الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عدنان إبراهيم.. خطوات نحو التجديد تشوبها الخزعبلات

 الداعية الفلسطيني
الداعية الفلسطيني عدنان إبراهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن الداعية الفلسطيني عدنان إبراهيم استعداده لمناظرة هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، في إطار الحرب المتبادلة بينهما على الفضاء الإلكتروني، بعدما حذرت الهيئة الجماهير من مشاهدة "ضلالاته القائمة على سب رموز الصحابة، والمليئة بالتناقضات والمتضخمة بالأنا". وهو ما يثير التساؤلات عما إذا كان إبراهيم، الذي لم يعرفه الكثيرون إلا بعد تلك الحرب، مجددًا يحارب الوهابية والتطرف أم يحيط نفسه بهالة مزيفة.
وُلد عدنان في 1966 لعائلة فقيرة تعيش بمخيم النصيرات في قطاع غزة بفلسطين المحتلة، وبدأ حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، وتلقى مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي بمدارس المعسكر التابعة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، ثم سافر إلى يوغوسلافيا السابقة لدراسة الطب، ولكن بسبب ظروف الحرب الأهلية في منطقة البلقان اضطر للانتقال إلى فيينا عاصمة النمسا لاستكمال دراسته في أوائل التسعينيات، وحصل على الجنسية النمساوية.
وبعدها انتقل إبراهيم إلى لبنان للدراسة بكلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية، وتخرج فيها ليعود إلى النمسا مرة أخرى ويحصل على المرتبة الأولى في مسابقى تجويد القرآن على مستوى القارة الأوروبية في 1995، في مسابقة عُقدت في العاصمة الكرواتية زغرب، ثم يبدأ رحلته مع التجديد الديني بالحصول على شهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة فيينا في 2014، في موضوع سن السيدة عائشة وقت زواجها من الرسول محمد، وهو الأمر الذي يستخدمه الرجعيون لتبرير زواج الأطفال زاعمين أنها تزوجت الرسول في عمر التاسعة. وتلا ذلك حصوله على شهادة الدكتوراة في الفلسفة من نفس الجامعة أيضًا وفي نفس العام عن موضوع "حرية الاعتقاد في الإسلام ومعترضاتها: القتال، الذمة، الجزية، وقتل المرتد".
وبعد فوزه بتلك الدرجات العلمية أصبح إبراهيم عضوًا بهيئة التدريس بالأكاديمية الإسلامية في فيينا، لتدريس علم مصطلح الحديث وعلوم القرآن الكريم والتفسير وعلوم العقيدة والفقه وأصول الفقه على المذهبين السنيين الشافعي والحنفي. وتم إبعاده عن الخطابة في أحد المساجد التي استمر خطيبًا بها لمدة عشر سنوات، خلال الفترة من 1991 إلى 2000، وادعى في أحد دروسه أن إقصائه جاء لأسباب سياسية، لكونه "يحرض الشعوب على الاستيقاظ والخروج من الوهم". وبعد انقضاء تلك المدة شارك في تأسيس "جمعية لقاء الحضارات" في 2000، ويتبعها مسجد الشورى الذي يخطب به ويلقي دروسًا دينية.
ويبدو أن قضية التجديد كانت شغله الشاغل منذ الصغر، حيث ذكر موقعه الرسمي في التعريف به أن إبراهيم بدأ أولى محاولاته لتأليف الكتب في سن الرابعة عشرة، مؤلفًا كتابًا عن "المرأة في القديم والحديث"، واستمرت محاولاته للكتابة حتى سن العشرين ثم تفرغ للقراءة. وأصدر فيما بعد عدة مؤلفات وسلاسل محاضرات منشورة بعضها لمناقشة قضايا دينية، منها "مطرقة البرهان وزجاج الإلحاد" و"معاوية في الميزان" و"الغزالي الباحث عن الحقيقة"، لكن الغريب هو دخوله في مجالات لا علاقة لها بتخصصه لمناقشة قضايا فكرية، مثل "التعريف بمباحث الفلسفة" و"نظرية التطور: المؤيدات والمعارضات"؛ والذي وافق فيه نظرية وقال أنها أعجبته وسحرته، وأنه يعارضها فقط في أن الإنسان أصله من القرود، وخالف معظم الآراء الدينية القائلة بأن النظرية تخالف التصور القرآني للخلق.
وناقشت محاضراته أيضًا قضايا هامة عمل الفكر الوهابي لعقود على نشر أفكار خاطئة عنها، منها محاضرة عن ختان الإناث ضم فيها رأيه إلى رأي علماء الإسلام ممن يدينون تلك العادة الوحشية، ومحاضرة أخرى بعنوان "الرسول والسيف" تناولت توضيحًا لموقف الإسلام من الأديان والحضارات الأخرى، وماهية الجهاد المفروض في الإسلام والذي تنفذه الجماعات الأصولية والمتشددة بطريقة تعارض جوهر الدين بشكل تام. ورأى إبراهيم أن الإسلام قد تم اختطافه ليصبح حكرًا على "شيوخ وتيارات متحجرة تتناقض مع مبادئ الدين الإسلامي". ورغم كل محاولاته لتجديد الفكر الإسلامي إلا أنه يُعاب عليه بعض الأفكار والمبالغات، مثل تضخيم فكرة تأثير الحسد وأثره على الإنسان وزعم وجود تفسير علمي له.
قدم إبراهيم أيضًا عدة برامج تليفزينونية، كان طريفًا أن تكون جميعها على قناة سعودية هي "روتانا خليجية"، وهي برامج "هو الله" في رمضان 2012، و"رحمة للعالمين" في رمضان 2013، و"آفاق" في 2013. كان ضيفًا دائمًا في برامج "في العمق" في 2012، و"في الصميم" في 2013 و"الأسوة الحسنة" في رمضان 2014، و"ليطمئن قلبي" في رمضان 2015، وآخرها برنامج "صحوة" في رمضان الجاري.
وواجه اتهامات متوقعة بالزندقة والميل للشيعة، أبرزها جاء لخلافه مع السلفيين بعد اعبتره معازوية بن أبي سفيان بداية كارثة سيطرة الجماعات الإسلامية بعد الربيع العربي، وهاجمه عدة شيوخ منهم الموريتاني محمد ولد الددو، الذي دعا إبراهيم إلى مناظرة اعتذر منها معللًا ذلك بمرض أحباله الصوتية. أيضًا اتهمه بعض الشيوخ بأنه على علاقة بالمرجعية الشيعية مجتبى الحسيني الشيرازي. ولكنه نفى تمامًا أن يكون شيعيًا في محاضرة "الخرافة في خدمة الطغيان"، وأكد أنه سني يرى أن الشيعة مؤمنين موحدين لا يجوز تكفيرهم أو زندقتهم، وأفضل الحلول للتعامل معهم هي الحوار والمناقشة.
ونشرت هيئة كبار العلماء السعودية قبل أيام تغريدة على حسابها بموقع تويتر محذرة الجمهور من إبراهيم، لترد إدارة موقعه الرسمي وحساباته على مواقع التواصل ببيان قالت فيه أنها "لم تتفاجأ بالحملة الشرسة، والتي قد تكون منظمة، على عدنان إبراهيم، أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة". وقالت عن إبراهيم أنه تلقى تهديدات بالقتل وواجه محاولات عديدة لاختراق موقعه الرسمي، واتهامات باطلة ممن وصفتهم بأنهم "مشحونون بالحقد والكراهية وسوء التربية".
كذلك قالت عبر تويتر أن إبراهيم "على استعداد لمناظرة من ترشحه هيئة كبار العلماء، من كبار علمائهم وليس من صغارهم، على أن تبث مباشرة وعلى قناة محايدة". وهو ما استغله البعض في السخرية من إبراهيم، فقال نشطاء سعوديون على مواقع التواصل أنه سيتهرب من المناظرة في حالة موافقة الهيئة عليها، ودعاه الداعية اللبناني السلفي عبد الرحمن دمشقية إلى مناظرة أيضًا، قائلًا: "زعم إبراهيم أن الرجم منسوخ، ولنبدأ من هنا حيث قلده بعض الجهال، أنا جاهز وعساك شفيت من البحة في صوتك.. كذلك أدعوه للمناظرة حيث أثنى على ابن عربي القائل بوحدة الوجود، وزعم أن من طعن فيه قد تراجع عنه، أتحداه يقبل المناظرة".