أثار قرار وزير التربية والتعليم، أول أمس، بتأجيل امتحانات الثانوية العامة، بعد تسريب امتحان الديناميكا، غضًبا كثيرًا من الطلاب، وذلك بسبب زيادة الضغط عليهم.
قال الطالب عبدالرحمن مدحت صلاح، بالصف الثالث الثانوي الشعبة الأدبية: "حسبي الله ونعم الوكيل"، مطالبًا كل مسئول ليس على قدر المسئولية بالرحيل، معربًا عن استيائه التام ورفضه لتأجيل الامتحانات.
وأضاف "صلاح"، تم تأجيل امتحان التاريخ بالنسبة للشعبة الأدبية بجانب امتحان التربية الدينية، مؤكدًا أن التأجيل له بالغ الأثر السلبي على الطلاب المجتهدين الذين لا يعتمدون على الغش، ويصيبهم بالإحباط، لاافضًا فكرة إعادة الامتحانات مرة أخرى نهائيا، معللًا ذلك بأن كل الطلاب ينتظرون الانتهاء من كابوس امتحانات الثانوية العامة بفارغ الصبر، لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينفقوا أموال طائلة مرة أخرى على "مافيا" الدروس الخصوصية.
وتابعتوالدة الطالب عبدالرحمن صلاح : "لدي كارثة اسمها الثانوية العامة، سنة الظلم كما أطلقوا عليها، والتي لا يعرف أحد متى سوف تنتهي الامتحانات فيها ، واصفة وزير التربية والتعليم بأنه أسوأ وزير تولى المسؤلية ، مؤكدة أن الجميع يعيش في عملية عبثية وتهريج وليست عملية تربوية تعليمية، مع تناسيهم أن الثانوية العامة مسقبل أبنائنا، وأن الشباب الصاعد الذي سوف يلقى على عاتقه تحمل مسؤلية البلد في الغد القريب، متساءلة: كيف يتحمل تلك المسؤلية وهو مقبل عليها بإحباط وظلم واضح؟
وفي نفس السياق أكد الطالب محمود نشأت، من مدرسة أبورديس الثانوية، أن عملية تسريب الامتحانات هذا العام زادت عن حدها، متسائلًا: ما ذنب الطالب الذي ذاكر طوال العام فيما يحدث؟، فمنذ أن بدأت الامتحانات نفاجيء بعملية التسريب ثم التأجيل ثم التسريب ثم التأجيل، والضحية في النهاية هو الطالب ، وحالته النفسية التي أصبحت في الحضيض، وأسرته التي تتمنى أن تنتهي الامتحانات بفارغ الصبر.
من جانبه قال عصام أحمد إبراهيم، رئيس لجنة شؤون المعلم بنقابة المعلمين بجنوب سيناء: إن ما حدث فى الثانوية هذا العام مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، متعجبًا من عجز الدولة عن الوقوف أمام هذا الأمر، والتمادى فى الكبر، مشيرًا إلي أنه كان من الأفضل تأجيل الامتحانات كاملة بعد تسريب أول يوم وتوفير الأموال الطائلة التى أنفقت وستنفق في إعادتها.
وأكد الدكتور أسامة عبدالمنعم، خبير التنمية البشرية، أن تسريب امتحانات الثانوية العامة يعد أكبر دليل على الفساد المنتشر داخل وزارة التربية والتعليم، مطالبًا بإقالة وزير التربية والتعليم، لافتًا إلي أن المسئولية مشتركة بين الطلاب وأولياء الأمور ووزارة التربية والتعليم، فالوزارة غير قادرة على منع تسرب الامتحانات والأبناء يسعون إلى الغش على حساب المتفوقين، والأهالى يشجعون أبناءهم على الغش للتخلص من شبح الثانوية العامة بأى طريقة.
وأضاف "عبد المنعم" أن أولياء الأمور عليهم دورا كبيرا فى ترسيخ القيم الإيجابية لدى أبنائهم، من خلال التركيز على إرساء القيم والمثل العليا، للحفاظ على مستقبل الوطن، فوطن بدون قيم لن يتحرك خطوة واحدة الى الأمام، مشيرًا إلي أن سبب تأخر مصر خلال العقود الماضية، أن الكثير لم يحصلوا على حقوقهم الحقيقية، فحينما يغش الطلاب يصبح لدينا الطبيب والمهندس والمعلم الفاشل، قائلًا: إن الأمم لن تنهض إلا بسواعد أبنائها وليس بالغش والتدليس.
