السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

نايجل فاراج المشتاق للسلطة

نايجل فاراج
نايجل فاراج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما إن أعلنت نتائج استفتاء بريطانيا وتصويت الأغلبية لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، حتى خرج نيجل فاراج، رئيس حزب الاستقلال البريطاني، لوسائل الإعلام مطالبًا في حسم بتنحي ديفيد كاميرون فورًا عن منصبه كرئيس للوزراء، مخاطبًا أنصاره والمؤيدين لمعسكر الخروج قائلًا: "آن الأوان أن أحلم ببزوغ فجر بريطانيا المستقلة." مؤكدًا في حسم وثقة: "لقد استعدنا بلادنا".
ولكن سعادة فاراج، الرجل الذي فشل ست مرات في الفوز بمقعد نيابي في البرلمان البريطاني، لم تدم طويلًا، إذ سرعان ما تحولت لغضب عارم بعد أن أبعدته حملة "صوت مغادرة" من اللجنة الحزبية التي ستتفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكان فاراج يخطط لاستخدام مركزه كرئيس لمجموعة (اليوكيب) في البرلمان الأوروبي، وهى أكبر مجموعة من البرلمانيين البريطانيين في البرلمان، لتكون له كلمة مسموعة بشأن شروط تفاوض خروج بريطانيا من أوروبا. 
ولكن مصدرا رفيع المستوى في حملة "صوت مغادرة" كشف عن أن فاراج لن تتم دعوته للانضمام للجنة التفاوض. قائلًا: "اشتراك فاراج وصل لنهايته".
وما كان من زعيم حزب الاستقلال إلا أن رد غاضبًا: "أنا لا أفهم هؤلاء الأشخاص– هم لا يمنحونى أي تقدير على أي شئ، لقد حاولت على مدى عام أن أعمل مع هؤلاء الناس وأن أحارب من أجل أجندة مشتركة وهم لا يريدون أن يعرفوا".
كرس فاراج البالغ من العمر 52 عامًا، حياته المهنية من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما بدا في وقت من الأوقات أمرًا بعيد المنال. لكنه الآن نجح في تحقيق ذلك. وعلى الرغم من نجاحه في التواصل مع رجل الشارع العادي واستقطابه لكبار السن والبيض وأصحاب المهن من الطبقات المتوسطة نتيجة استخدامه أسلوبًا مباشرًا في الحديث، إلا أنه عُرف بسلاطة اللسان والعنصرية الشديدة ومعاداة المهاجرين، فضلًا عن شنه هجمات ضارية على النظام البريطاني الذي يصفه دائمًا بالفاسد والمعادي للديمقراطية. وفي واقعة شهيرة قام بالتعدي اللفظي على رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي قائلًا: "اسمح لي، لكن من تكون انت؟ جاذبيتك لا تتعدى جاذبية ممسحة مبلولة بالماء".
كان فاراج مؤيدا لحزب المحافظين منذ أيام دراسته، لكنه انضم عام 1993 لحزب استقلال المملكة المتحدة كعضو مؤسس، وانتخب عضوًا في البرلمان الأوروبي عام 1999 عندما كان في الـ 35 من عمره، كما أن حزب الاستقلال ليس لديه سوى نائب واحد في مجلس العموم، انشق في السابق عن حزب المحافظين وانضم لحزبه.
ولد نايجل فاراج في 3 ابريل 1964، لعائلة ثرية في منطقة كنت في انجلترا. كان والده وسيطًا للأسهم، مدمنًا لتعاطي المشروبات الروحية، وانفصل والداه عن بعضهما البعض عندما كان في الخامسة من عمره.تلقى فاراج تعليمه في مدرسة دليتش كوليدج في لندن وهي إحدى أرقى المدارس الخاصة في انجلترا.
ولم يلتحق فاراج بالجامعة لكنه سلك درب والده في دخول حي المال في لندن حيث عمل لفترة في تجارة السلع. وكان بامكانه جني أموال طائلة في الحي المالي من لندن حيث عمل وسيطًا في أسواق المعادن بعد اتمام دراسته في مؤسسات خاصة.
غير أنه فضل خوض السياسة من أجل إحداث فرق وإعطاء مغزى لحياته بعدما تعرض للموت أكثر من مرة. ففي العشرين من عمره نجا من موت محتوم اذ صدمته سيارة عند خروجه من حانة، ما أدى إلى بتر ساقه. وبعد بضعة أشهر، أصيب بسرطان في خصيتيه شفي منه. وواجه الموت للمرة الثالثة عام 2010 في تحطم طائرة يوم الانتخابات التشريعية بعدما اصطدمت مروحة طائرته بلافتة دعائية تجرها طائرة صغيرة لراكبين من صنع بولندي.
تزوج فاراج ممرضة انجبت له ابنين، كما أن له ابنتان من زواج ثان مع ألمانية تدعى كيرستن ميهر، والتي تشكو بانتظام بأنه يسرف في التدخين، ويسرف في الشرب، ولا ينام بما يكفي.