رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أحمد عطا الباحث في شئون الحركات الإسلامية يكشف كواليس ثورة 30 يونيو (1-2)

أحمد عطا، الباحث
أحمد عطا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

(حماس أمنت مؤتمرًا للمعارضة السورية ووزير إعلام الإخوان عرض بيع تراث التليفزيون لقطر وخيرت الشاطر طلب من مرشح للرئاسة التوسط لدى السعودية مقابل دعمة في الانتخابات)

*أنصار بيت المقدس فصيل من الجيش الإسلامي الحر الذي سعى خيرت الشاطر لتكوينة بهدف السيطرة

*أجتمع خيرت الشاطر مع مبعوث الإتحاد الأوروبي والسفيرة الأمريكية التي مدته برموز العمل السياسي، والوضع الاقتصادي و السياسي و الأمني والعسكري بهدف إحكام السيطرة

كشف أحمد عطا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، عن أن حركة المقاومة الإسلامية حماس لبعت أدوار سيئة ضد الدولة المصرية على خلفية ثورة 25 يناير 2011 بخلاف اقتحام السجون، منها تجرؤ الحركة على إنزال مقاتليها لحماية مؤتمر للمعارضة السورية قبل الانتخابات الرئاسية في عام 2012 بأحد الفنادق في حي التجمع الخامس، برعاية قطر وتحت إشراف جماعة الإخوان المسلمين، فمصر كان يحكمها قطر وخيرت الشاطر.

وأضاف، أن جماعة الإخوان عرضت بيع مصر في مزاد علني، موضحًا أن وزير الإعلام الإخواني صلاح عبد المقصود قام بعرض تراث التليفزيون المصري للبيع على دويلة قطر، مؤكدًا أن مؤامرة الإخوان لم تكن الدولة فقط وإنما ضد رجال الأعمال وكافة المؤسسات داخل الدولة، فالجماعة كانت ترى نفسها بديلًا لكل مؤسسات الوطن.

ولفت الباحث في شئون الحركات الإسلامية، في الجزء الأول من حواره مع "البوابة نيوز"، أن خيرت الشاطر هو من كان يحكم مصر من مكتبه بمدينة نصر وأن رئاسة محمد مرسي للدولة كان شرفيًا، مؤكدًا أن كل الاتفاقيات والتحالفات كان يعقدها خيرت الشاطر بما يملك من نفوذ داخل الجماعة، وأستشهد بأحد المرشحين للانتخابات الرئاسية قبل أن تأخذ قرار بالدفع بأحد قياداتها للترشح في الانتخابات الرئاسية، طلب من الشاطر دعم الإخوان المسلمين في ترشحه في انتخابات الرئاسة، فكان رد خيرت الشاطر بالموافقة بشرط، أن يتوسط لدى المملكة العربية السعودية بأن يخفف توتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجماعة الإخوان المسلمين، وقبل هذا المرشح لكنه لم ينجح، وإلى نص الحوار...

 

* ما هي كواليس ثورة 30 يونيو في الذكرى الثالثة وكيف تعاملت جماعة الإخوان المسلمين مع الدعوة للحشد ضد التنظيم؟

- هناك تفاصيل كثيرة وأسرار أكثر يمكن أن تقال في الذكرى الثالثة لـ ثورة 30 يونيو، خاصة أن حركة المقاومة الإسلامية، فرع الجماعة المسلح في فلسطين قامت بتأمين عقد مؤتمر للمعارضة السورية قبل الأنتخابات الرئاسية، بأحد الفنادق بحي التجمع الخامس، ونزلت عناصر مقاتلة من الحركة لتأمين المعارضة السورية، وكان هذا المؤتمر برعاية قطر وتحت إشراف جماعة الإخوان المسلمين، مصر كان يحكمها قطر وخيرت الشاطر وأنا شاهد على هذا، وهذا يمثل اعتداء على الدولة بمؤسساتها في ظل حماية جماعة الإخوان ورعايتها كما ذكرت.

كان للحركة مكتب بالقاهرة كان يرتاده موسى أبو مرزوق بالقاهرة الجديدة، ولكن وجودهكان مرتبط بمرحلة وظروف فتح فيها الإخوان البلاد على مصراعيها.

كانت الجماعة تخطط للسيطرة على مقاليد الأمور من خلال جناحها المسلح كتائب عز الدين القسام، ولم يكن لديها مانع في أن تصوب أسلحة حماس ضد الشعب المصري من أجل السيطرة، غيرت أن ثورة 30 يونيو أفسدت مخططهم للأبد.

من ضمن ما كان يخطط له خيرت الشاطر تكوين الجيش الإسلامي الحر، وهو يقوم على استدعاء كل العناصر التكفيرية من باكستان وأفغانستان والشيشيان والعديد من الدول العربية والأوروبية، ليكونوا من خلاله نواة لهذا الجيش في شمال سيناء تحديدًا، فمن يسمون بأنصار بيت المقدس هو فصيل من مشروع خيرت الشاطر بما يسمى بالجيش الإسلامي الحر، الذي أطاحت به ثورة 30 يونيو.

لا أنسى عندما أتجه محمد البلتاجي وأسامة على خليفة، وهو كانوا وقتها أعضاء في لجنة حقوق الإنسان، واتجهوا لتفتيش إلى سجن المزرعة في الخامسة مساءً بما يخالف تعاليم السجون، رغم أن لا يملك أحد أن يقترب من بوابة السجن بعد الساعة الخامسة وبعد غلق الزنازين، لكنهم قاموا بالتفتيش على رجال مبارك ليس كنوع من التفتيش على رجال مبارك ولكن من أجل إذلال رجال مبارك.

ولن أنسى ما كان ينتوي فعلة صلاح عبد المقصود وزير الإعلام حينها، عندما قام بعرض تراث التليفزيون المصري بأكمله لبيعه للدويلة قطر، وهذا لا يقدر بالمليارات، وما فعله أيضًا حسن مالك هو أول من فكر في أن تكون جماعة الإخوان المسلمين بديلًا لرجال أعمال مبارك، وقام بالفعل بتأسيس شركة ضخمة لإستيراد اللحلوم ووضع ضوابط صارمة، ليس حفاظًا على مصر بقدر الإطاحة بكل رجال الأعمال الحقيقين، واستبدالهم برجال جماعة الإخوان المسلمين، وبالفعل نجحوا لفترة طويلة.

 

* كيف تعامل مكتب الإرشاد مع دعوات التظاهر لثورة 30 يونيو وما بدائله في حال نجاح الثورة؟

- مكتب الإرشاد الذي أعرفه قبل ثورة 25 يناير بقياداته، يختلف كثيرًا عن قيادات مكتب الإرشاد الذي شاهدتهم واقتربت منهم بعد ثورة 25 يناير حتى التعديلات الدستورية ونجاح مرسي، وبعدها أصبح لدى جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين، طموحات شخصية متمثلة في تصدر المشهد السياسي والوصول إلى مناصب حساسة في الدولة.

ومنذ بداية الوصول إلى ما تريده الجماعة من مناصب في الدولة، بدأت الصراعات غير المعلنة داخل مكتب الإرشاد بين الصف الأول والثاني، خاصة بعد خروج خيرت الشاطر وحسن مالك، كان هناك ما يسمى بفريق خيرت الشاطر، هذه المجموعة هي التي كانت تحكم الجماعة وتتابع العمل السياسي في مصر، مثل "سعد الكتاتني" و"صلاح عبد المقصود" الذي أصبح وزيرًا للإعلام، "أحمد عبد العاطي" مدير مكتب محمد مرسي، "عصام الحداد" "أسعد الشيخ"، هذه المجموعة التي دفع بها خيرت الشاطر إلى الاتحادية هي التي كانت تحكم مصر، وخلقت صراع غير معلن بين قيادات الجماعة، وهذ التوليفة عجلت بانهيار جماعة الإخوان المسلمين، خاصة أنهم كانوا يظنون أن الدولة قد غابت عنها أجهزتها الأمنية، بحرق جهاز أمن الدولة في مدينة نصر ولكنه كان أعتقاد خاطئ، لأن القوات المسلحة كانت تعزف منفردًا وكانت تراقب وتحافظ على مصر بشكل يتعدى جماعة الإخوان المسلمين.

 

* تحدثت عن حكم خيرت الشاطر لمصر من وراء الستار إلى أي مدى كان متدخلًا في شئون حكم مصر في عهد محمد مرسي؟

- محمد خيرت عبد اللطيف سعد الشاطر، هو المرشد الحقيقي للجماعة، فهو من خطط لمستقبل التنظيم لمدة مائة عام، خيرت الشاطر عقد أكثر من ستة لقاءات خلال فترة حكم المعزول، مع العديد من مبعوث الاتحاد الأوروبي والسفيرة الأمريكية والتي كانت تمد خيرت الشاطر بالمعلومات المختلفة عن رموز العمل السياسي، والوضع الاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري، حتى يستطيع أن تسيطر الجماعة لأقصى مدى وتحكم مصر لسنوات طويلة، الأمريكان كانوا يريدون إزلال مصر وكسرة القوات المسلحة، وكانوا يستخدمون الإخوان لتصدرهم المشهد السياسي في هذا الوقت لتنفيذ هذا المخطط بعلم خيرت الشاطر.

خيرت الشاطر كان يحكم مصر من مكتبه في مدينه نصر، إلى أي مدى كان هذا الرجل قوي ويتمتع بنفوذ قوي، لا أنسى يوم أن اتجه قبل انتخابات الرئاسة قبل أن يصل محمد مرسي وينجح في انتخابات الرئاسة، اتجه أحد مرشحي الرئاسة المعروفين، اتجه لزيارة خيرت الشاطر في مكتبه يطلب منه دعم الإخوان المسلمين في ترشحه في انتخابات الرئاسة، فكان رد خيرت الشاطر بالموافقة بشرط، أن طلب من هذا المرشح أن يتوسط لدى المملكة العربية السعودية بأن يخفف توتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجماعة الإخوان المسلمين، وقبل هذا المرشح لكنه لم ينجح.

لن أنسى أيضًا عندما طرح خيرت الشاطر منطقة نزلة السمان والأهرامات، تحت نظام التأجير البيعي لمدة 30 عام بمقابل 8 مليار يورو، وكانت ستتجول منطقة الأهرامات إلى منطقة ترفيهية تديرها أحد الشركات القطرية.

 


 

* كيف كانت ترى جماعة الإخوان أعداد المتظاهرين في ثورة 30 يونيو.. وهل كانت هناك سيناريوهات مجهزة ترتبط بفكرة المواجهة؟

- وقت ثورة 30 يونيو ومع اقترابها، أبلغت المخابرات التركية خيرت الشاطر من خلال التنظيم الدولي، نصًا "بلغ خيرت الشاطر بأن هناك ثورة قادمة"، ومنذ ثورة 25 يناير كان لجماعة الإخوان المسلمين في مصر جهاز مخابرات "وفا"، هذا الجهاز هو جهاز مخابرات حماس ومكتب الإرشاد، عمل من اليوم التالي لجمعة الغضب حتى ثورة 30 يونيو، هذا الجهاز كان يجمع معلومات عن كل صغيرة وكبيرة داخل مصر، لأن مكتب الإرشاد كان لا يثق سوى في رجاله، لا يثق في القوات المسلحة ولا يثق في أي جهاز أمني، حيث كانت للجماعة مجموعة من المشاريع المختلفة لتغيير مصر، أول هذه المشاريع هو إلغاء وزارة الداخلية وتحويله لهيئة نظامية إسلامية.

أما عن وجود سيناريوهات مجهزة لدى الإخوان لمواجهة غضب الشعب المصري، فلم يكن هناك وضعية معينه تتعامل من خلالها الجماعة وقت الثورة، فلم يكن لدى الجماعة الإرهابية إرادة سياسية تحكم من خلالها مصر، فالجماعة كانت لا تتمتع بأسلوب علمي ولم يكن لديها كوادر تحتفظ بهم من محافظين أو وزراء، ولكن كان لديها مشروع إسلامي وضعة حسن البنا منذ بداية تأسيس الجماعة عام 1928، ولهذا كان الانهيار سريعا، بدأً من تصرفات انتقدها العالم من رئيس غير مؤهل لحكم مصر، تصرفات شخصية ظهرت أمام العالم وكانت محل سخرية للشارع المصري.

ولكن كان هناك استعدادت دموية من قبل الجماعة الإرهابية، ردًا على ما يرونه انقلاب لعزل أحد أفراد جماعتهم من الحكم، الإخوان كان يخططون إلى هلاك مصر والإطاحة بها انتقامًا من القضاء عليهم وكشفهم امام الشعب المصري بل والعالم أكمله.

خيرت الشاطر رفض طلب المرشد، بأن يدفع بعناصره إلى الشارع المصري، ليس خوفًا على الشعب المصري، بقدر ما هو خوف من القوات المسلحة، وحسب المعلومات المؤكد لدى لقد بكى خيرت الشاطر في مكتبه في مدينة نصر، ليلة 30 يونيو لعلمه بحجم الهزيمة التي ستحاط به وبجماعته، ولعدم توقعه أن طموحات وفكر الجماعة في السيطرة على مصر سينهار بعد عام واحد.

 

* ماهي الأسباب التي أدت إلى توتر علاقة الإخوان بالإعلام والقضاء؟ 

- كان القضاء هو الهدف الأساسي لمشروع الخلافة الإسلامي للجماعة، كانوا يعملون بكل جهدهم بتصفية القضاء وذبحه، القضاء هو الشوكة التي كانت عالقة في حلق قيادات جماعة الإحوان المسلمين ومكتب الإرشاد، كان هناك مخطط واضح لتصفية القضاء وأخونته، القضاء كان مسبب أزمة للمعزول محمد مرسي، فلن ينسى التاريخ دور القضاء الذي كان داعم لثورة 30 يونيو، ودورهم الإيجابي الوطني عندما رفضوا قرار عزل النائب العام المستشار عبد المجيد محمود.

اما الإعلام فشهد مبني ماسبيرو، الدمار الحقيقي على يد الجماعة الإرهابية، حيث تم تعين 1500 عنصر في مبني ماسبيرو، تحت مسمى مصابي الثورة وهو عناصر جماعة الإخوان المسلمين داخل ماسبيرو، صلاح عبد المقصود الوزير الإعلامي الإخواني، كان لو استمر كان سيفكك مبني ماسبيرو من بيع التراث وتصفية الكوادر، وكان هناك مخطط للجماعة في حالة استمرار حكمهم كان سيباع ماسبيرو آجلا أو عاجلًا، ولا تزال العديد من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية داخل العديد من مؤسسات الدولة والعديد من الوزارات حتى الآن، وهنا تكمن الخطورة.

 

* هل كان هناك اختراق للإعلام والقضاء من قبل الجماعة وقت حكمها ؟ وما شكل هذا الأختراق؟

- القضاء والإعلام بالتأكيد كان هدف حيوي ومهم للسيطرة على الدولة، أثناء حكمهم، لكنهم ناجح في الإعلام وفشل في القضاء، وذلك يرجع لأسباب عديدة، القضاء رجال قانون ولهم تاريخ في العمل القضائي وعلى درجة من الثقافة القانونية والوعي، وجميعهم يعلمون خطورة حكم الإخوان المسلمين، فكانوا حائط صد متمثل في نادي القضاء ضد جماعة الإخوان المسلمين، ولولا ثورة 30 يونيو كانت جماعة الإخوان ستعلن عن مذبحة للقضاء المصري، لفشل الجماعة في السيطرة عليها