الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دراما العبث وقتل الأمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كم يبذل الإنسان من جهدٍ وتعبٍ تجاه الهدف الذي يسعى لتحقيقه، سواء كان للحصول على ترقية في العمل، أو التقرب من قلوب أحبها، أو أي هدف آخر، على اختلاف طبيعته، فتجد الكثير منا لا يكل ولا يمل من المحاولة والإصرار، لأن شيئا ما في داخله يحثه على الاستمرار وهذا الشيء هو الأمل المرتبط ببقاء الإنسان.

وحينما تكون الآمال كبيرة، يحدث أحيانا أن تكون الخيبات أكبر، وخاصة إذا تعلق مصير ذلك المشوار بقرارات أشخاص، قد لا يملكون من الإنصاف أبسطه، ولا يقدرون على تحمل المسؤولية، وهو ما شهدناه جميعًا في بيوتنا من خلال تسلل الفوضى إلى بيوتنا والتي تطل علينا من شاشات التليفزيون.

حيث ارتبطت صناعة الدراما في مصر بشهر رمضان الكريم كما لو كان سوقها الأول، دون وجود أدنى حد للمسؤولية من قبل صناع هذه الأعمال تجاه المجتمع، حيث تفتقد أغلب الأعمال المعروضة للقيم الإنسانية والمجتمعية والنماذج التي تحمل في طياتها صفات النجاح من خلال العلم والعمل والكد، بعد أن أصبح البطل إما تاجر مخدرات أو بلطجي أو تاجر سلاح، لتقتل هذه النماذج الأمل في نفوس شبابنا.

لقد أدى سيطرة بعض المنتجين على سوق الدراما إلى عقد صفقات مشبوهة مع القنوات وتجار الإعلانات، لتتحول الأعمال الفنية إلى تجارة على حساب المشاهد والمجتمع، بعد اعتمادها على القصص الرديئة الأداء المتصنع والمفتعل المبالغ فيه من أبطالها كما لو كان ذلك هو القصد والمقصد، ليصبح التصوير تقليدي وممل وإخراج ساذج يخلو من الإبداع الفني بمفهومه الصحيح.

إن غياب القيمة الأخلاقية والفضائل بالتزامن مع التلوث السمعي والبصري اللذان خلو من أي ذوق أدوا إلى سيطرة وسيادة العنف والصراخ وبذاءة الألفاظ التي ترسخ قيم الفوضى في المجتمع، كما أن أغلب الأعمال اعتمدت وتعمدت تجاهل وغياب الحلول لبعض الأزمات لتتجه نحو تصدير حلول الفساد وتقديمها في صورة مبهرة للشباب، حتى أصبح واضحًا جليًا للجميع أن أغلب الكتاب والممثلين والمخرجين لا يفقهون، بل يفقهون إنها أعمال لتدمير المجتمع وتغريب الجيل الحالي والأجيال القادمة.

وحتى نكون منصفين هناك بالفعل مسلسل أو اثنين على أقصى تقدير يقدمون قيم حقيقية ولوحة فنية رائعة، إلا أن هذه الروعة تاهت في بحور الانحطاط المسيطرة في باقي المسلسلات المعروضة، وهو ما يجعلني أتساءل من الذي يقف وراء إنتاج هذه الأعمال، حيث تقوم شركة غير مصرية بالاستحواذ على صناعة الدراما في مصر وهو الأمر الذي لا يخفى على أحد.

ولكي نحافظ على مجتمعنا علينا أن نعلم أنبائنا أن لقب الأسطورة ﻻ يطلق علي أمثال ناصر الدسوقي، بل الأسطورة الحقيقية أمثال الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حمل كفنه على يده في 3 يوليو 2013 من خلال انحيازه لإرادة الشعب، كما أن «الأسطورة» هم أمثال الدكتور مجدي يعقوب، والدكتور محمد غنيم، والمهندس هاني عازر، والدكتور مصطفى السيد.