الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تقضي أول أيام العيد مع أهالي المختطفين في ليبيا بالدقهلية.. حملة تبرعات لسداد الفدية والأهالي يناشدون الرئيس التدخل لتحريرهم.. ووالد أحدهم: "الخارجية مابتردش علينا ونوابنا تركونا"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عيد بأية حال عدت ياعيد هكذا قالها المتنبى فى قصيدته لكنها تلك المرة تخرج على ألسنة أسر واهالى قرية البقلية التابعة لمحافظة الدقهلية بعد نبأ اختطاف 5 من أبناء القرية على يد ميليشيات مسلحة بليبيا اثناء عودتهم من عملهم وقيامهم بتعذيبهم وجلدهم ومطالبه أسرهم بفدية 120 ألف دينار ليبى .
"البوابة نيوز" انتقلت الى أسر واهالى المختطفين الخمسة وهم شوقي محمد علي يبلغ من العمر، 50 عاما، وصالح جابر نوارة 39 عاما، وأحمد عبدالحميد السيد عوض 24 عاما، والسيد رمضان محمود فرحات 45 عاما، والسيد عبد الحميد السيد 30 عامًا لتقضى معهم اول أيام العيد وكيفية كان شعورهم بعد ورود نبأ اختطاف ابنائهم.
حينما تطأ قدمك الى مدخل القرية تجد كل من فيها من الطبقات الريفية المتوسطة، فأغلب الشباب قد هجر القرية بحثا عن لقمة العيش ليبحثوا عنها فى ليبيا او عدد من دول الخريج وأوربا كإيطاليا لكن هؤلاء العمال المختطفين اتجهوا صوب ليبيا بحثا عن قوت يومهم وليستطيعوا الإنفاق على أسرهم حيث يعمل المخطفون جميعا في تركيب البلاط، في طرابلس وحينما قرروا العودة لقضاء العيد مع أسرهم فوجئوا بعصابات إرهابية مسلحة تختطفهم لتعذبهم وتقوم بجلدهم وتطالب أسرهم بفدية قدرها 120 الف دينار ليتحول العيد الى عيد اسود على تلك الاسر التى لا ذنب لها .
يقول كارم محمود فرحات، عم المختطف "السيد رمضان فرحات "ان نجل شقيقه يبلغ من العمر 45 عاما وتعرض هو ومن معه لأبشع أنواع التعذيب، للضغط عليهم لإقناع ذويهم بدفع الفدية، أو الإقتراض من المصريين الذين يعملون في ليبيا ممن يعرفونهم، وقاموا بصعقهم بالكهرباء، وتعليقهم من أيديهم وجلدهم لساعات طويلة، وحرمانهم من الطعام .
وأضاف ان نجل شقيقه تزوج من داليا 31 عاما، وانجب منها ثلاثة من الأبناء وهم ، منة 11 سنة، تليمذة في الصف السادس الابتدائي، ومحمد 10 سنوات تلميذ في الصف الخامس الإبتدائي، ورمضان 6 سنوات، ويعاني من الصرع، ويتكلف علاجه نفقات باهظة شهريا، وفور ورود نبأ اختطافه دخل والداه فى نوبة من البكاء الهيستيرى.
واشار عم المختطف: منذ علمت باختطاف نجل شقيقي، توجهت إلى كافة الجهات السيادية، وأخبرتهم، ولم أستطع مقابلة الرئيس السيسي، فأرسلت له فاكس، شرحت فيه وضعنا وكيف آل مآلنا وكيف أصبح الأطفال أيتاما رغم حياة والدهم، ولم يسمعني ولم يستجب لي ولم يرد على استغاثاتي اي أحد.
وقال "الخارجية مبتردش علينا، اتصل بهم على التليفون محدش يرد، حتى السفير الليبي مردش علينا، وأعضاء البرلمان ذهبت لهم كلهم، لم يساعدني أحد، حتى رئيس مباحث المركز ذهبت إليه.
فيما تقول داليا زوجة السيد المختطف الأول "أنا أشعر أني في كابوس، لا أعلم هل سأرى أنا و أبنائي زوجي أم لا، أنتظر لحظة دخوله علي المنزل، في كل لحظة من سينفق على أبنائي وعلي، ومن سيراعي البيت غير رب البيت، كل منازلنا أوقاف، لا نستطيع بيعها، حرام كدا، انظروا إلينا بعين الرحمة، أنا زوجي سفره تكلف 17 ألف جنيه، والله ما اشتغل بهم ولا جمعهم، أناشد كل مسئول التدخل، هدفع 60 ألف جنيه منين ثمن عودته.
وأضافت "داليا" آخر مكالمة كلمها لي قالي وصيتك العيال، راعيهم، بيعي أي شئ من أجلهم لا تتركيهم يحتاجون أي شيء، وبكى هو يعلم أننا لن نستطيع دفع الفدية، ولن نستطيع فعل أي شيء سوى الدعاء، واللجوء إلى الله ثم المسئولين.
وتقول والدة السيد "ابني واحشني بقول للرئيس السيسي يعتبره ابنه، وبقول للخاطفين اتقوا الله فيه ورجعوه لولاده، ابنه الأصغر مريض، لا يوجد له أحد بعد الله سوى والده المسكين، ونتكلف علاجًا بثمن باهظ".
فيما طالب والده بتدخل الرئيس السيسي لتحرير المختطين قائلا "ابني في رقبة الرئيس السيسي، وقفنا جواره في كل الفعاليات والمناسبات، حان دور السيسي أن يرد لنا الجميل، وأن يعيد لي ابني، والله انا جمعت فلوس من أهل البلد، أهل البلد كلهم وقفوا جمبي وحاولوا يجمعوا فلوس عشان ندفع الفدية، بس كلنا كبلد عارفين أمورنا المادية، هنجمع إزاي 60 ألف لابني، ولو جمعناهم، هنجمع لباقية المخطوفين ازاي، هم إخواته وأصدقاؤه وأولاد أعمامه كيف سنتركه أو سنتركهم.
وحينما انتقلنا الى منزل المختطف شوقي محمد علي يبلغ من العمر، 50 عاما، وجدنا حالة من الحزن تشبة المأتم تعيشها زوجته "صديقة"، وأولادها الثلاثة، أحمد في الصف الثالث الثانوي، وأسماء في الصف السادس الإبتدائي، وإيمان 3 ابتدائي، ومحمود 4 سنوات، بعد دخولهم فى نوبة من البكاء فى ظل مصير أب ذهب للبحث عن قوت يومة والعودة بقليل من المال.
تقول زوجته "صديقة" ، "كلمت ناس كتير مفيش فايدة ومفيش حد أعطى لنا رد شافي، إحنا في ايام عيد، قفوا جوارنا، ساندونا هذا حقنا على حكومتنا، زوجي أكبرهم سنا، ومريض، لا يستطع تحمل التعذيب بالكهرباء، اتصل بي وقال لي وضعونا في مياه موصلة بالكهرباء، ويتناوبون على تعذيبنا، وأتمنى الموت في أي لحظة أفضل لي ولكم.
لم يختلف الحال كثيرا، في بيت الزوجة الشابة، ليلى والتي تبلغ من العمر 28 سنة، زوجة صالح جابر يونس، 39 عاما، تجلس باكية وسط أبنائها ياسمين في الصف الرابع الإبتدائي، وأسماء في الصف الثالث الابتدائي، ومصطفى 5 سنوات، تفكر مليا ماذا تملك لبيعه من أجل مفاداة زوجها ورفيق دربها.
تقول "ليلى" زوجي سافر وترك لي 3 أولاد، ماذا أعمل فيهم، لم أعرف أنه تم اختطافه إلا من الناس، ماذا أفعل أنا وأبنائي الثلاثة، بنتين وولد شكله هيشيل الهم بدري، انظر لنا يا سيسي بعين الرحمة، انظر للزوجة المكلومة وأطفالها، لا أخ يساعد ولا أب يحمل الهم، لايملك أرضا ولا منزلا ليس له إلا ذراعه وعافيته يعمل به، ونأكل منه، كل شوية أطفاله يسألوني فين بابا، الأطفال تقول لابني في الشارع أبوك اتخطف ومش هيرجع تاني، قلبي مفطور عليه، كلمني ووصاني على العيال اليوم العصر، وقالي خليهم يعيدوا أنا عارف إنك مش هتقدري تجيبي فلوس الفدية، انسيني خلي بالك من العيال وحطيهم في عنيكي، ونتقابل بقى في الآخرة.
بينما المصاب الأكثر ألما، يقع على قلب الأم المكلومة، والتي اختطفت الجماعة الإرهابية بليبيا، اثنين من أبنائها، هما والسيد الشحات عبد الحميد السيد 30 عاما، متزوج، ووضعت زوجته مولودها الأول منذ أسابيع، وكان في الطريق العودة من ليبيا لرؤية مولوده الذي لم يره ولا مرة، وشقيقه الأصغر أحمد الشحات عبد الحميد السيد 24 عاما، أعزب.
لم تتوقف والدتهما عن البكاء، منذ أن زارها محرر "البوابة نيوز"، وانخرطت في حالة من الحزن مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي وقفنا معه في كل محن الدولة، أتوسل للمخابرات العامة والمخابرات الحربية ووزارة الخارجية، معرفش حاجة عن ولادي رجعلي ولادي يا ريس، كان جاي يشوف ابنه مشافوش والله ما شافه يا سيسي".
قلتله لا تعود بري، بلاش يابني تيجي مواصلات، تعالى طيارة، قالي ياما معييش 850 جنيهًا أركب بيهم طيران، قلتله استلف من اي حد معاك وإحنا هنيجي المطار نسد السلف دا، ومتجيش بري، كلمناه لقينا ناس بتقولنا ولادكوا اتخطفوا، اتاخدوا من العربية اللي بتوصلهم، وكل شوية يكلمونا يقولولنا لو مجبتوش الفلوس هنقتل ولادكم، هنجيب منين والدهما مريض بالكبد والطحال، وأنا مريضة بالسرطان، وعملت عمليه قبل ما يسافروا هما الاتنين بشهر، نعمل ايه ملناش غير الله ثم السيسي".
ويقول الشحات عبد الحميد "اللي خاطف أولادي تنظيم دولي، كلمني واحد ليبي منهم وواحد خليجي ويوم 30 رمضان العصر، كلمني واحد مصري، توسلت إليه يخفضوا المبلغ، قالي متفاصلش معايا إحنا مصريين وفاهمين بعض".
ويقول صالح الشحات شقيقهما، "أخواي ليس لهما وظيفة، ولا مكان يعملان فيه، يكسبان قوتهما منه، لا حيلة لهما سوى صحتهما والعمل في المعمار، وتركيب البلاط، هنجيب منين 60 ألف جنيه نسد الفدية، لا لنا أرض، ولا محتال ولا شيء، وأخي الأصغر كان نازل يتزوج، بنجري علي لقمة عيشنا، ولا مصدر دخل لنا".