ملأت الأفراح و«الليالى الملاح» قلعة الجزيرة، وذلك بعد أن أطلق الحكم إبراهيم نور الدين صافرته معلنًا فوز الأهلى على الإسماعيلى بهدفين لهدف وحصوله ليس فقط على ٣ نقاط ثمينة من منافس قوى، ولكن استعادته للقب الدورى بعد أن خسره الموسم الماضى لصالح الزمالك، وهى اللحظة التى تنفس فيها الجميع لاعبون وجهاز فنى وإدارة، ومن قبلهم الجمهور الصعداء بعد أن كتمها كثيرًا فى الأيام الماضية نظرًا للهزة الفنية التى تعرض لها الفريق، والتى جعلت حالة من القلق تسود من إمكانية ضياع درع الدوري.
وانطلق اللاعبون فرحة داخل الملعب بعد هذا الفوز واختلط الحابل بالنابل فى مشهد هستيرى يعكس الأيام الصعبة التى عاشها الفريق فى الفترة الأخيرة خاصة بعد الخسارتين الأخيرتين أمام المصرى فى الدورى وزيسكو الزامبى بدورى أبطال إفريقيا.
ورقص اللاعبون على طريقتهم الخاصة فى مشهد لم يكن ينقصه سوى الحضور الجماهيرى، وهو المشهد الذى اعتاد عليه لاعبون بهذا الجيل مثل حسام عاشور وأحمد فتحى فى حين أنها المرة الأولى لعدد آخر من النجوم الصاعدين والمنضمين حديثًا للفريق.
وعاش الهولندى مارتن يول المدير الفنى للفريق ليلة استثنائية حيث أطلق صرخته «فعلتها» بعد أن شكك البعض فى قدراته بعد الهزات الأخيرة للأهلى، فرغم الاعتراف والتأكيد على القدرات التى يتمتع بها كان الفوز بالدورى هو نقطة الانطلاق الحقيقية للرجل داخل الجزيرة لا سيما وأنه يمتلك أرضية جيدة لدى الجمهور من الممكن أن يتم البناء عليها لإعادة أسطورة البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى الأنجح فى تاريخ الأهلي.
سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالفريق هو الآخر لم يكن أقل فرحة من باقى أعضاء الجهاز الفنى خاصة أنه أحد فرسان هذا الإنجاز بعد أن عاد لمنصبه من جديد بعد سنة سيئة إداريًا للأهلى ليقود الفريق للتتويج ويلعب دورًا مؤثرًا فى استقرار الأمور.
أما محمود طاهر رئيس النادى فقد اعتبر هذا الدرع بمثابة تتويج للمجهود الذى بذله مجلس الإدارة فى إعادة بناء الفريق بعد خسارة الدورى الماضى بشكل أكثر تحديدًا خاصة بعد الهجوم الضارى الذى تعرض له من جانب الجماهير لا سيما أن الصفقات التى أبرمها الموسم الماضى كان لها دور كبير فى حسم الدورى، وعلى رأسها الجابونى ماليك إيفونا، وكذلك مؤمن زكريا.
وحرص أعضاء مجلس إدارة النادى الذين كانوا موجودين بملعب بتروسبورت على التوجه لغرفة خلع الملابس بعد اللقاء، وذلك لتوجيه التهنئة للاعبين على هذه الروح التى خاضوا بها المباراة وقدرتهم على تحقيق الفوز رغم الظروف الصعبة والغيابات المؤثرة التى ضربت الصفوف فى الفترة الأخيرة.
فى نفس السياق يجهز مسئولو الأهلى لاحتفالية كبرى بهذا الحدث السعيد داخل الجزيرة خلال مباراة الاتحاد السكندرى المقبلة فى الجولة الـ٣٣ للدورى، والتى ستقام يوم ٣ يوليو حيث يتم التنسيق حاليًا مع اتحاد الكرة حيث طلبت الإدارة الحمراء استلام الدرع فى هذه المباراة بدلًا من الانتظار لمباراة الزمالك فى الجولة الأخيرة.
ورصدت إدارة الأهلى مكافآت مالية كبيرة للاعبين بعد التتويج باللقب على أن يكون الأولوية للاعبين الأكثر مشاركة فى المباريات طوال الموسم وفقا للائحة الداخلية بالفريق، حيث يقوم سيد عبد الحفيظ بتنسيق الأمر مع عبد العزيز عبدالشافى فى الأيام المقبلة قبل عرض الأمر بشكل كامل على مجلس الإدارة.
ومن المقرر أن يتم رصد مكافأة استثنائية لرمضان صبحى نجم الفريق الذى كان له دور حاسم فى الأسابيع الأخيرة للدورى بالنظر الى الراتب الصغير الذى يتقاضاه مقارنة بزملائه فى الهجوم الأحمر مثل مؤمن زكريا إذ أنه لاعب مقيد فى فريق الشباب.
وفى أجواء الفرحة الهستيرية التى سادت قلعة الجزيرة بهذا الدرع الغالى فقد فتحت إدارة النادى أبواب النادى أمام الجماهير التى زحفت بالآلاف للاحتفال باللقب وملأ الجمهور مدرجات ملعب التيتش وسط أجواء استثنائية افتقدها الجمهور الأحمر طويلًا على مدار الشهور الماضية بعد أن كانت البطولات تتكرر بشكل دورى داخل النادي.
وقامت إدارة النادى بالتنسيق مع الجماهير لعدم خروج أى منهم عن النص خاصة أن الأعداد كانت كبيرة فى مشهد يعيد إلى الأذهان ما حققه الأهلى من بطولات خلال العقد الأخير سواء محليًا أو على مستوى دورى أبطال إفريقيا حين تسيد كل البطولات التى شارك فيها، وحقق أرقامًا قياسية كثيرة.
