الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أربعة كتب للقراءة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرفتُ اسم توم فلتشر وهو يعمل سفيرًا لبريطانيا فى لبنان بين ٢٠١١ و٢٠١٥. وقد صدر له كتاب أخيرًا عنوانه «الدبلوماسية العارية، القوة وفن السياسة فى العصر الرقمي»، وذهبت ابنتى وابنى لسماعه فى محاضرة، وعادا إليّ بالكتاب.
كنت أرجو أن يكون كتابه عن تجربته فى لبنان والمنطقة حوله، إلا أننى وجدت أنه يتحدث عن زمن آتٍ تغيِّرت فيه التكنولوجيا الديبلوماسية. وكان صرَّح بمثل هذا فى وداعه لبنان على الإنترنت. هو أصغر سفير بريطانى منذ مائتى سنة، وعمِل لحكومات تونى بلير وجوردون براون وديفيد كاميرون، وهو الآن أستاذ زائر فى جامعة نيويورك يدرِّس العلاقات الدولية. هذا يعنى أنه يستحق أن نسمع ما يقول. الكتاب يفوق مداركى التكنولوجية، فهى تقتصر على استعمال «موبايل» وإرسال تكست، إلا أن توم فلتشر يقسِّم كتابه فى ثلاثة أجزاء كبيرة. الجزء الأول يراجع تاريخ الدبلوماسية من الصين إلى أوروبا، وكانت المادة مقروءة ومفيدة. الجزء الثانى وجدته صعبًا وهو يتحدث عن ديبلوماسية رقمية فى المستقبل، وتجاوزت أكثره، ووصلت إلى الجزء الثالث ووجدته يحكى عن دور الناس فى عالم متواصل توفره التكنولوجيا.
الكتاب لم يكن ما توقعت، أو أردت، إلا أنه يستحق القراءة.
أنتقل إلى كتاب آخر ما كنت لأقرأه لولا كثرة ما قرأت من عروض له فى الصحف الكبرى من «نيويورك تايمز» و «وول ستريت جورنال» فى الولايات المتحدة إلى «التايمز» و«التلجراف» و«الجارديان» و«الإيكونومست» فى لندن. بل إن «الإندبندنت» نشرت عرضًا له قبل إغلاقها. الكتاب هو «مضاد للهشاشة، أشياء يمكن أن تكتسب من الفوضى» من تأليف نسيم نيكولاس طالب، وهو فيلسوف لبنانى أصله من أميون، وأستاذ هندسة المغامرة فى أحد معاهد جامعة نيويورك.
سبق له كتاب ذائع هو «البجعة السوداء» ويقول فيه إن الصدمات والكوارث وأحداثًا لم يتكهّن بها أحد صاغت العالم وستظل تصنعه. فى كتابه الجديد لا يتردد فى إبداء سلبيته إزاء الاقتصاديين ورجال المصارف وأساتذة الجامعات والصحفيين فكل من هؤلاء يمارس «مهنة زائفة»، حتى إن توماس فريدمان لم يسلَم من قلمه. لعله يحاسب الآخرين لأنه يرى أنهم لا يدفعون ثمن أخطائهم. هو يرى أن لا سبب للتدخل لإصلاح أخطاء الاقتصاد أو المجتمع، وإنما يكفى استعمال الموقف السلبى لأن الوضع سيُصلح نفسه فى النهاية.
هو كتاب آخر يستحق القراءة، والنقاد يعطونه أعلى علامات، والكاتب يعالج موضوعه الشائك.
ضاق المجال وعندى كتابان آخران، ومجرد إشارة إليهما اليوم.
- «الطابور» من تأليف عالمة نفس وصحفية مصرية هى بسمة عبدالعزيز، وقد صدر بالعربية سنة ٢٠١٣، أى قبل مجيء عبدالفتاح السيسى رئيسًا وحصلتُ على ترجمة إنجليزية له، وعروض تمتدحه كثيرًا وإلى درجة المقارنة برواية جورج أورويل «١٩٨٤» وثلاثية نجيب محفوظ، أو أن الرواية «كافكاوية» نسبة إلى الروائى فرانز كافكا.
باختصار، الرواية تتحدث عن مجتمع dystopic، أى أن سمته البؤس والقمع والمرض وكل مصيبة أخرى.
أريد أن أحصل على الكتاب بلغته الأصلية العربية، إذ يبدو أنه نادر من نوعه.
- «غزة نموذجًا» والمحررتان هما البروفيسورة هلجا طويل - سورى ودينا مطر. وأقرأ أن غزة نموذج لقسوة هذا العالم وبربريته.
سأحاول أيضًا أن أحصل على هذا الكتاب بالعربية إذا ترجِم، وسأعود إليه مع الكتاب «الطابور» راجيًا أن أشجع القراء على طلبهما.