الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإسكندرية تحتضر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لن أكون مبالغة إذا قلت إنها معشوقتى التي أرتاح فيها وأحب كل جزء منها.. وكيف لا وهى المدينة التي تربيت فيها، وعشت فيها أجمل أيام حياتى.. أيام الطفولة والبراءة والنقاء.. لذا أنتظر أيام إجازتى لأسافر إليها من حين لآخر أشم رائحة اليود الذي يعطرها، وأرى شريط الذكريات وكأنه أمامى.. في كل مكان وأتخيل أيام زمان!.
ولكن هذا العام تغيرت المعالم.. تغيرت المحافظة.. تغير الناس.. الكل للأسف للأسوأ.. مع وجود حالة غريبة من الاستسلام للواقع كأنه لا تغيير للأفضل.. لماذا؟!.. لا أدرى!. تخيلت المرور الذي كان أيام المحافظ الهمام عبدالسلام المحجوب في غاية الانضباط وممنوع تماما استخدام الكلاكسات.. أو أن تقف السيارات في الممنوع أو «صف تانى»، وما إلى ذلك.. هذا العام أصبح المرور.. فوضى كما ينبغى أن تكون بداية من الإشارة التي يحركها عسكري المرور وتستمر إلى ما شاء الله، ولك أن تتخيل مدى الاستفزاز الذي تحققه نتيجة عدم وجود زمن معين لها والتي للأسف تجعل كثيرين يسيرون في طريق مخالف ظنا منهم أنهم يختصرون المسافات ولكنهم للأسف يقعون ضحية لعسكري مرور آخر يظل يبتزهم حتى ينتهى الموقف أحيانا نهاية مأساوية بخناقة أو إغماءات وما إلى ذلك.. كل ما يمكن أن تتخيله من مشاهد صعبة تراه بمرور الإسكندرية.. والأدهى من ذلك هم سائقو التاكسى الذين يضربون أروع الأمثلة في الفوضى وعدم الانضباط، ويمكنك بكل بساطة أن تقوم بتوزيع جوائز حقيقية لمن لديه عداد داخل سيارته أو من يستخدم العداد من الأساس.. هم يستخدمون أسلوبًا أول مرة حقيقة أسمع عنه وهو «المقاولة» بمعنى تتفاوض معه على الثمن مقابل المكان الذي سيذهب بك إليه.. خاصة أن الإسكندرانية لديهم رادار يعرفون به إذا كان من أمامهم إسكندرانى أم من محافظة أخرى، وطبعا هذا من خلال اللهجة المختلفة وبذلك من السهولة أن تكون ضحية لسائقى التاكسى والمبتزين وغيرهم!!
ورغم استسلام الشعب السكندرى لما يحدث فإن الأمل في عودة الرقابة والاستقرار لا ينقطع.. ولم لا وهى المحافظة الجميلة ذات الطبيعة الساحرة الخلابة التي تجذبك فيها مياه البحر لتجد نفسك متخلصا من همومك وأحزانك.. فقط تحتاج إلى من يحسن التعامل مع معالمها.. ويبرز جمالها ويجعلها أفضل المدن السياحية الساحلية.. نعم إنها مشكلة إدارة ولكنها ممتدة منذ عدة سنوات والدلالة أنك إذا بحثت عما كتب عن المحافظة الجميلة ستجد كمية شكاوى لا تعد ولا تحصى وللأسف أنها ما زالت مستمرة!.
فعلى سبيل المثال هناك أزمات في الصرف الصحى والعقارات المخالفة التي تقدر بنحو ٢٠ ألف عقار مخالف!! والقمامة والباعة الجائلون والمرور والتي أدت إلى تدهور البنية التحتية والطابع المعمارى الجميل الذي كان يميز المحافظة!. نعلم أن مصر كلها مرت بظروف صعبة أدت إلى انفلات الأوضاع في العديد من المحافظات من جانب معدومى الضمير.. ولكن لدينا أمل أن تشدد الرقابة ويتم الضرب بيد من حديد للسيطرة على الأوضاع وأتعشم أن تحل الأزمات أو على الأقل تقل ولا تتضخم.. ويوما بعد الآخر ستنتهى للأبد.. المهم أن نبدأ.