الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

نائب رئيس جامعة الأزهر: الذكر عبادة والدعاء أفضل أنواع الذكر

الدكتور محمد محمود
الدكتور محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقيمت أمس الأمسية الرمضانية الواحدة والعشرين " من مسجد "الإمام الحسين بن على (رضي الله عنهما) تحت عنوان "فضل الذكر"، حاضر فيها الدكتور محمد محمود أبوهاشم نائب رئيس جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بحضور نخبة من قيادات وشباب علماء الأوقاف عــلى رأسهم الدكتور هشام عبد العزيز معاون رئيس القطاع الديني، ولفيف من قيادات الأوقاف ورواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور محمد محمود أبوهاشم، أن الذكر عبادة جامعة لكل العبادات، فعلى المسلم أن يذكر ربه بلسانه وجوارحه وقلبه، وأن ينطق بأسمائه وصفاته تعالى، والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، مشيرًا إلى أن ذكر الجوارح: بمنع اليد عن البطش، ومنع الرجل عن المشي إلى الحرام، وذكر الأذن بامتناعها عن سماع الغيبة والنميمة، فذكر الجوارح بامتناعها عن كل ما يغضب الله تعالى، ثم يرتقي العبد بعد هذه المرحلة بأن يصل إلى مرحلة ذكر القلب، وهي عيش القلب مع الله عز وجل بالكلية، حتى ينقش اسم الله تعالى على القلب.
كما أكد أن من بركة الذكر جلوس الملائكة، وأنه يفيض على من جالس أهل الذكر رحمة وفضلا كما جاء في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: أَمَا إِنَّهُ مَا جَلَسَ عِدَّتُكُمْ إِلَّا جَلَسَ مَعَهُمْ عِدَّتُهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةَ، إِنْ سَبَّحُوا اللهَ سَبَّحُوهُ، وَإِنْ حَمِدُوا اللهَ حَمِدُوهُ، وَإِنْ كَبَّرُوا اللهَ كَبَّرُوهُ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ إِلَى الرَّبِّ تَعَالَى وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ فَيقُولُونَ: يَا رَبَّنَا عِبَادُكَ سَبَّحُوكَ فَسَبَّحْنَا، وَكَبَّرُوكَ فَكَبَّرْنَا، وَحَمِدُوكَ فَحَمِدْنَا، فَيَقُولُ رَبُّنَا: يَا مَلَائِكَتِي، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَيقُولُونَ فِيهِمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ الْخَطَّاءُ؟ فَيَقُولُ: هُمُ القَوْمُ لَا يَشْقَى جَلِيسُهُمْ "، وكذا لما قال أَعْرَابِي لرَسُول اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَنْبِئْنِي بِشَىْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. فَقَالَ: «لَايَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»، مشيرًا إلى أن الذكر يغفر الذنوب، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَسِيرُ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ « سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ»، قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ»، كما يكفر الذكر الخطايا، كما في الحديث "إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلا كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ أَتُنْكِرُ شَيْئًا مِنْ هَذَا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لَا يَا رب فَيَقُول أَلَك عُذْرٌ أَوْ حَسَنَةٌ فَيُبْهَتُ الرَّجُلُ وَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَيُخْرِجُ لَهُ بِطَاقَةً فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا تظلم فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتَ السِّجِلاتُ وَثَقُلَتَ الْبِطَاقَةُ قَالَ فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْم الله شَيْء".. فالذكر مغفرة للذنوب وستر للخطايا والعيوب.
ولفت إلى أن الدعاء من أفضل أنواع الذكر، وخاصة في هذه الأيام المباركة ليالي العشر الأواخر من رمضان وتحريها بالذكر والدعاء، مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أرشد الأمة إلى أن أفضل أنواع العبادة في العشر الأواخر، فعَنْ عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»، فعلى الجميع اغتنام هذه الأوقات الشريفة بالذكر والدعاء لنفوز بغفران الذنوب وستر العيوب.