الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

30 يونيو المقدمات والنهايات "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى اليوم الذى انتهت فيه انتخابات الإعادة على منصب الرئيس فى ٢٠١٢ والتى جرت بين الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق سارع الأول وأنصاره إلى إعلان فوزه عبر مؤتمر صحفى عقد فجر اليوم التالى، وكانت عملية فرز الأصوات لم تنته بعد، ولم تكن اللجنة العليا للانتخابات قد وردتها النتائج من اللجان الرئيسية والفرعية، وفى اليوم التالى أقام الإخوان احتفالات مهيبة فى مختلف الميادين بمناسبة وصول مرشحهم إلى سدة الحكم، وصرح خيرت الشاطر بأن الجماعة على ثقة تامة بصحة النتائج التى أعلنتها، وأن أى تلاعب أو تغيير فيها سيؤدى إلى حرق مصر، وكلما اقترب موعد الإعلان الرسمى للنتيجة كانت أصوات التهديد والوعيد تعلو، وكان الخوف والهلع يزداد فى نفوس عامة الشعب، ذلك لأن تيارات الإسلام السياسى قد أظهرت قدرة فائقة على الحشد منذ يناير ٢٠١١ وحتى ذلك التاريخ، ولأن المجلس العسكرى كان حريصًا على عدم المواجهة أو تحويل الأمر إلى حرب أهلية فقد آثر السلامة ورضخ للطلبات التى كانت تخرج كل جمعة من الميدان، ومنها على سبيل المثال تغيير رئيس مصلحة الطب الشرعى لأنه قال إن الرئيس مبارك مريض وحالته تستلزم وجوده بالمستشفى، ولا يمكن لأحد أن يتناسى جمعة قندهار وهتاف «إسلامية إسلامية رغم أنف الليبرالية»، فقد أظهرت هذه الفاعليات قوة التنظيم وقدرته على الحشد الجماهيرى، وبدا ذلك واضحًا أكثر حين فاز هذا التيار بغالبية مقاعد مجلس الشعب، ووصل الدكتور سعد الكتاتنى إلى منصب رئيس المجلس، وكنا نظن أن الأمر سيتوقف عند هذا الحد، لاسيما وأن المرشد العام للإخوان قد وعد بأنهم لن يدفعوا بمرشح فى انتخابات الرئاسة، ولكننا فوجئنا باسم خيرت الشاطر، وفى اللحظة الأخيرة تقدموا باسم محمد مرسى الذى كان مجهولاً عند عامة الناس، وذلك بعدما بلغهم أن اللجنة قد تستبعد الشاطر من الانتخابات لصدور أحكام قضائية ضده، فدفعوا بمرسى كمرشح احتياطى لا يحتاج لشرط الحصول على التوكيلات باعتباره رئيس حزب الحرية والعدالة، ومرت الأيام وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار فاروق سلطان عن فوز محمد مرسى بنسبة تقارب من ٥١٪، وفى ذلك اليوم كان الآلاف من أنصار مرسى قد تجمعوا فى ميدان التحرير لسماع النتيجة، وبمجرد إعلانها راحوا يشكرون القضاء المصرى النزيه العادل، وأقيمت الاحتفالات فى ربوع مصر وذهب اللواء نجيب عبدالسلام قائد الحرس الجمهورى السابق إلى منزل مرسى بالتجمع الخامس، وكما يقول فى حديثه المنشور بجريدة اليوم السابع «فى٢٩ أغسطس ٢٠١٤ وصلت إلى منزل الرئيس وهناك قابلت د.أحمد عبدالعاطى الذى أصبح مديرًا لمكتب الرئيس بعد ذلك وأسعد شيخة الذى أصبح نائبًا لرئيس الديوان وعصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية بعد ذلك، وخالد القزاز سكرتير الرئيس فيما بعد، وشعرت منذ البداية أن تلك المجموعة هى التى تدير، وهى التى ترسم الخطط وانتظرت فى الصالون..وبعد قليل خرج الرئيس مرسى من غرفته وجاء إلى الصالون وصافحنى وجلسنا سويًا، وعندما رأيته ارتديت الكاب وأعطيته التحية العسكرية»، ومما قاله مرسى لقائد الحرس بأنه ينوى أن يحلف اليمين فى ميدان التحرير فقال له «هذا أمر يتعارض مع الإعلان الدستورى الذى يوجب على الرئيس أداء القسم أمام المحكمة الدستورية فى غياب مجلس الشعب، ولكن مرسى لا يريد الذهاب إلى المحكمة الدستورية التى حلت مجلس الشعب وهاجمها الإخوان بضراوة، وفى هذا التوقيت وحسب شهادة اللواء نجيب عبدالسلام اتصل الرئيس الأمريكى أوباما بمرسى على تليفونه الثريا خلال وجوده معه، وفى نهاية اللقاء قال له مرسى «أنا نفسى أوجه كلمة للمصريين فى التليفزيون»، وبالفعل سجل مرسى كلمته ثم أصر على البقاء داخل غرفة المونتاج وحوله شيخة وعبدالعاطى وعصام الحداد، وكانوا يتابعون المونتاج مع الفنيين، ولم يستطع مرسى صبرًا حتى موعد القسم، فذهب فى اليوم التالى إلى قصر الاتحادية ودخل إلى مكتب الرئيس بالطابق الثانى وراح يستطلعه بنفسه، ودخل إلى الحمام وقاعة المؤتمرات ثم جلس على كرسى المكتب الذى كان يجلس عليه مبارك، وكان فى حالة من الذهول، وكأنه لا يصدق أنه قد أصبح رئيسًا للجمهورية، وأخذ يسأل عن مخصصات رئيس الجمهورية، وعن المزايا التى يحصل عليها، وعن موظفى الرئاسة، وعندما حل موعد القسم بالمحكمة الدستورية، أشعل مرسى فتيل أزمة جديدة حين طلب أن يكون القسم سريًا، وألا يعرض على شاشة التليفزيون ولا يتم تصويره، وهنا رفضت الدكتورة تهانى الجبالى هذا الأمر وعارضته بقوة وهدد بعض أعضاء الجمعية العامة للمحكمة بالانسحاب من الجلسة إذا حدث ذلك، فاضطر مرسى للموافقة، ولكن انقطع التيار الكهربى فجأة أثناء أداء اليمين، وهذا ما كان يريده مرسى ولكن المولد الكهربى أعاد الكهرباء مرة أخرى فى سرعة البرق فتحققت رغبة المحكمة.. وللحديث بقية.