السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

سامعينك.. عم "خليل".. سبعيني صنعته البالونات

 عم خليل مختار
عم خليل مختار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالونات ملونة كبيرة الحجم ذات الجنيه الواحد، هي رأس ماله، وشمس صيف حارقة في نهار رمضان الصائم ، بجسد نحيل اشرف علي السبعين وعمامة كبيرة لم تدفع عن وجهه الذي حاوطته التجاعيد لهيب الحرارة، جلباب بسيط انهكته السنين وعصا ومزمار بحت من العزف عليه تلك الحناجر المسنة التي بدأت رحلتها مع الشقاء منذ اكثر من ٦٠ عاما، أنه العم خليل صانع البهجة، بائع البالونات بحي الدقي.
ربما هي الصدفة التي جمعتنا به من دون عمد علي قارعة الطريق ولكنه الفضول الصحفي من جعلنا نقرر اقتحام عالمه وسؤاله، هل الاتجار في بجنيه يكفيك حاجة اسرتك بالونه سؤال الناس فكانت الإجابة: فضل ونعمة من ربنا مش احسن ما أخد الجنيه شحاته وأنا فارد ايدي ؟
افحمتنا الاجابة ولكنها دفعتنا لاستكمال الحديث معه للإجابة علي باقي التساؤلات التي كشفت عن هويته
هو عم خليل مختار،٧٠ عاما جد ل٩ من الاحفاد،يعيش وزوجته بمنطقة السيدة عائشة، أما عن لقمة عيشه فبدأت رحلته معاها مذ أن كان عمره ٩ سنوات حين اصطحبه أبوه للعمل معاه ضمن عمال التراحيل.
جاء من الصعيد لأم الدنيا باحثا عن باب رزق حلال كما يقول عمل في شتي المجالات حتي تزوج وانجب وربي اولاده وتخرج من تخرج وتسرب من تسرب من التعليم ،ظل يعمل في مهنة المعمار ورفع الرمل والطوب وبقايا الهدد حتي كبر سنه ولم يعد يقوي علي العمل،ليس له اي دخل ثابت سوي ما يساعده به بعض الابناء ،فلم يجد بدا من البحث عن همل غير مرهق يناسب سنه وشيخوخته.
" بحب الاطفال وبفرح بفرحتهم والبالونة بتفرح الغني والفقير،ومفيش طفل إلا وبيحلم يلعب، علي فكرة انا ليه زبون حلو في الدقي وكل يوم بياخدوا بالونات لاولادهم مني وبروح مبسوط الحمد لله "_ نص حديثه.
وبسؤالنا عن المكسب استراح العجوز ووضع ساقه اليمني علي و قال: والله خير ربنا كتير وساعات ببيع كيسينواحيانا اكثر، المهم انى برجع مبسوط وربنا راضينيعشان الحاجه.
"لست مريض بأي مرض عضوي الحمد لله لكن بعض الزباين بتخاف تاخد البالونة مني منفوخة عشان نفسي فيها وبينقل الامراض،وهو ما يزعجني احيانا لذا احيانا ابيعها بدون نفخ راحة لنفسية الام"_هو ما اوضحه
ولانه عطوف القلب أضاف: حيانا اهدي البالونات للاطفال عندما اجد اصرار من الام علي عدم الشراء وبكاء حار من الطفل ، بقول يمكن ظروفها مش مساعدة بس العيل عقله علي اده_حسب خليل.
من السابعة صباحا يطوف شوارع الدقي علي نغمة من مزماره تدركها اذان الاطفال التي تنتظره بشغف، إلى أن ينتهي يومه مع الرابعة عصرا_قصة من الواقع كان بطلها العم خليل.