رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

هاني أبوالحسن.. لغز المركز القومي للمسرح.. أصدر كتابا به أخطاء كارثية.. ورئيس المركز السابق: عار علينا (5)

هاني أبوالحسن - عمرو
هاني أبوالحسن - عمرو دوارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توقفنا خلال الحلقة الماضية من ملف (هاني أبوالحسن.. لغز المركز القومي للمسرح)؛ بالإشارة إلى الشلل الذي أصاب مشروع النشر بالمركز منذ تولى هاني الإشراف عليه؛ فمنذ عدة أعوام لم يصدر المركز سوى عدة كتب تعد على أصابع اليدين وهو أمر غير مسبوق ويعد انتكاسة كبيرة في تاريخه.

وفي هذه الحلقة نعرض فضيحة من العيار الثقيل خاصة بكتاب "فرقة المسرح الحديث"؛ لأن ما حدث به يعتبر كارثة وجريمة أدبية توجب التحقيق الفوري وسحب الكتاب من التداول فورا؛ وليس التكتم عليه وعدم توزيعه وإهدائه كما يحدث الآن بعد اكتشاف الفضيحة.

فقد دأب "المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية" على إصدار عدة كتب توثيقية بالاستعانة بخبرات بعض كبار المتخصصين مع كتابة عدة أسماء لبعض العاملين بالمجلس كمجلس تحرير لضمان تخصيص وصرف المكافآت لهم، وبالطبع يتصدر جميع الأسماء وبصورة مستمرة ومبالغ بها د.هاني أبو الحسن بوصفه رئيس التحرير، ومن تلك الإصدارات، كتاب بعنوان "فرقة المسرح الحديث"، من إعداد سمير حنفي، فبخلاف اسم المعد - الذي كان موظفا خلال تلك الفترة بالمركز - تضمن الكتاب أسماء كل من: د.عاصم نجاتي (رئيس المركز ورئيس مجلس الإدارة)، د.هاني أبو الحسن (رئيس التحرير)، على عبد المنعم عواد ومحمد مسعد (المشاركين في الإعداد)، وبالطبع حينما يصدر كتاب عن مركز متخصص كالمركز القومي للمسرح ويكتب عليه تلك الأسماء لمسرحيين من المفترض أنهم من المتخصصين بمجال الدراسات المسرحية نتوقع أن يصبح مرجعا معتمدا لجميع الباحثين بعد ذلك، ولكن للأسف فقد تضمن كثير من المغالطات والأخطاء التاريخية الكبيرة التي لا يمكن تقبلها، مما يدل على أن مجلس التحرير وبالأخص رئيسه د.هاني أبو الحسن لم يبذل أي جهد في المراجعة، وذلك بخلاف السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه لماذا أساسا المغامرة بتكليف أحد الموظفين بالمركز - قبل خروجه لسن التقاعد مباشرة - بتقديم كتاب يتناول موضوعا في منتهى الأهمية خاصة وأنه لم يسبق له إصدار مثل هذه الكتب خلال تاريخه الوظيفي كله!!.
والكتاب يقع في 168 صفحة تتضمن بخلاف كلمات المسئولين والفواصل وقوائم العروض والأشكال التوضيحية بعض الصور (للعروض والأفيشات وبرامج العروض)، وبالتالي لم تتجاوز صفحات الدراسة - والمتضمنة بعض الصور أيضا - أربعين صفحة فقط!!، ومن المفترض أنها تتضمن توثيقا فنيا مع تقديم تحليل نقدى لإنتاج الفرقة، والتي بلغ عدد عروضها المسرحية أكثر من 220 عرضا، تناولت أحداثا سياسية واجتماعية وثقافية هامة خلال مساحة زمنية أكثر من نصف قرن (1962-2014). ومع ذلك لم يقدم "الكاتب/ المعد" أي منطق أو تبرير لاختيار تلك الصور دون غيرها!، خاصة وأن صور العروض لم تزد عن 44 عرضا أي ما يساوي 20% فقط من إجمال العروض، وأيضا لم تتعد صور برامج العروض 22 أي بنسبة 10%، وكذلك لم تتعد صور الأفيشات 24 صورة أي مايقرب من نسبة 10%، هذا وتجدر الإشارة إلى تكرار صور بعض العروض مع غياب صور عروض وبرامج وأفيشات عدد كبير من العروض المهمة!!
ومما يثير الدهشة والتعجب فعلا أن المعد قد وصف كتابه هذا بالمقدمة بأنه مرجع هام عن تاريخ المسرح الحديث!!، كما ذكر بقائمة المراجع الاستعانة بمقتنيات المركز القومي للمسرح (صور توثيقية/ ملفات توثيقية/ بامفليتات/..) وإن كان قد قدم أيضا اعتذارا عن بعض القصور به لضيق الوقت (ثلاثة أشهر) ولغياب المراجع، وبالطبع لا يمكن قبول هذا الاعتذار كتبرير لتضمن الكتاب لهذا الكم الكبير من المغالطات والأخطاء، حتى أن ناقدا ومؤرخا مسرحيا كبيرا بقامة د.عمرو دوارة - والذي منحه نخبة من كبار النقاد والمسرحيين ألقاب مثل "حارس ذاكرة المسرح المصري" و"جبرتي المسرح المصري المعاصر"، تصدى لهذا العبث بكل جرأة وموضوعية وطالب من خلال دراستين تم نشرهما بجريدة مسرحنا بضرورة مصادرة الكتاب وإعدامه فورا محافظة على تاريخنا مع محاسبة المسئولين عن إصداره وإهدار المال العام. وقد تضمنت كشفا لبعض الأخطاء الجسيمة التي وردت بالكتاب - بخلاف الأخطاء المطبعية والمعلومات الناقصة - وذلك من خلال إلقاء الضوء عليها في عدة نقاط وملاحظات مركزة وصل عددها إلى أكثر من خمسة وعشرين ملاحظة أساسية!!، مما يكشف عن مدى فداحة الجرم في تزييف تاريخنا الفني، خاصة وأنه على سبيل المثال قام باعتبار إسقاط أكثر من عشرة عروض من قائمة إنتاج الفرقة على أنها ملاحظة واحدة، كما اعتبر إضافة أكثر من عشرة عروض من إنتاج الفرق الأخرى إلى قائمة عروض الفرقة على أنها ملاحظة واحدة أيضا!!. ونظرا لأهمية الدراسة التي قدمها د.عمرو دوارة بمجلة مسرحنا التابعة لهيئة قصور الثقافة، والتي توضح حجم العبث نقتطف تلك الأجزاء منه فقط لإيضاح مدى الجرم؛ ولذا سوف نكتفي هنا بإجمال أهمها في مجموعة النقاط التالية: 



أولا - إغفال كثير من المعلومات المهمة:
إسقط الكتاب وأغفل للأسف كثير من المعلومات والحقائق المهمة من الذاكرة المسرحية والفنية ومن بينها على سبيل المثال:
- أغفل ذكر أكثر من عشرة عروض من إنتاج الفرقة ومن بينها على سبيل المثال: حد مرتاح (1965)، خوفو (1966)، شارع البهلوان (1977)، أراجوز الحارة (1981)، الكراسي (1998)، حلم ولا علم، بعد العرض، حب تحت طلقات الرصاص، كنا بنحلم (2005)، الخروج إلى النهار (2007)، بنحبك يارسول الله (2009).
- عدم توثيق أسماء أعضاء الفرقة منذ تأسيسها 1962/1963 وحتى الآن، حيث كان من اليسير على الأقل - تسجيل أسماء أعضاء الفرقة الذين ساهموا بالأعمال الأولى ثم تسجيل القائمة الحالية بما تضم من فنانين وفنيين.
- تجاهل أسماء جميع المبدعين الموسيقيين الذين ساهموا في إثراء عروض الفرقة بإبداعاتهم، فلم يتم تسجيل أسماء نخبة من كبار الموسيقيين والملحنين ومن بينهم: (تضمنت الدراسة أسماء ما يقرب من أربعين ملحنا يمثلون أكثر من جيل). 
- إسقاط أسماء عدد كبير من مصممي الديكور بالنسبة لبعض العروض التي شاركوا بها ومن بينهم على سبيل المثال: محمد عبد الفتاح (الشيخ رجب)، نهى برادة (حتى يعود القمر)، فوزي أبو شال (خطيئة حواء)، عبد المنعم كرار (بيت الفنانين)، (رصاصة في القلب)، يحيى بدوي (عودة الروح)، ماهر مكاوي (الفنطاس)، محمد الصعيدي (ها نقول إيه)، آمال غالي (تأشيرة دخول للوطن)، حسين العزبي (تفاحة يوسف) (يمامة بيضا)، أشرف نعيم (عشا العميان)، أنور مصطفى (دليلة وشربات)، محمد مصطفى حافظ (الظلمة)، محيي فهمي (قصة حديقة الحيوان).
- نقص بعض البيانات الأساسية لمجموعة من العروض: ومثال لذلك عدم ذكر الممثلين المشاركين في عرض "سعادات هانم" (ميمي شكيب، توفيق الدقن، يوسف شعبان، نبيل بدر)، وبعرض "اللحظة الحاسمة" (صلاح قابيل، مديحة حمدي، إنعام سالوسة)، وكذلك بعرض "الظلمة" (أحمد الرافعي، محمد درويش)، وعرض "إمبراطور يبحث عن وظيفة" (حسن مصطفى، رجاء حسين، أحمد راتب)، وعرض "قصة حديقة الحيوان" (أشرف طلبة، طارق إسماعيل). 
- لم يتضمن الكتاب أي وثائق رسمية كالقرارات الخاصة بالتشكيل أو الدمج أو تغيير المسمى، كذلك لم يتضمن أي تقييم نقدي لمستوى العروض، أو على الأقل قائمة بأهم العروض التي حققت نجاحا جماهيريا وأدبيا.

ثانيا - تقديم قائمة ببلوجرافية بها كثير من الأخطاء
للأسف لم يسقط الكتاب فقط أسماء بعض العروض التي أنتجت بفرقة المسرح الحديث بل وأضاف إليها أيضا عروضا لم تقم الفرقة بتقديمها!!، وبالتالي أصبح لا يمكن الاعتماد على هذه القائمة للأسباب التالية:
- تضمنت قائمة العروض للأسف أكثر من عشرة عروض لم يتم تقديمها من خلال فرقة المسرح الحديث وذلك نظرا لعدم استكمال بروفاتها، أو لكونها من إنتاج فرق أخرى ومن بينها على سبيل المثال: نص أنا نص أنت ( إنتاج فرقة الفنانين المتحدين)، حلم ليلة صيف (إنتاج فرقة المسرح الكوميدي)، خيل الحكومة (إنتاج فرقة الطليعة)، زهرة الصحاري (إنتاج فرقة مسرح الغد)، اللعب مع السادة (إنتاج فرقة مسرح الشباب)، لسه فيه أمل (إنتاج فرقة المتجول الجديد)، خالتي صفية والدير (إنتاج فرقة المسرح القومي).
- وذلك بخلاف أن عرض "الأيام المخمورة" من إنتاج مركز الهناجر للفنون، وتم استضافته بعد ذلك بالمسرح الحديث، وهو نفس حالة عرض "سوق الشطار" من إنتاج فرقة مسرح الغد - الذي أغفل ذكره- وتم استضافتها وإعادة إنتاجها من خلال فرقة المسرح الحديث عام 2000، وكذلك عرض "إمبراطور يبحث عن وظيفة" وهو إنتاج مشترك مع التليفزيون، وينطبق عليه نفس حالة عرض "بنحبك يارسول الله" - الذي أغفل ذكره- وهو من إنتاج عام 2009. 
- تضمنت القائمة أيضا عروضا لم تقدم ومن بينها: وعلينا السلام (عفوا أيها الأجداد) الذي لم يتم إجازته رقابيا، و"عجائب" الذي توقف بروفاته ثم قدم بعد ذلك بفرقة خاصة بعنوان "اللعب مع العيال"، وبعد ذلك بسنوات (1994) بقطاع الفنون الشعبية الاستعراضية، و"سيدة الفجر" الذي توقف بروفاته الأولى ولم يعرض.
- وذلك بخلاف تضمن القائمة لكم كبير من الأخطاء المطبعية مما يدل على التعجل وعدم المراجعة، وعدم إدراك مدى أهمية مثل تلك الكتب التوثيقية (تضمنت الدراسة عدد كبير من النماذج لتلك الأخطاء بالنسبة للأسماء أو الوظائف).

ثالثا: تسجيل بعض المعلومات الخاطئة
تم تسجيل كثير من البيانات والمعلومات الخاطئة بالكتاب، ونظرا لأهمية التصويب قمت بإجرائه وكتابة المعلومات الصحيحة بين قوسين كما يلي:
1- أسماء بعض العروض ومثال لها: ملك يبحث عن وظيفة (إمبراطور يبحث عن وظيفة)، نقول إيه (ها نقول إيه ؟)، ثلاثية سعد الدين وهبة (عنتر 83)، كذلك جاء بالقوائم عنوان عرض "هوليود الجديدة"، كما ذكر بالمتن (ص41) عنوان "هوليود الجديدة"، وفي نفس الصفحة جاء عنوان آخر هو "هوليود البلد"، والحقيقة كان يجدر ذكر أن العرض قدم بالموسم الصيفي بعنوان "هوليود البلد" وشارك بالبطولة الفنانين سناء مظهر وفاروق نجيب، ولكن في الموسم الصيفي تم إعادة كتابته وإخراجه بعنوان "هوليود الجديدة"، وذلك حينما شارك ببطولته الفنانين عايدة عبد العزيز وسمير العصفوري. 
2- أسماء بعض مصممي الديكور ومثال لذلك: عرض "في سبيل الحرية" تصميم ديكور صلاح عبد الكريم وليس سكينة محمد على، عرض "البريمة" تصميم ديكور سمير عبد الملك وليس محمد عبد الفتاح، عرض "العمر لحظة" تصميم ديكور نهى برادة وليس عبد المنعم كرار، عرض "برلمان الستات" تصميم ديكور ربيع عبد الكريم وليس محمد آدم، عرض "رحمة" تصميم ديكور محمد هاشم وليس سالم حنفي، عرض "ليلة بني هلال" تصميم ديكور مهيرة دراز وليس مصطفى بخيت، عرض "عشا العميان" تصميم ديكور أشرف نعيم وليس عزت أبو سنة.
3- تضمنت قائمة الممثلين بعرض "سبعة تحت الشجرة" عام 1985/1986 اسم الفنانة نادية الكيلاني، والتي كانت قد توفيت بعد العرض الأول عام 1980/1981، حيث قامت بأداء دورها مع إعادة العرض الفنانة جليلة محمود، كذلك لم يذكر بالقائمة قيام الفنان أحمد بدير بدور الفنان صلاح السعدني عند إعادة عرض "الملك هو الملك" في المرة الثانية. 
4- جاء بالقائمة وكذلك ص 20 أن مؤلف عرض "مدد شدي حيلك يا بلد" هو محمد زكي، والصواب الشاعر زكي عمر.
5- ذكر (ص21) أن مسرح السلام حينما تم تخصيصه لفرقة "المسرح الحديث" عام 1980 كان يشتمل على قاعة صغيرة تصلح لعروض مسرح الغرفة (قاعة يوسف إدريس)، والحقيقة التي يجب ذكرها أن هذه المساحة الفارغة (بجانب مدخل البوابة الجانبية) لم تجهز كقاعة عرض ويطلق عليها هذا المسمى سوى عام 1991. 

أما عن قائمة المراجع، وللأسف فإن نظرة سريعة على قائمة المراجع التي تضمنها هذا الكتاب تكشف فورا عن مدى القصور والاستهتار والتعجل في كتابتها، ويكفي للدلالة على ذلك تسجيل الحقائق التالية:
- ذكر من بين المراجع "مجلة المسرح" من 1960 وحتى 2009، والحقيقة أن العدد الأول من "مجلة المسرح" قد صدر بتاريخ يناير 1964!!، كما أن إنتاج المسرح الحديث لم يبدأ قبل عام 1962!!، وذلك بخلاف أن "مجلة المسرح" بمسمياتها المختلفة قد توقفت عن الإصدار لسنوات عديدة متتالية ( خلال الفترات 1978-1981، 1984-1986) قبل أن تتولى الهيئة العامة للكتاب مسئولية إصدارها الجديد عام 1986.
- تم ذكر الاستعانة بأعداد متفرقة من مجلات: "الكواكب"، "المصور"، "آخر ساعة"، "صباح الخير"، وكان من المفترض بالطبع أن يتم استرجاع جميع الأعداد، خاصة وأنها جميعا متوفرة ومتاحة للإطلاع سواء بدار المكتب المصرية أو بأرشيف المؤسسات المصدرة لها، كما ذكر أنه قد تم الاستعانة بصحف "الأهرام" و"الأخبار" و"الجمهورية" و"المساء"، ومجلتي "روز اليوسف" و"الإذاعة والتليفزيون" منذ عام 1960، ونشاط المسرح كما هو معروف لم يبدأ إلا عام 1962!!.
- لم يتم الاستعانة بعدد كبير من المراجع المهمة ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر: جريدة "مسرحنا" (مقالات عدد كبير من النقاد)، مجلات: "أكتوبر" (مقالات الناقد مختار العزبي)، "أخبار النجوم" (مقالات نخبة من النقاد)، "الفنون" (مقالات الناقد عبد الغني داود).
- تم للأسف الاستعانة فقط بمعجم مصطلحات وكتابين أحدهما عن الواقعية !!، ولم يتم الاستعانة بعدد كبير من الكتب والإصدارات المهمة لعدد كبير من النقاد ( وقد تضمنت الدراسة أسماء عشرين ناقدا ومسرحيا)
- ذكر الاعتماد على لقاءات مع أربعة مسرحيين فقط (هم الأساتذة محمود الحديني، فهمي الخولي، عبد الغني زكي، محمد الصعيدي)، وهم يمثلون تقريبا جيل واحد ولم يتم للأسف عقد لقاءات مع مجموعة من مديري هذه الفرقة الذين تحملوا مسئولية إدارتها عدة سنوات (وفي مقدمتهم الفنانين: سميحة أيوب، محمود الألفي، هشام جمعة، أشرف زكي)، وكذلك مع بعض الفنانين المعاصرين لنشأتها (ومن بينهم الأساتذة: رشوان توفيق، عزت العلايلي، حمدي أحمد، ليلى طاهر، مديحة حمدي، منى الأمير، فريدة مرسي، فايق عزب، صلاح السعدني)، كما كان يجب أيضا إجراء حوارات مع بعض مهندسي الديكور (كالأساتذة: نهى برادة، سكينة محمد على، وفاء زيادة، مهيرة دراز، زوسر مرزوق).
- لم يتم الاستعانة بكتاب هام صدر عن إدارة مسارح التليفزيون عام 1964/1965 بمناسبة مرور عامين على تأسيسها، واعتبره من أهم المراجع خاصة وأنه تضمن كثيرا من المعلومات المهمة عن الفرقة وأسماء أعضائها إضافة إلى مقال بقلم الفنان محمد توفيق (أول مدير للفرقة) يوضح استراتجية الفرقة.
ويكون من المنطقي مع عدم الاستعانة بكثير من المراجع التوثيقية المهمة غياب كم كبير من البيانات والمعلومات الضرورية إضافة إلى وجود عدد كبير والمعلومات الخاطئة التي يجب تصويبها.
وذلك بخلاف أن الكتاب قد تضمن بعض الآراء النقدية الانطباعية التي تحتاج إلى إعادة النظر والتصويب، وأورد في دراسته عدد كبير من الأمثلة عليها.

كان ماسبق بعض ما كتب د.عمرو دوارة، وبالطبع لم يجرؤ كل من رئيس المركز (د.عاصم نجاتي حينذاك)، أو رئيس التحرير (د.هاني أبو الحسن) على الرد، وفي حين اعترف الباحث الجاد محمد مسعد بعدم رضائه عن مشاركته بهذا الكتاب، يتصدى للرد "سمير حنفي" فيعترف في رده بأنه قام بتقديم مجهود متواضع، وبإسقاطه عدد كبير من العروض التي لم يتيقن منها، وبإغفاله أسماء جميع الملحنين ومعدي الموسيقى، وبعدم توثيقه لأعضاء فرقة المسرح الحديث منذ تأسيسها، وأنه لم يذكر سوى أسماء بعض مصممي الديكور وترك للباحثين مهمة استكمال باقي الأسماء!!
وفي النهاية لابد أن أضم صوتي إلى صوت د.عمرو دوارة الذي أفاد وبشكل قاطع أن التوثيق بصفة عامة والتوثيق المسرحي بصفة خاصة يتطلب بخلاف الموهبة الشخصية والأمانة العلمية والثقافة في مجال التخصص التحلي بالدقة المتناهية وضرورة اكتساب بعض المهارات التوثيقية واجتياز بعض الدراسة المتخصصة (ومن أهمها علوم الفهرسة والتصنيف والتوثيق وكذلك علوم الحاسبات الإلكترونية وبعض البرامج المتخصصة كبرامج الفرز والفوتو شوب وغيرها، ومن الواضح جليا أن جميعها قدرات وخبرات يفتقدها معد الكتاب وأيضا رئيس التحرير.

اللافت أن المركز لا يقوم بعرض هذا الكتاب أي معارض يقيمها؛ وكأن المركز يتبرأ منه ويتعمد عدم عرضه رغم أنه آخر إصدار للمركز مما يعني أنه الأولى بالعرض؛ وهذا يعني أن إدارة المركز وربما رئيسه مقتنع كل الاقتناع بأن الكتاب غير صالح للعرض والقراءة.
كما أن الدكتور سيد على إسماعيل رئيس المركز السابق؛ قال بنفسه في أول لقاء له مع موظفي المركز قال صراحة أن هذا الكتاب عار على تاريخ المركز ولم يكن يجب إصداره من الأصل؛ والفيديو مازال محفوظا في المركز لمن يريد الاطلاع عليه.

وبالتالي فنحن وبصدد الحديث عن جريمة أدبية وفنية - مكتملة الأركان ولا تسقط بالتقادم - تم ارتكابها بكتاب "فرقة المسرح الحديث" ولابد من محاسبة كل من شارك فيها، وفي مقدمتهم رئيس التحرير د.هاني أبو الحسن المسئول الأول على النشر والتقييم والمراجعة، وإذا كان أهمل مراجعة كل هذه الأخطاء فهي جريمة الإهمال وإذا كان لا يعلمها فهو عذر أقبح من ذنب لرئيس تحرير من المفترض أنه يمتلك خبرات