السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"تركيا وداعش".. السحر ينقلب على الساحر.. أنقرة تغافلت عن تمدد التنظيم على حدودها.. فتحت معابرها للإرهابيين لدخول سوريا والعراق.. وتتذوق مرارة التفجيرات بيد أبنائها الدواعش

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
علاقات شابها الكثير من الغموض، بين تركيا وتنظيم داعش، فالأولى أهملت قتال التنظيم الإرهابى، على حدودها المترامية ما بين سوريا والعراق، لدرجة أنها رفضت المشاركة في التحالف الدولي، لكنها ادعت خوض القتال عبر نشر قواتها على الحدود الواقعة بين العراق وسوريا.
لكن الدولة العثمانية غضت الطرف عن تمدد التنظيم بطول حدودها، حتى في بعض الأوقات نشرت وكالات أنباء عالمية عن فتح مستشفيات تركيا لعناصر التنظيم الفارين من وقع ضربات التحالف في سوريا والعراق.
ومع ارتفاع حدة الاتهامات لأنقرة، ادعت تركيا على استحياء منها المشاركة في الحرب وتحرك لقواتها في تنفيذ ضربات لمعاقل التنظيم، خوفًا من فرض عقوبات دولية عليها، وإبعاد شبهة فتح الحدود أمام العناصر الإرهابية للالتحاق بصفوف داعش، وغيرها من الفصائل السورية المعارضة، بحسب مراكز بحثية.
وأضافت المراكز، أنه في ظل فتح الحدود، التحق بالتنظيم مئات الأتراك، من أعضاء الجماعات الإسلامية منهم أبرز قيادات التنظيم العسكرية "أبو حنظلة".. وهو خالص بوينجوك، رئيس مجموعة التوحيد بحزب الله التركي، الذي انتمى للقاعدة في 2011، والتحق بعدها إلى صفوف التنظيم من بعد إعلان "داعش" عن دولته في 2013.
مشيرة إلى أن تركيا اكتفت بغض الطرف والتحايل من أجل عدم المشاركة حتى بعد الإفراج عن رهائنها في العراق، وأهمل الأمن ملاحقة أفراد التنظيم في البلاد، على أمل أنهم لم يلحقوا بها ضررًا، ولم يخطر ببال مسئوليها أن المقاتلين الأتراك في داعش قد يعودوا ليشكلوا خطرًا على بلدهم.
الوضع لم يستمر طويلًا، فداعش نفذ أولى عملياته داخل الدولة التركية في أغسطس من العام الماضي، والذي أودى بحياة أكثر من 30 كرديًا جنوب شرقي البلاد، وسرعان ما عاود التنظيم استهداف العاصمة التركية بتفجير انتحاري قتل أكثر من 100 شخص.
ورغم كل ذلك إلا أن الدولة التركية ظلت تدعى مشاركتها في قتال التنظيم، وهو ما اعتبره البعض تمريرًا لضرباتها على حزب العمل الكردستاني، بحجة ضرب معاقل للتنظيم، تزامن مع الإعلان عن القبض على خلايا نائمة لداعش في العاصمة "أنقرة".
التحالف التركي الداعشي، لم يقتصر تمرير العناصر والإمداد بالسلاح وغض الطرف عن المعاقل الحدودية، بل وصل الأمر إلى طباعة المناهج التدريبية للتنظيم بمكتبات في إسطنبول.
ففي عام 2015 عثرت قوات سوريا الديمقراطية على مناهج تدريبية باللغة التركية في معسكرات تدريب "داعش" في ريف حمص، وأيضًا على كتب دينية باللغة التركية تمثل مرجعيات شرعية لعناصر التنظيم، وهو "أبو حنظلة" - رئيس مجموعة التوحيد بحزب الله التركي – بترخيص من وزارة ثقافة أنقرة، بعنوان "واجبات المسلم تجاه الله"، من منشورات "دار الفرقان" وطبع في مطبعة "ستيب" في ناحية "باغجيلار" في إسطنبول.
وكشفت تقارير أجنبية، أنه حينما تم تحرير مدينة "كري سبي" المعبر التركي السوري الذي تستخدمه داعش في عبور مقاتليها، تمكن قوات روسيا الديمقراطية من الحصول على معلومات ووثائق تفيد إن المرتزقة نقلت المعسكر التدريبي من كري سبي إلى محيط بحيرة الخاتونية وبلدة الهول، وتؤكد الوثائق المكتوبة باللغة التركية ووجود عدد كبير من الأتراك بين مرتزقة داعش.
ومع مرور الوقت، تمكن داعش من توجيه عدة ضربات، بداية منذ صيف 2015، تخللتها خمس هجمات انتحارية منذ عام، كان آخرها تفجيرات الثلاثاء في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، أسفر عن مقتل 36 شخصًا على الأقل.
ومن أبرز تلك الهجمات في أكتوبر 2015، حيث قتل 103 أشخاص وأصيب أكثر من 500 في تفجيرين انتحاريين أمام محطة أنقرة المركزية للقطار خلال تجمع مؤيد للأكراد، وهذا الهجوم الأكثر دموية على الأراضي التركية نسبته السلطات إلى تنظيم الدولة.