تشتد وتيرة الصراع الليبي وتوشي باندلاع حرب واسعة، قد تكون فاصلة وقد تكون بداية لصراع أشمل وأعمق عقب عيد الفطر المبارك.
اختلاط الأوراق في ليبيا والتلاعب بالرأي العام العالمي، بتزيين الميليشيات المسلحة بالزي العسكري، بما فيها المليشيات ذات التوجهات الإرهابية، أصبح كاشفا وفاضحا للكثير من الأمور التي تبدو غامضة على الساحة الليبية.
وعلى ما يبدو فان زيارة الفريق ركن خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي إلى روسيا والتي استمرت 3 أيام متواصلة، قد احدثت بشكل أو بآخر هزة عنيفة للميليشيات شبه العسكرية، والمتحالفة مع بعضها ضد قيام الدولة الليبية، واستعادة مؤسساتها وتيرة المعارك في حزام مدينة سرت اشتدت بين تنظيم داعش والقوات المحسوبة على المجلس الرئاسي الليبي خاصة في محور ال 700 مسكن.
وفي أول ردة فعل لميليشيا سرايا الدفاع الموالية لتنظيم القاعدة في المغرب العربي، توعد العميد مصطفى الشركسي القيادي بسرايا الدفاع الجيش الليبي بحرب مفاجئة وأن الاستيلاء على مدينة بنغازي سيكون قريبا.
وقال الشركسي في تصريحات صحفية أمس الخميس، إن هدف مليشياته دخول بنغازي، لافتًا إلى أنهم لن يدخلوا مدينة أجدابيًا، التي سيقوم بتأمينها جهاز حرس المنشآت النفطية”.
وأضاف القيادي بسرايا الدفاع الجيش: "رغم محاولة طائرات حفتر استهداف منظومة النهر الصناعي واستفزازنا لجرنا إلى الرد عليهم والدخول لمدينة اجدابيا، ولكن قرارنا هو عدم الدخول إلى مدينة أجدابيا إطلاقًا، لن نروع أهلنا في أجدابيا، وكفاهم ماعانوه في السابق"، مشيرا إلى وجود انقسام داخل مدينة اجدابيا بين موالين للجيش الليبي واخرين رافضين له.
وأضاف الشركسي: "لدينا ممرات أمنة لدخول مدينة بنغازي" مؤكدًا أنه سيصلي العيد بجنوده امام محكمة شمال بنغازي..وبالتزامن مع زيارة حفتر إلى روسيا وصل إلى موسكو أيضا نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق ليلتقي كلا من نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى، لوكيانوف يفجيني، ووكيل وزارة الخارجية ميكائيل بوجدانوڤ.
وقال ميعيتق عقب الزيارة إنه بحث والوفد المرافق له مع المسؤولين الروس العلاقات الليبية الروسية على صعيديها السياسي والاقتصادي، الحرب ضد داعش تحت مظلة حكومة الوفاق الوطني، مساعدة روسيا الاتحادية في إعادة بناء الجيش الليبى وإعادة فتح السفارة الروسية في طرابلس وعودة ممثليها الدبلوماسيين.
وأكد معيتيق أنه لم يلتقي أي شخصيات ليبية في موسكو في إشارة إلى الفريق خليفة حفتر والوفد المرافق له، ووصل إلى القاهرة في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس الفريق "خليفة حفتر" قائد الجيش الليبى قادما من موسكو على متن طائرة وبحسب تقارير إعلامية روسية فان حفتر بحث في موسكو آخر تطورات الوضع في بلاده وجهود مواجهة التنظيمات الإرهابية.
والتقى قائد الجيش الليبي، خلال زيارته لروسيا مع "سيرجى شويجو" وزير الدفاع الروسي و"نيكولاي باتروشيف" أمين مجلس الأمن الروسي وعدد من كبار المسئولين بالخارجية الروسية، حيث تم بحث توريد الأسلحة الروسية إلى ليبيا، وجهود تخفيف أو رفع حظر توريد الأسلحة المفروض من قبل مجلس الأمن الدولى على ليبيا وبحث آخر تطورات الوضع في الأراضى الليبية والحفاظ على وحدتها وسلامتها واستقرارها.
الجهود المبذولة من قبل الأطراف الليبية بهدف إفساح مجال لروسيا في إطار الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ العام 2011 ومحاولة كل طرف كسب موسكو إلى جانبه، ويؤكد أن طرفي الصراع في ليبيا يجهزون لحسم الأمر عسكريا، وأن كل طرف يبحث عن داعمين إقليميين ودوليين فرئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح قام بعدة زيارات إقليمية شملت مصر وعمان وقطر وقبلهم السعودية من أجل الدعم الإقليمي للمؤسسات الشرعية في ليبيا والمتمثلة في البرلمان والجيش.
تطور الأوضاع في ليبيا وتصعيدها سياسيا وعسكريا يثير مخاوف الليبيين من سيناريوهات قادمة أغلبها يبدو متشائما نتيجة حدة الصراع المتوقع والذي قد يفضي في أفضل الأحول إلى انشطار الجسد الليبي إلى نصفين.
