الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الوجه المصري لـ"الشيخ زايد"

عن الوصية التى لا تزال حاضرة فى ذكراه

الشيخ زايد آل نهيان
الشيخ زايد آل نهيان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصية الشيخ زايد بمصر وأهلها مدخل إلى رعاية الإمارات للقاهرة، قال: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائى بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر.. وهذه وصيتى، أكرّرها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هى القلب، وإذا توقّف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة».
فى أكثر من مناسبة قبل وفاته، كان ينفذ الوصية.. لم تكن مجرد كلام على ورق فى حفل عام، أو مجاملة عابرة لرئيس أو مسئول بارز يجلس فى الصف الأول.. إنما لشعب.. وحرص على تحويل مبادئه وكلماته إلى أفعال.. فكان الأب والسند دائمًا.
عندما اندلعت حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ بين مصر والعرب ضد إسرائيل وحلفائها، أعلن الشيخ زايد تأييد دولة الإمارات لمصر ودعمها فى هذه الحرب، واتخذ الشيخان زايد وفيصل، خادم الحرمين الشريفين، أجرأ قرار عربى فى ذلك الحين وهو قطع البترول عن الغرب، وقال الشيخ زايد وقتها: «ليس المال أو النفط العربى أغلى من الدماء العربية»، وكان لهذا القرار تأثير كبير على نفوس المصريين شعبا وجنودا فى الحرب، فكانت الغلبة للمصريين، وحُفر اسم الشيخ زايد والملك فيصل بن عبدالعزيز قرينين فى قلب كل مصرى وعلى مر العصور. 
ولم يترك الشيخ زايد مصر فى عزلتها العربية بعد اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وسعى لإعادتها لموقعها العربى، وقال: «لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأى حال أن تستغنى عن الأمة العربية».
تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مقاليد الحكم فى إمارة أبوظبى فى الفترة من ١٩٦٦- ٢٠٠٤م، ويُعد أول رئيسٍ لدولة الإمارات العربية المتحدة. امتدت فترة حكمه من عام ١٩٧١ إلى ٢٠٠٤، وولد الشيخ زايد فى أبوظبى عام ١٩١٨، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الذى حكم إمارة أبوظبى فى الفترة ١٩٢٢-١٩٢٦. 
نشأ الشيخ زايد، بعد رحيل والده، فى العين حيث تلقى علومه ومعارفه التى تركت بصمات واضحة على حياته وشخصيته، وغرست القيم التقليدية فى نفسه. فكان -رحمه الله-، يولى اهتمامًا واحترامًا كبيرين للبيئة، وبدأ بممارسة الصيد بالصقور، وهى الرياضة التى رافقته طوال حياته. 
فى مطلع العمر، كان «زايد» مواظبًا على حضور مجلس والده «الشيخ سلطان بن زايد» حينما كان يجتمع بالمواطنين، ومن هنا بدأ الشعور بمسئولية مشاركة معاناة البسطاء فى وقت كانت فيه تجارة اللؤلؤ ورحلات الصيد المصدر الوحيد للدخل فى المنطقة.
فى عام ١٩٤٦ حكم «زايد» مدينة العين، رابع أكبر المدن الإماراتية، ووضع على عاتقه مهمة إعادة البناء رغم ندرة المياه، التى اجتازها بجعل ملكيتها للجميع وسخرها للزراعة، وافتتح أول مدرسة فى العين عام ١٩٥٩، فضلًا عن سوق تجارية وشبكة طرق ومشفى طبى. عام ١٩٦٦ تولى حكم إمارة أبوظبى، وبعد ٥ سنوات انتخب الشيخ زايد رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة، بعد مناداته بالوحدة العربية إثر رحيل بريطانيا عام ١٩٦٨، لتبدأ بعدها مرحلة بناء الإمارات بخبرة سياسية استلهمها من رحلته حول العالم عام ١٩٥٣، مطلعًا على تجارب الحكم فى بريطانيا، والولايات المتحدة، وسويسرا، ولبنان، والعراق، ومصر، وسوريا، والهند، وباكستان، وفرنسا.
وكانت الفجيعة فى ٢ نوفمبر عام ٢٠٠٤، الذى وافق ١٩ رمضان، توفى الشيخ زايد. وتتواصل رؤيته، فى نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة فى المستقبل بعد أن تولى ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم، خلفًا لوالده كرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولم يكن الخلف أقلّ خيرًا ودعمًا وسندًا من السلف.