الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"إخوان تائبون".. طارق البشبيشي في حواره لـ"البوابة": "هويدي" و"العوا" و"أبو المجد" أهم داعمي "الجماعة".. ومحمود عزت موجود في مصر

طارق البشبيشى
طارق البشبيشى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال طارق البشبيشى، أحد مسئولى اللجنة السياسية، وأبرز القيادات المنشقة عن الإخوان في البحيرة، إن المراجعات الفكرية بالنسبة لجماعة الإخوان تعنى تفكيك التنظيم، وأنه إذا أعلن استعداده فالأمر سيكون خدعة، وأن التخلص من الجماعة سيستغرق سنوات، والشعب عرف مشروعها الخبيث وبينه وبينها ثأر، موضحا أن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح أسهم في دعم الإرهابيين، وأن أعضاء من مكتب الإرشاد تورطوا في انحرافات مالية.
■ بداية أخبرنا بتجربتك مع الإخوان؟ 
- لا أحد ينضم لتنظيم الإخوان بإرادته الحرة، لكن يتم تجنيده عبر مراحل معروفة علميا وهى التجنيد وغسيل الدماغ، ويطلق عليها الإخوان الدعوة الفردية، وجندت أواسط الثمانينيات من القرن الماضى، كان يجاورنا في منزلنا في حى شبرا بدمنهور أحد كوادر الجماعة، وتعرف علىّ في المسجد، وارتبطت به من خلال وسائل دربه عليها الإخوان جيدا، وسلمنى بعد ذلك لمسئول طلاب الجامعة في دمنهور، وكنت وقتها في السنة الثالثة بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وطلب منى التعرف على طلاب من زملائى في السنة الدراسية، ودعوتهم لأحد المساجد في حى من أحياء دمنهور، ونفذت ما كلفنى به، وتم تجنيد كثير غيرى في الكلية، وبعد انتهاء مرحلة الدراسة عدت للحى الجغرافى الذي أسكن فيه وفقا لتقسيم الإخوان، وبدأت العمل في الجماعة بشكل رسمى، وكانت البداية في قسم الأشبال، وهو قسم يعمل على غسل أدمغة النشء، وتلقينهم الفكر الإخوانى، ثم انتقلت لقسم نشر الدعوة، الذي يهتم بنشر الفكر الإخوانى في المجتمع، بالتحديد في المساجد والمنابر ومراكز الشباب وأى مجال خارج التنظيم، ثم انضممت للجنة السياسية عام ١٩٨٨، لاهتمامى الزائد بالسياسة والتحليل السياسي، وشغلت منصب سكرتير اللجنة على مستوى المحافظة، وكنت مسئولا أيضا عن لجنة التحليل السياسي. 
أما على المستوى التنظيمى التربوى، فقد تدرجت حتى وصلت لمستوى عامل، وهو أعلى المستويات التربوية، وكنت أيضا عضو مجلس شورى المنطقة الجغرافية، التي أسكن بها، وعينت عضوا بمجلس إدارة منطقة شبرا بالبحيرة من عام ٢٠٠٦ إلى ٢٠٠٨.
■ كيف بدأت قصة انشقاقك عن الجماعة؟
- القصة بدأت منذ فترة طويلة، فقد كان هناك توجس كبير بينى وبين التربويين، هم لم يكونوا مرتاحين لأفكارى السياسية فأنا أحب الانفتاح على الآخر، وأحب الموسيقى والفن، وكانت لدى علاقات مع كثير من المختلفين مع الإخوان وأيضا الأقباط، وتسبب هذا في مناوشات كثيرة مع التنظيميين المنغلقين، وزادت المناوشات بعد ثورة ٢٥ يناير، فقد كنت كثير النقد لقرارات الإخوان السياسية، مثل فتح مقرات للتنظيم في كل حى، ووضع يافطات باسم هذه المقرات، وكنت أقول لهم هذا استفزاز للناس، وانتقدتهم في سيطرتهم على انتخابات برلمان ٢٠١١، وطلبت منهم عدم الانتقام، والتسامح، وفتح صفحة جديدة مع الجميع، إضافة إلى مطالباتى المستمرة بالابتعاد عن رموز العنف، مثل قيادات الجماعة الإسلامية، عاصم عبدالماجد، وطارق الزمر ومحمد عبدالمقصود وغيرهم، وكنت انتقدهم بعنف عندما يسبون الجيش أو يشوهونه، خاصة المشير طنطاوى، كل هذا جعلنى أبتعد عنهم شيئا فشيئا، وتوالت التحقيقات معى بسبب آرائى ومواقفى، حتى انتهى الأمر بتهديدى بالفصل من التنظيم، وأعطونى فرصة ٦ أشهر لمراجعة أفكارى، فقررت الاستقالة، والابتعاد بعد ما يقرب من ٣٠ عاما داخل الجماعة.
■ من كان مسئولا عن نشاط اللجنة السياسية بالجماعة؟ 
- كنت عضوا في اللجنة السياسية لمدة تزيد عن ٢٥ عاما، والنشاط يتبع مكتب إدارى التنظيم في المحافظة بشكل مباشر، وتقلب على قيادة هذا العمل معظم أعضاء المكتب الإدارى للإخوان بالبحيرة، مثل مصطفى الخولى، وجمال حشمت، رئيس البرلمان المزعوم للجماعة الإرهابية حاليا، وأسامة سليمان الذي اختاره التنظيم بعد ذلك محافظا للبحيرة، ولم يستمر في منصبه إلا أسبوعين قبل ثورة ٣٠ يونيو.
■ ماذا كان دور اللجنة الفعلي؟
- التثقيف السياسي لأعضاء التنظيم بالمحافظة، وتدريب المرشحين للانتخابات، وكتابة المنشورات السياسية التي تروج لفكر الجماعة في الشارع، وفى أيام الانتخابات كانت اللجنة تكتب موضوعات المؤتمرات الانتخابية وغيرها من النشاطات السياسية الأخرى، ومن الأدوار السرية اختراق أي نشاط سياسي معاد للإخوان، والعمل على إفشاله، وتوظيف أي تجمعات للقوى السياسية للترويج لأفكار الجماعة، والسيطرة على النشاطات السياسية الأخرى من خلف الستار.
■ كيف كان عمل اللجنة قبل ثورة ٢٥ يناير؟
- قبل ٢٥ يناير كان هدف اللجنة يكمن في كيفية التحريض على نظام مبارك، لكن دون المغامرة بالثورة عليه، حتى لا تدفع الجماعة ثمنا باهظا، وكانت الجماعة قلقة من تحركات حركة كفاية ورموزها، وكنا نعمل على تشويههم وتشويه أي تحرك سياسي خارج عباءة الإخوان، ومن الأدوار التي قامت بها اللجنة أيضا إقناع قواعد الجماعة بعدم الاستجابة لدعوات النزول يوم ٢٥ يناير للتظاهر ضد مبارك.
■ ما كان دورها بعد وصول الإخوان إلى الحكم؟
- انصبت اجتماعات اللجنة على الترويج للرئيس المعزول محمد مرسي، والترويج بأن الجيش يتآمر على الإخوان، وكذلك التحريض ضد القضاء والإعلام، وكنت بعيدا عنهم في تلك الفترة لكنى كنت أنصح من أقابله من أعضاء اللجنة وأقول لهم إنهم يسيرون إلى حتفهم.
■ من يقود التنظيم سياسيا الآن؟
- لا توجد الآن تقسيمات تربوية أو سياسية، قرارات الجماعة تخرج من دائرة ضيقة جدا يقودها مكتب لندن، الذي يترأسه إبراهيم منير، وهمه الأول والأخير الحفاظ على ما تبقى من التنظيم بمساعدة المخابرات البريطانية الحليف الإستراتيجي لهذا المكتب الذي يشارك في قيادته محمود عزت، المرشد المختفى.
■ برأيك أين يختبئ محمود عزت؟
- أعتقد أنه موجود داخل مصر وله دور يلعبه بحرفية شديدة، بدليل تعيينه لمحمود حسين، أمين عام الإخوان قبل ثورة ٣٠ يونيو، مسئولا للتواصل مع القوى الدولية للضغط على مصر من أجل عودة الإخوان للمشهد السياسي في مصر.
■ كيف رأت اللجنة قرار الجماعة بترشيح مرسي للرئاسة رغم إعلان عدم المشاركة؟
- لم يكن شخص المرشح هو المهم قدر اندهاشنا من قرار المشاركة في انتخابات الرئاسة، وكنا فعلا قلقين جدًا أكثر من بقية أقسام التنظيم المختلفة، لأننا نهتم بالسياسة، وندرك خطورة القرار على الجماعة، وقلنا إن القرار خطير وسيؤثر على مستقبل الجماعة، وقالوا لنا الإخوان في التنظيم الدولى استطلعوا رأى عواصم الغرب وأعطوا لهم الضوء الأخضر، وهذا يعنى أن قرار المشاركة جاء بالتنسيق مع أمريكا وبريطانيا.
■ هل عبدالمنعم أبو الفتوح كان مرشحا سريا للجماعة؟
- كان ترشح أبو الفتوح مسألة مقلقة جدًا لنا، وكنا نخشى من انشقاق التنظيم بسبب ترشحه، وأحد أهم أسباب خوض الإخوان للانتخابات هو الخوف من فوز أبو الفتوح ثم التنكيل بهم وتهميشهم بعد وصوله للسلطة.
■ لماذا قررت الجماعة العدول عن قرارها بشأن الدفع بمرشح رئاسى وهل لأمريكا علاقة بذلك؟
- عندما سقط نظام مبارك شعر الإخوان أن هذه فرصتهم التاريخية للتمكين، وفى نفس الوقت كانوا يخشون من رفض المصريين لحكمهم، فأرادوا أن يمسكوا العصا من المنتصف، فدخلوا انتخابات البرلمان تقريبا في كل الدوائر وحققوا نجاحا كبيرا فيها، ثم بدءوا بعد ذلك الضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإقناعه بتشكيلهم الحكومة الجديدة التي تحكم مصر، ورفض المجلس كون النظام في مصر رئاسيا لا برلمانيا، ومن هنا اشتعلت الخلافات بين الطرفين، وقرر الإخوان المشاركة في الانتخابات الرئاسية بعد أن خدعوا الشعب بقرار عدم المشاركة.
■ بمَ نصحتم الإخوان بعد الدعوة إلى ثورة على نظام مبارك؟
- اللجنة كانت تنصح الإخوان بالمشاركة في مظاهرات جمعة الغضب دون رفع شعار الجماعة، حيث كان لا بد من إبراز رموز الإخوان في المظاهرات للحفاظ على نصيب الجماعة في تورتة الوطن في حال نجاح الثورة وسقوط النظام.
■ كيف كان دوركم بعد سقوط النظام عقب ٢٥ يناير؟
- تراجع دور اللجنة إلى حد كبير، وأصبح رجال التنظيم الأقوياء هم من يقررون ويأمرون دون استشارة القسم السياسي بالجماعة.
■ من أبرز الشخصيات التي كانت تدعم الجماعة من خلف الستار؟
- فهمى هويدى، محمد سليم العوا، محمد عمارة، طارق البشرى، سعد الدين إبراهيم، أحمد كمال أبو المجد، سيف عبدالفتاح، نادية مصطفى، هبة رؤوف عزت، المستشار زكريا عبدالعزيز، رئيس نادي القضاة الأسبق، السفير رفاعة الطهطاوى، السفير عبدالله الأشعل، المستشار الخضيرى، هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزى للمحاسبات.
■ كيف رأت الجماعة قرار السلفيين بتدشين حزب النور؟
- ارتبك الإخوان بشدة لأن الحزب الجديد سيكون موجودا في كل بقعة يوجد بها سلفيون على مستوى القطر المصرى، خاصة أنه الحزب المنافس الحقيقى لهم، والإخوان يكرهون السلفيين بشدة، ويتوجسون منهم، ويعتبرونهم أكبر المنافسين لهم في دغدغة مشاعر الناس باسم الدين، لذلك الحملات الإعلامية التي يشنها الإخوان على السلفيين خاصة حزب النور من أجل تشويههم والإساءة لهم لم ولن تهدأ أبدا.
■ ماذا عن علاقات الإخوان بالأحزاب الليبرالية؟
- علاقة الإخوان بحزب الوفد متقلبة، فالحزب في الحقيقة ليس له موقف من الإخوان، وكان أحيانا يضع يده في أيديهم للاستفادة من شعبيتهم في الانتخابات، وأحيانا أخرى يختلف معهم، وكانت الجماعة تستفيد من الوفد كثيرا خاصة إبان حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، لكسر الحصار السياسي الذي كان مفروضا عليهم، أما حزب المصريين الأحرار عندما تم إنشاؤه بدعم من نجيب ساويرس، شعر الإخوان بالقلق والتوجس، واعتبروا أن هذا الحزب المنافس الليبرالى الأول لهم، فبدأت بإعطاء أوامر لجميع أعضاء الجماعة بالانضمام رغما عنهم لحزب الحرية والعدالة.
■ كيف بدأت اتصالات الجماعة بأمريكا؟
- قدم الإخوان أنفسهم لأمريكا دوما على أنهم التيار السياسي القوى الذي سيرث نظام حسنى مبارك، وأنهم لن يعادوا التوجهات الأمريكية في المنطقة، وكانت هناك اتصالات سرية بين الإخوان والأمريكان في عهد مبارك، إضافة إلى أن أنشطة الإخوان الاقتصادية على مستوى التنظيم الدولى مرتبطة بالاقتصاد الغربى، خاصة الأمريكى، حيث إنهم لا يهتمون بالتصنيع ولا بالمشاريع القومية ولكنهم يهتمون بالاقتصاد الخدمى والاستهلاكى وهو ما تريده أمريكا ممن يحكم مصر.
■ ماذا عن الاتصالات بعد ثورة يناير؟
- بعد ٢٥ يناير حدثت اتصالات طمأن من خلالها الأمريكان الإخوان بخصوص ترشحهم لانتخابات الرئاسة، وهناك كلام يتردد ومعلومات من داخل التنظيم عن دعم الأمريكان للإخوان من أجل تمكينهم للسيطرة على الحكم في مصر بمليارات الدولارات بشرط الحفاظ على أمن إسرائيل وتفتيت كل الحركات الفلسطينية المقاومة لها، ووفقا لعضو مجلس شورى بالجماعة كان هناك صراع بين عبدالمنعم أبو الفتوح والإخوان على الحصول على دعم أمريكا، ونجحت الجماعة في نهاية هذا الصراع كونها أكثر تنظيما من أبو الفتوح وأكثر ولاء لأمريكا.
■ هل كنت قريبا للقيادى الإخوانى البارز جمال حشمت؟
- نعم، وجمعتنى به أيضا آخر (خلية) إخوانية قبل تركى التنظيم، وجمال حشمت تعلم الدهاء والمكر من منظمة الشباب التي كان عضوا بها قبل انضمامه للإخوان، وهو شخص وصولى لا يعرف سوى مصلحته الشخصية والمادية، وكان الإخوان يعلمون هذا جيدا ويغذون فيه هذا الأمر، فعندما أقاموا مستشفى في البحيرة وضعوه رئيسا لها، وكان يتحصل على راتب كبير لا يتناسب مع عمله في هذه الوظيفة، وهذا يدل على أن الإخوان كانوا لا يثقون فيه وهو يعلم ذلك، فكان يكثر من الظهور الإعلامي والشعبى حتى يمثل ذلك عنصرا ضاغطا على الجماعة فلا يهمشونه، وعندما ضغط عليهم صنعوا رمزا آخر لمحاصرة حشمت وهو أسامة سليمان الذي أعتبره أخطر إخوانى في البحيرة، ومكنوه ماديا، وجعلوه يتعمد إذلال جمال حشمت وهو نفس الأمر الذي فعله المعزول محمد مرسي عندما تولى الملف السياسي للجماعة لدرجة جعلت جمال حشمت يشتكى لعبدالمنعم أبو الفتوح مما يحدث معه من قيادات الجماعة، فقد وصل الأمر إلى انتشار أخبار تفيد بأنه جاسوس لأمن الدولة داخل التنظيم، بعد أن كثرت سفرياته إلى الخارج، وللعلم كان خيرت الشاطر يكره حشمت بشدة لقربه الشديد من أبو الفتوح.
■ هل جمال حشمت من القيادات القوية داخل الجماعة؟
- مطلقا، لكنه منافق، لذلك أصبح الآن من رموز الجماعة، فأنا لا أنسى أبدا هجومه على قيادات الجماعة في الجلسات المغلقة، والإشادة بهم في حضورهم، لقد كان ملتويا جدا ومخادعا، وبمنتهى الصراحة يستحق المصير الذي انحدر إليه.
■ هل تتوقع انقسام الجماعة إلى تيارين؟
- لا أعتقد، فجبهة محمد كمال ضعيفة، وعلى وشك الهزيمة فهى قيادة مؤقتة استثنائية، أما تيار محمود عزت وإبراهيم منير ومحمود حسين هو التيار التقليدى الرئيسى الذي تعرفه أغلبية قواعد التنظيم، وهم الذين يتحكمون في أموال التنظيم ولديهم خبرة كبيرة في إدارة الجماعة سرا.
■ هل تتوقع أن تلجأ الجماعة للمصالحة مع الدولة حفاظا على وجودها في مصر؟
- يروج الإخوان لموضوع المصالحة بين الدولة والتنظيم ويلحون من خلال الميديا وبعض العرابين القريبين منهم للضغط على القيادة السياسية المصرية، وأعتقد أن المصالحة مع الإخوان مستحيلة بعد أن سلكوا طريق الخيانة والإرهاب والمؤامرات على مصر وشعبها، وكل أجهزة الدولة تدرك خطورة هذا التنظيم، كما أن شرعية ومشروعية نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى قائمة في الأساس على إبعاد الإخوان وتخليص مصر من شرورهم، وإن تمت المصالحة ستتأثر مشروعية وشرعية النظام.
■ من أخطر قيادى إخوانى من وجهة نظرك؟
- خيرت الشاطر، فهو مجنون بالسلطة والنفوذ، وشخص عنيد جدا ومتغطرس، وربما يكون هو أحد أهم أسباب انهيار الإخوان.
■ ماذا تعرف عن تمويل وموارد الجماعة؟
- الموارد المالية قضية حيوية عند الإخوان، فهم يدركون أهمية التمويل لبقاء التنظيم، وقصة الأموال في الجماعة كبيرة ومتشعبة، ففى الخمسينيات والستينيات هرب كثير من أعضاء الإخوان إلى أوروبا والخليج، وقاموا بإنشاء مشروعات استثمارية وكونوا ثروات طائلة تخضع للتنظيم الدولى الآن، ويتم تمويل أنشطة الجماعة من خلالها، وتعتبر ألمانيا وبريطانيا والكويت من أكبر الدول التي تحتضن أنشطة الإخوان الاقتصادية، إضافة إلى التمويل السخى التي تقوم به قطر لأنشطة التنظيم في مصر.
■ هل الجماعة تملك ميليشيات وجناحا مسلحا؟
- بالطبع، وهذا الموضوع تحديدا له جذور تاريخية، ففى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضى أنشأ حسن البنا التنظيم الخاص المسلح، وهو بمثابة ذراع شبه عسكرية تابعة للتنظيم، وقامت هذه الميليشيات بأعمال إرهاب وعنف هزت استقرار المجتمع المصرى، وفى الستينيات أنشأ سيد قطب تنظيما مسلحا خطط فيه لتفجير القناطر الخيرية لإغراق الدلتا، وتم اكتشاف هذا التنظيم وإعدام سيد قطب وآخرين، وفى السبعينيات عاد الإخوان للعمل المسلح وأشرفوا على العملية الفنية العسكرية وكان هناك تخطيط لانقلاب عسكري عن طريق صالح سرية وإخوان آخرين بمعرفة حسن الهضيبى المرشد وزينب الغزالى، ثم حرضوا الشعب المصرى ضد السادات ووفروا مناخا سياسيا لاغتياله بأيدى تنظيم الجهاد المسلح، وهو ما تم فعلا، أما في عصر حسنى مبارك ركز الإخوان على بناء الجماعة سياسيا وشعبيا واقتصاديا، ثم بعد ثورة ٢٥ يناير وخروج خيرت الشاطر من السجن حاول تشكيل ميليشيات مسلحة تضمن سيطرة الإخوان على السلطة ولا تتسبب في توريط التنظيم في حال اكتشافها، وبالفعل تواصل مع منظمات إرهابية دولية كانت نواة هذا التنظيم المسلح في صفقة خرج بمقتضاها عدد كبير من قادة الإرهاب من السجون، ولكن جيش مصر وقف سدا منيعا أمام تلك الميليشيات.
■ ما سر قوة الإخوان خارجيا؟
- اللوبى الذي تكون عبر مراحل طويلة والذي بدأ عن طريق سعيد رمضان البوطى، وهو صهر حسن البنا، الذي هرب إلى السعودية في الخمسينيات ثم إلى ألمانيا، وسيطر الإخوان على المركز الإسلامى بميونخ، وبدءوا في السيطرة على المراكز الإسلامية في معظم الدول الأوروبية، والإخوان جماعة وظيفية تستغلها أجهزة مخابرات الدول التي يوجدون بها لتحقيق أهدافها خاصة في المنطقة العربية، والإخوان يعتقدون أنهم يضحكون على الغرب ويوظفونهم لتحقيق مشروعهم التاريخى، والحقيقة أن الغرب هو من يوظفهم ويستخدمهم لتحقيق أهدافه ومشروعه في المنطقة خاصة أمريكا.
■ ما أبرز الأسرار التي عرفتها عن الإخوان؟
- كان مكتب الإرشاد يروج بطريقة سرية داخل التنظيم أن عبدالمنعم أبو الفتوح عميل للمخابرات الأمريكية، والمدهش أن أبو الفتوح كان عضوا بمكتب الإرشاد، لكن التنظيم السرى داخل الإخوان الذي كان يتزعمه محمود عزت كان قلقا من أبو الفتوح ويضيق عليه، وأبو الفتوح أسهم كثيرا في دعم الإرهابيين الذين أنشأوا تنظيم القاعدة بعد ذلك، وأتذكر تورط أعضاء من مكتب الإرشاد في انحرافات مالية، إضافة إلى سعى محمود عزت منذ زمن طويل لسرقة التنظيم من مهدى عاكف، حيث كان يسيطر على أمانات المحافظات دون أن يعلم، وآخر ما أتذكره عن تلك الجماعة ردهم علىّ عندما طالبتهم بتجنب غضب الشعب بعد وصولهم إلى الحكم، فرد على أحدهم: «٣٠ آلى ينيم الشعب من المغرب».
■ هل تتوقع نهاية الجماعة قريبا؟
- الإخوان تنظيم متشعب وخطير والتخلص منه يستغرق وقتا قد يستمر لسنوات، فإذا استمر القرار السياسي في مصر على ما هو عليه من تفكيك التنظيم والقضاء عليه فسينتهى وسيبقى مجرد ذكرى فقط، ولن يعود إلى الحياة مرة أخرى، على عكس ما يروج الآن بأن الأزمة عابرة، فالشعب عرف مشروعهم الخبيث، وأصبح بينه وبين الجماعة ثأر.
■ هل ترحب بالمراجعات الفكرية التي دعا إليها بعض قيادات الجماعة مقابل الصلح مع الدولة؟
- أنا أعلم الإخوان جيدا، وأعلم أنهم يقدسون حسن البنا وأفكاره، ومن المستحيل أن يراجعوها، فهى تمثل دينهم الذي يدينون به، ولا أعتقد أن الإخوان يمكن أن يراجعوا أنفسهم أو أفكارهم، لأن الأمر بالنسبة لهم يعنى تفكيك التنظيم ونهاية الفكرة، وإذا أعلنوا أنهم على استعداد للمراجعات فالأمر سيكون خداعا.