السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تفاصيل رحلة بردية مصرية تؤكد زواج المسيح

٥ سنوات من الجدل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل كان السيد المسيح متزوجا؟ سؤال طالما أثار الكثير من الجدل والغضب فى نفس الوقت، الحقيقة أن حياة عيسى لا يزال فيها غموضا كبيرا وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام الكبيرة حول قضايا خاصة وشديدة الحساسية، بدأت القصة فى الظهور منذ ٢٠١١ وحتى الآن لا تزال هناك أسئلة لم يتم الرد عليها، وذلك بسبب بردية مصرية تؤكد زواجه من مريم المجدلية، الغريب فى الأمر أنه خلال الأيام القليلة الماضية تجدد النقاش فى تلك المسألة، والأغرب أن العلماء الذين كانوا أول من تبنى وأيد صحة تلك البردية يطلون علينا من جديد لينفوا آراءهم ويصدرون أحكاما جديدة، نحاول أن نرصد القصة والحقيقة الكاملة وما هو النص المكتوب تحديدا فى تلك البردية المثيرة، ومن هم مالكوها والأطراف التى تتدخل لفك طلاسمها مرة أخرى ما بين مؤيد ومعارض لصحتها.
البداية في ألمانيا
هانز أورليش لوكامب، تاجر ألمانى، توفى عام ٢٠٠٢، وهو المالك الأصلى للبردية وحصل عليها من بائع مجهول فى بوتسدام بألمانيا الشرقية، وقتها فى عام ١٩٦٣، لوكامب كان صديقا للكاتب والمؤرخ السويسرى المثير للجدل إريك فون دانكن من مواليد ١٤ إبريل ١٩٣٥ الذى تعرف كتابته عن الآلهة وتأثيراتها حتى الآن فى الحياة الحالية، ومن أشهر كتبه عربات الآلهة والكثير من العلماء والخبراء والكتاب كانوا يرفضون أفكاره، واعتبروا أن ما يتحدث عنه فى أعماله ورفضه عدد كبير من العلماء والأكاديميين يصنف تحت بند «التاريخ المزيف» أو «أعمال الحفريات الأثرية المزيفة»، على الرغم من أن أعماله ترجمت إلى ٣٢ لغة، وباعت أكثر من ٦٣ مليون نسخة، وكلها تتحدث عن الآلهة، ومنها «ذهب الآلهة» و«معجزات الآلهة»، و«البحث عن آلهة الأقدمين»، و«إشارات الآلهة»، و«عيون أبو الهول»، و«عودة الآلهة» وآخر أعماله «غسق الآلهة» فى عام ٢٠١٠.
والتر فريتز رجل أعمال أمريكى عمره الآن ٥٠ عاما يسكن فى فلوريدا التقى لوكامب المالك الأصلى للبردية فى برلين فى عام ١٩٩٠ ووقتها قدمه إلى الكاتب فون دانكن، وبدأت العلاقة بين الثلاثة، وفى عام ١٩٩٩ تحديدا فى شهر نوفمبر عرض لوكامب على فريتز البردية التى حصل عليها أصلا منذ عام ١٩٦٣، فريتز كان وقتها يبلغ من العمر ٣٣ عاما، وكان يتمنى أن يكون كاهنا أو قسيسا، وكانت الوثائق الدينية من ضمن حالات الشغف لديه، وبالفعل اشتراها وأبقاها بحوزته لمدة ١٠ سنوات حتى عام ٢٠١١. 
التأكد من أهميتها وخطورتها فى ٢٠١١
كان فريتز فى رحلة عمل إلى لندن، وهناك التقى تاجر آثار وفنون، وعرض عليه البردية، التاجر قدم له ٣٥ ألف جنيه إسترلينى أى ٥٠ ألف دولار، وقتها، وهو الأمر الذى استرعى انتباه فريتز لأنه لم يكن ليتصور أنها تساوى ذلك المبلغ، فقد كان عشرة أضعاف ما اعتقده فريتز أنها تكون قيمتها، ومن هنا قام فريتز بعمل اتصالات بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة لمعرفة ما تحويه البردية، وبالفعل وصل إلى كارين كينج أستاذة اللاهوت، ورئيسة القسم بالجامعة، وهى أول امرأة تشغل هذا المنصب المتخصص فى مجال الأديان المقارنة والدراسات التاريخية، وتاريخ المسيحية، وبالفعل أخذت منه البردية وبدأت فى إجراء تجارب على الكتابة لتحديد صحة البردية، وبدأ العديد فى مهاجمة القصة من البداية ومنهم بيتر ستانفورد، رئيس التحرير السابق لصحيفة هيرالد الكاثوليكية، حيث قال إن هذه النظرية المزعومة تفجر الكثير من التساؤلات، وأوضح أن تلك المخطوطة غير مكتملة، وأن الاختبارات الكيميائية للبردية ما زالت غير مؤكدة، إلا أن البردية جذبت اهتماما عالميا كبيرا ما بين مؤكد لصحتها وما بين واصف لها بأنها مشبوهة ومزورة، حتى إن جامعة هامبورج فى ألمانيا التى وجدت فيها البردية من البداية أعلنت أن النص المكتوب لا يبدو أصليا، وأضافت أنه فى كثير من الأحيان يتم الزج بمخطوطات بردية منقوشة باللغة الهيروغليفية القديمة، من قبل تجار بلا ضمير يسعون لكسب المزيد من المال.
كينج تؤكد صحتها فى ٢٠١٢
فى ٢٠١٢ وبعد عام كامل من التحليل والبحث أكدت كارن كينج أن البردية صحيحة، وتتحدث عن زواج المسيح فعلا رغم أن العديد من الكلمات الهيروغليفية غير واضحة، ولكن المتبقى كان بالضبط ٨ أشياء على النحو التالي:
■ ليست لي.. أمى أعطتنى الحياة
■ قالت التلاميذ إلى يسوع
■ أرفض.. مريم هى الجديرة به
■ وقال لهم يسوع.. زوجتي
■ وقال إنها سوف تكون قادرة على أن تكون تلميذة لدي
■ دع الناس الأشرار يتحدثون
■ أما بالنسبة لي.. أنا سأقيم معها من أجل..
■ صورة
منذ ٢٠١٢ وكارين كينج تؤكد صحة البردية، وأن المسيح فعلا كان متزوجا من مريم بحسب الاسم الموجود فى البردية المصرية القديمة، وبدأ الفاتيكان، فى مهاجمة كينج ووصف البردية بأنها وهمية وسخيفة، وأن الإنجيل الكنسى ينكر أن المسيح تزوج أصلا، وأن البردية ذات حافة ممزقة وربما كانت مريم التى يتحدث عنها هى إحدى تلاميذه، لأنه بالتأكيد أن بعض النساء كن من تلاميذه، فتعاليمه ليست حصرا على الرجال، ونشرت صحيفة الفاتيكان مقالا غاضبا، كان على لسان أحد رؤساء التحرير، وهو جيوفانى ماريا فيان، وكان مقاله تحت عنوان لاذع «وعلى أية حال، هى وهمية»، ووقتها رحبت كارين كينج بالنقاش حول الغموض فى النص، قبل أن يتوصلا إلى اتفاق.
تراجع كينج وتأكيد مالكها أنه لم يتلاعب فيها
حتى الآن، فالبردية التى ما زالت لغزا أدهش العالم وداخل الأوساط الأكاديمية لمدة تزيد عن خمس سنوات، والتى إذا ثبتت صحتها سوف تهدد بتقويض بعض من التعاليم المركزية للكنيسةت فإن التشكيك ما زال مستمرا حول الكتابة القبطية القديمة على الورق البردى، الغريب أن كينج التى أثارت كل تلك الضجة طيلة الأعوام المنقضية تتراجع عن تأييدها لصحة البردية وتقول الآن إنها تميل إلى أنها وهمية، بلفظ تميل.