شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بقاعة الأزهر الدولية للمؤتمرات اليوم الأربعاء، الاحتفال بليلة القدر، الذي تنظمه وزارة الأوقاف.
حضر الاحتفال المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والوزراء وكبار الشخصيات العامة والحزبية والسياسية وسفراء بعض الدول الإسلامية وعلماء الأوقاف والأزهر.
ووجه الرئيس السيسي خلال الاحتفال كلمة إلى الأمتين العربية والإسلامية بهذه المناسبة فيما ألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كلمة حول جهود تجديد الخطاب الدينى ودور الأزهر لنشر مفهوم الوسطية، واستعرض وزير الأوقاف، في كلمة مماثلة ما تقوم به الوزارة لضبط المساجد والتصدى للفكر المتطرف ولتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وكرم الرئيس السيسي في الاحتفال الطفل عبد الله عمار 10 سنوات الذي تمنى لقاء رئيس الجمهورية ولبى الرئيس طلبه على الفور ووجه وزارة الأوقاف باتخاذ الإجراءات المتبعة في هذا الصدد حيث اختبرته الوزارة وتأكدت من نبوغه وحفظه للقرآن رغم أنه كفيف وصغير في السن.
كما كرم الرئيس أوائل الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي نظمتها وزارة الأوقاف قبل شهرين في مدينة شرم الشيخ وعددهم سبعة فائزين من عدة دول منها مصر وأمريكا والجزائر وماليزيا فازوا في فروع المسابقة الثلاثة لحفظ كل وبعض أجزاء القرآن وتفسيرها ومعانيها والقيم الأخلاقية بالقرآن.
ودعا الرئيس في كلمته إلى نبذ العنف والتمسك بوحدة الأمة في مواجهة التحديات الراهنة وقال إننا سنحاسب على عدم التفكير والتدبر، وأكد ضرورة مواجهة الفكر المتطرف محذرا من عدم القدرة على مواجهة هذا الفكر.
كما دعا الرئيس إلى التكافل والتراحم والعدالة الاجتماعية بعتبارها قيمًا حثنا عليها الإسلام ونحن في هذا الشهر الكريم يجب علينا أن نتمسك بها ونعمل بها، وطالب الرئيس السيسي علماء الأزهر الشريف بالاستمرار في مواصلة جهودهم ومساعيهم المحمودة لتجديد الخطاب الديني ونشر تعاليم الإسلام السمحة.
وطالب الرئيس العلماء بإعلام الناس بأن الدين هو المعاملة والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ودعا جميع المصريين إلى استلهام روح الشهر الكريم لنبذ الخلافات حتى نبني وطننا، مشددًا على ضرورة الاهتداء بأخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وترجمتها على أرض الواقع منبها إلى ضرورة إعلاء قيمة العمل حيث إننا ما أحوجنا إلى هذه القيمة الآن.
وطــالب الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نبذ الفرقة والخلاف التي تتسبب في شق الصف والوحدة في مواجهة التحديات مؤكدا أن الأمة العربية والإســلامية تواجــه تحــديات تهــدد دولها وحياة مواطنيها.
وأكد الرئيــس أننا نواجه خطرا من بعض أعدائنا الذين يظهرون بمشروعات وأفكار مذهبية ومصالح خاصة حينما تضعف أوطانهم، مؤكدا أن من يتمتعون بمشروعات خاصة، وأفكار مذهبية قد يأتى يومًا لا يجدون فيه وطنا يتنازعون عليه.
وطالب الرئيس السيسي بالنظر إلى المواطنين ومواقفهم وسلوكهم والتســاؤل هل نحن أعلم الأمم وأكثــر الأمم نظافة وأكثر الأمم علمًا واختراعًا وصبرًا، مؤكدًا أن كل هذه الأمور تعكس صورة الإسلام أمام العالم.
وقال الرئيس: إن المسلمين الأوائل تصدوا وقاموا بتنقية علم الحديث واستبعدوا 600 ألف حديث ولم يخافوا من المساس بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وتساءل: "هل بالإمكان أن نقوم بعمل كهذا في الأمور الأخرى، لقد مكثت 5 سنوات أقرأ وأبحث للتأكد من حسن اختيارى لدينى وأجدد اختيارى لدينى" مشيرا إلى الخلاف الذي وقع بين السنة والشيعة في بداية الإسلام وتحول إلى مذهبين وخلاف عميق وفرقة بسبب الانسياق وراء الشيطان.
ودعا الرئيس السيسي علماء الأزهر الشريف لمواصلة الجهود في نشر صحيح الدين الإسلامي والتعريف بجوهره الحقيقي جاء ذلك خلال كلمته في احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر في قاعة المؤتمرات في مدينة نصر، وأقول لعلماء الأزهر الأجلاء ممن ينتمون إلى منبر العلم وأثروا الفكر بآرائهم الرشيدة واصلوا جهودكم للتعريف بجوهر الإسلام الحقيقي الذين يتنافي مع منهج التخريب.
وقال السيسي لعلماء الأزهر: "فهموا المسلمين أن الدين المعاملة، وأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده"، وكلف الرئيس السيسي علماء الأزهر بمواجهة الغلو والتطرف وعمل وقفة حقيقية والتصدى لهذا الفكر المنحرف للتفكر والفهم الصحيح.
وأكد الرئيس السيسي خلال احتفال مصر بليلة القدر الذي نظمته وزارة الأوقاف أن الدين أغلى شىء لدى الإنسان، قائلا: لا تمنعوا أحدا من الفكير والتدبر، وقال السيسي: إننا سنحاسب على عدم التفكير وأن ما نحن فيه هو الذي ضيع الدين بشكل كبير لرفضنا التصدى للواقع الذي نعيشه، لافتًا إلى أن الأمم لا تقوم إلا بالعمل والجهد والصبر ولن تقوم بتدمير أو قتل أو تخريب.
وتابع الرئيس أن مصر افتتحت الكثير من المشروعات الكبرى في كل المجالات خلال الفترة الماضية وستواصل العمل على افتتاح المشروعات نحو المستقبل في أمن واستقرار.
وقام الرئيس السيسي بتقبيل رأس الفائز بالمركز الثاني في الفرع الثالث بمسابقة القرآن الكريم العالمية بلال محمد السيد جمعة بعد إعلانه التبرع بــ5 آلاف جنيه لصندوق تحيا مصر من قيمة جائزته التي تبلغ 25 ألف جنيه.
