الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"تكبيرات العيد" المصرية ليست بدعةً في الدين!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الله أكبرُ الله أكبرُ الله أكبر.. لا إله إلا الله .

الله أكبرُ الله أكبرُ.. ولله الحمد .

الله أكبرُ كبيرا، و الحمدُ لله كثيرا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا. 

لا إله إلا الله وحده.. صدق وعده.. ونصر عبده.. وأعزَّ جندَه وهزمَ الأحزابَ وحده.

لا إله إلا الله.. ولا نعبد إلا إياه.. مخلصين له الدين، و لو كره الكافرون.

اللهم صل على سيدنا محمد، و على آل سيدنا محمد، و على أصحاب سيدنا محمد، و على أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا.

هذه هي الصيغة المصرية في تكبيرات العيد، وهي صيغة جليلة مهيبة، لها مذاق خاص، ورونق رائع، ووقعٌ على النفوس يجلّجلها ويهزَّها هزًا، و التي هي تكبيرات خاصة بالمصريين تميزهم عن غيرهم على مرّ القرون منذ دخل الإسلام إلى مصر، و ظل الأمر على ذلك حتى ظهر نفط الخليج!، ونبتت نبتته في مصر بداية من سبعينيات القرن الماضي بحفنة من المشايخ المشوهة والمشبوهة!، ممن يعتمدون على تقليد مشايخ الخليج، ونشر فتاويهم وآرائهم في مصر، في مقابل حفنة خسيسة من أموال تُلقى إليهم، كما تُلقى العظام إلى الكلاب !.

فيبيع الواحد من هؤلاء دينه وشرفه وكرامته ووطنه، في مقابل دنيا فانية وزائلة، فيا للخسران المبين !.

وهؤلاء يحرص الواحد منهم على أن يقدم للناس اختياره أو حتى رأيه وهواه، والذي هو في الحقيقة ليس إلا محض تبعيته لبعض ما يصدره مشايخ دول الخليج من فتاوى شاذة ومتطرفة، على أنه هو السنة والدين والشريعة و الإسلام !.

بل ولا يتوقف عند هذا الحد من الخبل، بل و يتجاوزه، فيصف – وبمنتهى «التألي» على الله بل، و«البجاحة» والوقاحة - كل من خالف رأيه أو اختياره أو اختار من اختار بمحض إرادته أن يكون تابعًا ذليلًا لهم، بأنه قد خلع ربقة الإسلام من عنقه، ومات ميتة جاهلية !!.

فيا للخسران المبين !...

ولقد تجاوز هؤلاء المخابيل التقليد من المضمون إلى الشكل أيضًا، فتجد الواحد منهم إمعانًا في النفاق للخليجين، وقد ارتدي الزي الخليجي و«الغترة» الخليجية، بل والعباءة السوداء الشفافة!!، وذلك كله ليرسل لهؤلاء رسالة مفادها: «أنا منكم، ومن خدمكم، وأنتم السادة، وأنا العبد الذليل الطائع المقلد، والسائر على طريقتكم حتى في الزي واللبس»، أو بالمصري: «أنا محسوبكم وبتاعكم!!»، وما ذلك كله إلا طلبًا للريال والدرهم و الدينار، و لو على حساب الدين والإسلام والسُنة والوطن!.

وتعس عبد الدينار والدرهم، و تعس عبد الذهب الأصفر والأسود!.

ولعل مسألة تكبيرات العيد التي يقام حولها المنادب في كل عام، مثالًا واضحًا على ضيق أفق هؤلاء المشايخ المشوهين، فتجدهم يحرصون على تسفيه وتبديع كل من خالف تكبيرات العيد بالصيغة التي اختاروها و رددوها على مسامع الناس، تقليدًا أعمى للخليجين، كما تفعل الببغاوات، للدرجة التي ظن الناس معها أنها هي السنة و ما عداها هي البدعة !.

فهل حقًا من يكبر تكبيرات العيد بالصيغة المصرية العريقة يعد مبتدعًا، آثمًا، مخالفًا للسنة والشريعة، أو أنه يكون موافقًا لصحيح الدين و لروح الشريعة وأصلها ؟!.

وهل خالف المصريون الشريعة والقرآن الكريم والرسول الأكرم – صل الله عليه و سلم - وسنته الشريفة بهذه التكبيرات على مر القرون و منذ دخل الإسلام مصر؟!.

وحقيقة الأمر على خلاف ذلك تمامًا، وأن هذه الصيغة ليست مخالفة للدين و لا للسنة، بل هي متوافقة مع كتاب الله تعالى و سنة نبيه الكريم –صلى الله عليه و سلم- و الدليل على ذلك عدة أمور منها: 

أولًا: ليست هناك سنة مسنونة بصيغة معينة في التكبير في العيدين مأثورة عن رسول الله – صل الله عليه و سلم - لا بقوله ولا بِفعله ولا بإقراره .

ثانيًا: كل ما ورد من صيغ التكبير التي يزعم هؤلاء المشوهون أنها هي – وحدها - السنة أو ما سواها هو البدعة، تقليدًا لمن يدفع لهم!، هي آثار موقوفة على الصحابة الكرام – رضي الله عنهم - وليس فيها نصٌ واحدٌ مرفوعٌ إلى النبي-صل الله عليه وسلم- ولم يقل واحد من الصحابة الكرام –رضي الله عنهم- أن الصيغة التي كبر بها هو، هي السنة وما عداها هو البدعة كما يفعل هؤلاء المشوهون الآن !.

ثالثًا: أن الأصل في التكبير في العيد هو تحقيق قوله تعالى {ولتكبروا الله على ما هداكم}، فالمراد كما في الآية الكريمة هو مطلق تكبير الله تعالى، وكل ما يتم به المراد من تكبير الله بأي صيغة كانت فهو تحقيق لهذه الآية و تطبيق لها و إتمام للواجب، و كلما زاد الذكر و التكبير فهو أمر حسن .

وبناءً على ما تقدم فإن في الأمر سعة، إذ أن المراد تحقيق التكبير لله تعالى بأي صيغة كانت، و قصر الأمر على صيغة بعينها هو تحكم مرفوض، و تحجير لواسع، بل على العكس من ذلك نجد أن الصيغة المصرية من أفضل صيغ التكبير –إن لم تكن أفضلها على الإطلاق- لتحقيقها المراد من تكبير الله تعالى في كتابه و احتوائها لما ورد عن الصحابة الكرام-رضي الله عنهم- وزيادة، فهي أشمل الصيغ و أفضلها، فيما نحسب .

ثم إن هذه الصيغة التي يكبر بها المصريون في العيدين، هي صيغة قديمة جدًا، ربما تصل إلى زمن الصحابة، ولم نسمع أحدًا من علماء السلف أو الخلف اعترض عليها، أو أنكر على المصريين استخدامها أو نهاهم عنها كما يفعل أولئك المتخلفون، بل ربما كان الصحابة الكرام ممن استوطنوا مصر يكبرون بتلك الصيغة الجليلة مع المصريين في كل عيد .

والدليل على كونها قديمة جدًا أن الإمام الشافعي –رحمه الله- جاء إلى مصر سنة 199 هـ، و وجد المصريين مستقرين على التكبير بها، يكبرون بها في العيدين، و هو ما يؤكد على كونها لها مدة كبيرة قبل قدومه إلى مصر معمولًا بها حتى استقر العمل بها في ربوع الديار المصرية كلها، و لربما سمعها بعض الصحابة الكرام الذين جاءوا مصر مع الفتح أو بعده .

و أما الشافعي – رحمه الله- فإنه لم ينهى عن هذه الصيغة، و لم يعترض عليها بل إنه استحسنها، مع ما هو معلوم عنه بتمسكه الشديد بالسنة وحرصه على إتباعها، فيا ترى أهؤلاء المُشوهين – من مقلدة مشيخة الخليج - أعلم و أحكم من الشافعي، أم تراهم أحرص على إتباع السنة منه ؟!.

وأما أن الشافعي جاء إلى مصر ووجدها معمولًا بها، فقد ذكر هو ذلك في كتابه العظيم: «الأم»، في المجلد الثاني، كتاب العيدين، ما نصه: «والتكبير كما كبر رسول الله -صل الله عليه و سلم- في الصلاة )الله أكبر(، فيبدأ الإمام فيقول: )الله أكبر الله أكبر الله أكبر(، حتى يقولها ثلاثًا، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وإن زاد فقال: (الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، ولا نعبد إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، والله أكبر)، فحسنٌ وما زاد مع ذلك من ذكر الله أحببته» أ.ه .

فالإمام الشافعي –رحمه الله – ذكر هاهنا صيغة التكبير المصرية وأقرها، بل و استحسنها ، واستحسن ما يزيده المصريون عليها من ذكر لله عز وجل و الذي منه الصلاة على النبي، صل الله عليه و سلم.

وبناءً على ما تقدم نقرر بما لا يدع للشك مجالًا أن الصيغة المصرية في تكبيرات العيدين هي صيغة صحيحة عظيمة جليلة مهيبة، و ليست بدعة في الدين كما يردد «المُتخليِجون»!، ولا حجة لهم في تبديعهم لتلك الصيغة البتة، سوى تقليدهم لمشايخ الخليج وإتباعهم لهم في كل ما يقررون، ولو من غير دليل ولا بينة، رغبة في أموالهم و طمعًا في عطاياهم

فاللهم غفرًا !

و ...

الله أكبرُ الله أكبرُ الله أكبر.. لا إله إلا الله .

الله أكبرُ الله أكبرُ.. ولله الحمد .

الله أكبرُ كبيرا، و الحمدُ لله كثيرا، وسبحان اللهِ بكرةً وأصيلا .

لا إله إلا الله وحده.. صدق وعده.. ونصر عَبده.. وأعزَّ جندَه وهزمَ الأحزابَ وحده .

لا إله إلا الله.. ولا نعبد إلا إياه.. مخلصين له الدين، و لو كره الكافرون .

اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذُرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا.