الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

احتفال المصريين بالذكرى الثالثة لـ"30 يونيو" يستحوذ على مقالات الصحف

احتفال المصريين بالذكرى
احتفال المصريين بالذكرى الثالثة لـ30 يونيو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اجتمع كبار كتاب المقالات بالصحف الصادرة اليوم الجمعة على موضوع واحد وهو احتفال المصريين بالذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو المجيدة وتناول الكتاب الأسباب التي دعت خروج كل أطياف الشعب المصري ضد التطرف والمغالاة الدينية رافعين راية الوطن أمام كل بلدان العالم مؤكدين على حضارة الدولة المصرية وعراقتها.
وفي صحيفة الأهرام، قال الكاتب الصحفي محمد عبد الهادي علام في مقالة بعنوان "الصدام المؤجل في قضايا الساعة" في مدة زمنية لم تتجاوز ثلاثة أيام بين 30 يونيو و3 يوليو عام 2013، قدم المصريون معزوفة مبهرة في الوطنية والحفاظ على الدولة في مواجهة تيار أراد تبديل طبيعة الدولة وقيمها ومبادئها إلى شيء آخر ينزع عنها الصبغة المدنية، ويلونها بلون داكن من التطرف والمغالاة الدينية التي صنعت في كهوف المتطرفين في أفغانستان والتي أعادت القوى العالمية توجيهها إلى داخل الدول الواقعة في منطقة الشرق الأوسط من أجل أن تبعد عن نفسها خطرا أعظم بعد هجمات سبتمبر في الولايات المتحدة، إلا أن التلميذ الذي علمته ودربته أيادي أجهزة المخابرات الغربية قبل 80 عاما لا يعرف حدودا في طموحه وراح يحلم بدولة خلافة تقسم الشعوب والمعتقدات، وتعلن الحروب الدينية في المنطقة لقيام دولتهم المزعومة حتى خرج لهم الشعب المصري واضعا حدا قاطعا مع مشروعهم التخريبي ومعلنا عن نفسه أمام العالم أنه يرفض المشروع التخريبي لتلك الجماعات الإرهابية، ويخط لنفسه طريقا جديدا بعيدا عنها.
وأضاف الكاتب أنه قبل ثلاث سنوات بالتمام والكمال، كتب المصريون فصلا مضيئا في تاريخ بلدهم مثلما فعلوا في الأيام الثلاثة الأولى لثورة يناير، ولم يكن بيان القيادة العامة للقوات المسلحة في الثالث من يوليو إلا تعبيرا وإنفاذا لرغبة غالبية المصريين في مسار جديد يحميهم من الانقسام والفرقة، وأشار الكاتب إلى أن خريطة الطريق التي نص عليها البيان ثم الإعلان الدستوري في الثامن من يوليو مضت في عملية إعادة بناء متتالية لدستور ومؤسسات الحكم والتشريع فيما كان المصريون يأملون ولايزالون - في حكومات أكثر كفاءة تمحو آثار ما جرى في السنوات التي سبقت 30 يونيو، غير أن أشياء كثيرة تعطل المساعي لبناء دولة مدنية حديثة على أسس سليمة.
واختتم الكاتب مقاله بأن انفتاح المواطن على كل مصادر الأخبار والمعلومات له تبعات وأول واجبات الحكومة أن تضع الحقائق أمام المواطن حتى يكون شريكا في المواجهة، وليس طرفا سلبيا في معركة لابد وأن نخوضها عن يقين وثبات لمصلحة هذا البلد من أجل ألا يظل حلم بناء دولة مدنية حديثة بعيد المنال، ومن أجل ألا يتحول الأنصار إلى مقاعد المتفرجين. فقد انتهى عصر المواءمات السياسية، ومن يعتقد أن هذا النهج يصلح لعهد السيسي فقد أخطأ خطأً كبيرا في حق البلد وفي حق الرئيس نفسه الذي يحظى بظهير شعبي غير مسبوق.
وفي صحيفة الأخبار وتحت عنوان "التحذير واجب والانتباه مطلوب" قال الكاتب الصحفي جلال عارف.. ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم الإخوان الفاشي، ينبغي أن نتوقف جيدا عند تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي من أي تحركات إرهابية، ومطالبة الجميع بالانتباه لحماية مصر من الذين يحاولون النيل منها.
وأكد الكاتب أنه علينا أن نتذكر أننا حين أنقذنا مصر في 30 يونيو بالثورة الشعبية العظيمة، وبانحياز الجيش الوطني لها. لم نكن نواجه «الإخوان» وحدهم وإنما كنا نواجه تحالف كل عصابات الإرهاب التي خرجت من عباءة هذه الجماعة الإجرامية. وكنا نواجه مخططا خارجيا يدعم الإخوان ويستخدمهم مع كل عصابات الإرهاب لإعادة رسم خريطة المنطقة، ولإعادة مصر إلى حالة الغياب وضرب ثورة يناير التي استعادت القرار الوطني والدور القومي قبل أن تستولي عصابة الإخوان على الحكم بدعم أمريكي غير مسبوق.
وعلينا أن نتذكر أننا خضنا الحرب ضد الإرهاب بينما كانت أمريكا تقود حملة لحصارنا !! وأننا اصررنا على أن الإرهاب ملة واحدة بينما كانوا في أمريكا يروجون لمزاعم أن هناك «إرهابا معتدلا يمكن التعامل معه!! وأننا لم نتوقف عن المطالبة بأن تكون الحرب ضد الإرهاب حربا شاملة، بينما كانت أمريكا وحلفاؤها يصرون على «حرب وهمية!!» تقتصر على الدواعش في سوريا والعراق.
الآن.. يعرف العالم كله أننا كنا على حق منذ البداية. ويدرك الجميع صواب ما قلناه من أن أحدا لن يكون بعيدا عن الإرهاب. وتأتي الذكرى الثالثة لثورة يونيو وقد استطعنا أن نوجه للإرهاب الذي أراد أن يستوطن في مصر ضربات ساحقة. ومع ذلك فإن علينا أن نأخذ ما قاله الرئيس السيسي عن ضرورة أن نكون مستعدين على الدوام لمواجهة أي محاولة إرهابية بكل اهتمام وجدية. والأسباب كثيرة وفي مقدمتها:
أن الضربات التي يتم توجيهها للدواعش في سوريا والعراق «وإن جاءت متأخرة فإنها تجعل عصابات الإرهاب تحاول تشتيت الانتباه بتوجيه ضربات في عدة دول.. من الأردن إلى لبنان إلى تركيا دون أن نتجاهل ما يحدث في ليبيا واليمن، وما يهدد أوروبا وباقي العالم.
وأشار الكاتب إلى أن الحلقة تضيق على «الإخوان بعد أن اكتشفت دول العالم أنهم أساس الإرهاب، وأن كل العصابات الإرهابية خرجت من أفكارهم التي لاتؤمن بوطن، والتي تنظر للعالم كله على أنه عالم جاهلي وكافر ولابد من قتاله.
ونوه إلى أن عودة البعض لترديد أحاديث «المصالحة قد تعطي قبلة الحياة «ولو لوقت قصير» لمن يواجهون مصيرهم المحتوم، بعد أن خانوا الوطن، وأسقطوا الشهداء، وكادوا يسقطون الدولة لولا ثورة الشعب وانحياز الجيش لها في 30 يونيو.
حفظ الله مصر، وأعانها على النصر في معركتها ضد إرهاب خائن، ومن أجل بناء الدولة التي تحمي المستقبل وتحقق أهداف ثورتي يناير ويونيو المجيدتين. وفي ختام المقال قال الكاتب لتكن استعادة وحدة الصف بين أبناء الثورة هي حائط الصد الأول ضد أعداء الوطن الذين يزرعون الإرهاب ويضمرون الشر.
وفي صحيفة الجمهورية، قال الكاتب الصحفي فهمي عنبة في مقاله تحت عنوان "المثقفون.. وشرارة 30 يونيو".. ستظل الثقافة هي المحرك لوجدان الشعوب والتي ترتقي بالأخلاقيات وتسمو بالنفوس.. ولا يمكن لأي أمة أن تتقدم دون خيال وإبداع مفكريها وأدبائها وفنانيها.
يغفل الكثيرون دور المثقفين في ثورة 30 يونيو الذين بدءوا يوم 5 يونيو 2013 اعتصاما في وزارة الثقافة وجلسوا في مكتب الوزير ومن هناك انطلقت الشرارة الأولى التي أشعلت حماس الملايين الذين احتلوا الشوارع والميادين معربين عن رفضهم لحكم الإخوان.
وأضاف الكاتب أن تجمع المفكرين مع الممثلين والمخرجين والفنانين التشكيليين ليطالبوا بالمحافظة على الهوية الثقافية للوطن وأعلنوا صراحة رفضهم لقرارات وممارسات وزير الثقافة "وقتها".. وبالفعل انضم العديد من المواطنين لهم.. وكانت هناك عائلات ترسل الطعام للمعتصمين الذين لم يتنازلوا عن موقفهم.
صحيح أن حركة "تمرد" كانت تقوم بجمع التوقيعات لعزل الرئيس محمد مرسي.. ولكن تحرك المثقفين ووقوفهم ضد طمس الثقافة وتجريف الشخصية المصرية كان له تأثيره في انضمام الجماهير إلى مظاهرات 30 يونيو.
لذلك لم تكن مفاجأة لرؤساء تحرير الصحف أن يتحدث سامح شكري وزير الخارجية عن الثقافة والفن ودراما رمضان خلال مأدبة الإفطار التي دعاهم إليها في بداية الأسبوع.. فهو كمسئول أول عن السياسة الخارجية يعلم مصادر قوة الوطن.. وبالطبع فالفنون والثقافة والأدب هي أهم القوى الناعمة لمصر وتجعلها صاحبة الريادة في محيطها العربي بما تقدمه من أعمال درامية تؤكد أن هذا الوطن به أشياء لها خصوصيتها وقدرتها الإبداعية الضخمة.. وقد طالب شكري بالاهتمام بالأعمال السينمائية لأنها يمكن أن تحقق عائدا اقتصاديا.. وربما يجعلنا ذلك نطالب بضرورة عودة الدولة للإنتاج السينمائي لوقف موجة الأفلام التي تشوه تاريخ السينما المصرية.. وكذلك استئناف التليفزيون لإنتاج المسلسلات الهادفة التي تعيد لمصر ريادتها.
واختتم الكاتب مقاله بأنه سيظل المثقفون والمبدعون أحد أهم أسلحة مصر بشرط إيمان كل مفكر وأديب وصحفي بربه وبلده وبرسالة الفن الذي تعلمنا أنه يكون شرارة كل الثورات التي قام بها الشعب.