورى بتعيين كل هؤلاء داخل مؤسسة الرئاسة، وانزعج المسئول من هذا العدد الكبير وأخبره بأن الأمر يحتاج لدراسة الموقف المالى والدرجات الشاغرة ومراجعة الجهاز المركزى للمحاسبات، وكان رد مرسى «انتوا هتشتغلونى، أنا رئيس الجهورية ومن حقى أعمل اللى أنا عاوزه»، وهنا أدرك مسئولو الرئاسة أنهم أمام شخص عنيد لا يريد الالتزام بالقانون ولا بالقواعد المتبعة خاصة عندما دخل إليه المسئول عن المراسم والبروتوكولات الرئاسية ليشرح له كافة الأمور المتعلقة بكيفية مصافحة الضيوف وطريقة الجلوس والاستقبال ووضع الساق على الساق، والسير أمام طابور العرض ومكان جلوس الرئيس إذا كان ضيفه وزيرا أو رئيسا للوزراء، وملابس الرئيس فى الصباح والمساء، وقال له اللواء المسئول عن ذلك: إنك الآن تمثل مصر وتاريخها العريق وشعبها الأبى ويجب ألا يغيب عنك هذا وأنت تجالس الرؤساء والوزراء والسفراء، وعليك أن تناقش جدول أعمال الاجتماع أولا مع الوزير المختص وأن يكون حديثك فى ضوء التقارير التى ستأتيك من جهاز المخابرات ومن مجلس الوزراء، فكان رده الغريب «آه.. دا انتوا عايزين طرطور مش رئيس، انتوا هاتشتغلونى»، وكلمة «انتوا هاتشتغلونى» كانت مكررة على لسانه، وبات من الواضح للجميع أن الرئيس الجديد لا يريد الاستماع إلا لنفسه وأعوانه الذين ملأا أروقة القصر الجمهورى.. وللحديث بقية.