الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"البوابة نيوز" تحاور مؤلفي "سقوط حر" عن "عالم الأمراض النفسية"

مريم نعوم ووائل حمدى يتحدثان عن أسرار المسلسل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أدار الندوة: عصام زكريا
أعدتها للنشر: ريهام المصرى

عن عالم الأمراض النفسية يقدم الكاتبان وائل حمدى ومريم نعوم مسلسل «سقوط حر» بطولة نيللى كريم، والتى تجسد من خلاله دور «ملك» التى تتهم فى قتل زوجها وشقيقتها، وتصاب بحالة نفسية تجعلها أسيرة بين جدران مصحة نفسية، لتتداخل الأحداث بعدها لتوضيح سبب وصولها لتلك الحالة. ويعد هذا التعاون الرابع على التوالى بين نيللى كريم ومريم نعوم فى رمضان، بعد تحقيق نجاح كبير على مدار الثلاثة أعوام الماضية، بداية من «ذات»، و«سجن النسا»، و«تحت السيطرة»، وصولًا إلى «سقوط حر».
وتعرض المسلسل فى بداية عرضه للعديد من الآراء المتناقضة، وحاز أعلى نسب مشاهدة فى الحلقات الأولى، ليصبح بعدها محط انتقاد الجمهور لطيلة صمت نيللى كريم وبطء الأحداث، إلا أن الكاتبة مريم نعوم أوضحت خلال ندوة «البوابة» أن الحالات النفسية التى يحملها المسلسل من الحقيقة، وأن إيقاع المريض النفسى أقل من إيقاع الإنسان العادى، وهو ما ظهر جليًا بالمشاهد الدرامية.
■ هل الاهتمام بالأمراض النفسية هذا العام مصادفة أم ارتباط بتغييرات مجتمعية أم ارتباط بكتاب لهم نفس الفكر الروائي؟
- وائل حمدى: أعتقد أنها مصادفة ولها مدلول، ويبدو أن المجتمع بدأ يصل إلى مراحل من الاحتقان، وهناك شعور أن الناس تبحث داخلها عن أسباب الضغط الذى تعيش فيه، وهو ما أدى إلى أن أربع كتاب ذهبوا للدراما النفسية دون اتفاق.
مريم نعوم: جزء منه صدفة ولها مدلول اجتماعى، ولكن هناك علاقة بالجيل، والسيكودراما تخلق نوعًا من التشويق، وهناك اتجاه إلى أن الدراما أشبه بالحبكة الأمريكية ودراما لها حبكة ذهنية، وهذا يدخل به البعد النفسى بشكل كبير.
■ هل نيللى كريم لها اختيار فى القصة هذا العام؟
- نعوم: هذا العام هو أول عمل درامى لى، وأنا على علم أن نيللى من ستؤدى الدور، وقرأنا الروايات ونيللى اقترحت أن تكون القصة داخل مصحة نفسية بعد محاولات للتغيير، ولم أكن راغبة فى عمل درامى يسير فى ذلك الاتجاه، ولكن لم يكن هناك بديل، وحين مر الوقت كانت الفكرة لدى منذ سنتين واقترحتها فحازت إعجابهم وبعدها تحدثت لوائل لينضم لنا.
حمدى: بعدما حدثتنى مريم عن العمل، بدأنا نعمل على المعالجة الدرامية، وكان معنا دكتور نبيل القط، وعملنا تصور للدراما، وكان نبيل له التوصيف العلمى ويشخص الحالة، وما المرض الذى يمكن أن تكون مريضة به، واخترنا المسار الذى يمكن أن يخلق سياقًا دراميًا، واستخدامنا احتمالات المرض المختلف فى حديث الأطباء داخل السياق الدرامى لأن هناك أمراضًا متشابهة، والأمراض النفسية مصدر للخيال يتم تطويعها داخل السياق الدرامى.
الطبيب النفسى إبراهيم مجدى: تم استخدام الشق الجنائى مع المرض النفسى لخلق الدراما، ولكن الأمراض النفسية لا ترتكب جرائم قتل وهى بنسبة قليلة جدًا، نيللى كريم مصابة بكتاتونيا التخشب وتخيل هلاوس، وهذا التخشب يتحول لعنف، ويمكن أن يرتكب جريمة ويعود لنفس الحالة بعدها، ولابد من وجود سبب عضوى، ولكن هذه المسببات تظهر أكثر مع المرض لتكون سببًا فى تلقى العلاج، والأحداث الدرامية كانت منطقية فى عدم خضوع المريضة للعلاج، وأخذ عقارات دوائية لأنها متهمة فى قضية قتل، ولابد أن تظل بحالتها لأن الأدوية ربما تحسن من حالاتها وتجعلها تبدو أمام المحكمة فى هيئة طبيعية، وهو عكس الحقيقى لأنها لم تكن بوعيها أثناء الحدث.
■ كان هناك انقسام بين الجمهور بين الابتعاد عن الحبكة الرئيسية ومعرفة القاتل، وبين الحالات النفسية التى اتسمت بالبطء؟
- نعوم: وجود جريمة فى بداية أحداث المسلسل جعلت المشاهدين يتصورون أنه مسلسل جريمة بالأساس، وأننا نبحث طوال ٣٠ حلقة، والهدف من المسلسل أن الجريمة كان الحدث الذى فجر المرض عند الشخصية، فانتقلنا إلى عالمها ورحلة علاجها وفى النهاية سنكتشف ما حدث، والأساس فى المسلسل المرض النفسى وليس الجريمة، والشخصيات الأخرى التى تخرجنا عن الخط الرئيسى أتصور أنه تواجد فى سجن النسا والجمهور لم يشعر، ولكن طبيعة المصحة النفسية هذا إيقاعها فى الحقيقة والمرضى يتصرفون بتلك الطريقة والحياة هادئة، وهم مسجونون داخل أنفسهم، وهذا منقول فى الصورة، وتشعر أنك محبوس معهم فى جدران المستشفى، والجزء الذى ترجم للبطء نابع من طبيعة الموضوع وشعور الشخصيات، ودكتور نبيل القط أكد أن خضوعهم للأدوية يجعل إيقاعهم هادئًا طوال الوقت، وأتصور أن الناس لم تعتد تلك الدراما، إيقاع الأحداث ليس سبب بطء ولكن مرجعية المخرج نفسية وشوقى المجرى مرجعيته السينما الأوروبية وليس السينما الأمريكية، فهذا اختياره كمخرج، وهذا لا يتحكم فيه سوى المخرج ولكن هذا اختلاف مدارس.
حمدى: الناس افترضت فى البداية وجود لغز فى جريمة القتل، رغم أن المشهد صريح وهى ممسكة بالمسدس.
■ هذا هو موسم الدراما الوحيد للمشاهدة والجميع يتنافس فى تلك المساحة الصغيرة وعلى جمهور واحد فى فترة زمنية واحدة؟
- وائل حمدى: هناك مسلسلات كثيرة تدور حول الجريمة هذا العام، وليست جميعها ناجحة، وهذا درس للمنتجين أن العمل لابد أن يكون جيدًا بغض النظر عن قصته، وأتصور أن رمضان مثل «سوق عكاظ» الكل يضع بضاعته، ولكن ما يحدد ارتباط الجمهور بعمل درامى معين بعد رمضان، وكل ممثل أصبح له جمهوره فى رمضان.
■ أصبحت هناك جماهير وليس جمهورًا واحدًا.. ما طبيعة جمهوركم الذى تم بناؤه خلال الأربع سنوات الماضية؟
- مريم نعوم: جمهور نساء الطبقة المتوسطة بالأساس، وبالنسبة لى هو مرضٍ بشكل كبير وأسعد بمتابعة الشباب، وأتذكر وقت ذات أنه كان هناك تخوف ألا تحقق النجاح المطلوب فى رمضان، ورد فعل القنوات كان أن المسلسل ليس به جريمة قتل ولا راقصات، ولكن التجربة أثبتت أن الجمهور من الممكن أن ينجذب للقصص التى تشبه إيقاع حياتهم، و«تحت السيطرة» لأن موضوعه مختلف جذب طبقة من الشباب، وخاصة الفتيات صغيرات السن، وحقق مشاهدة عالية بعد رمضان.
■ هل نيللى تدرك أنها تمتلك شريحة خاصة من الجمهور؟
- نعوم: لم نتحدث فى ذلك، ولكن أعتقد أنها تدرك هذا، ولكنها أدركت أنه لابد أن نقدم شيئًا مختلفًا العام المقبل، وهذا لا يقلل من عمل هذا العام، ولكن الجمهور عايز كده مقولة أبعد ما يكون عن الحقيقة، الجمهور يحتاج أن نحترم ذكاءه ونقدم ما يمسه ويجد ذاته فى القصة فينجذب لها، حدث تنميط للجمهور أنه يريد الدراما الخفيفة، وهذا غير حقيقى، والجمهور ينتقى ما يشاهده، والقنوات وشركات الإنتاج تقييم نسب المشاهدة بناء على الإعلانات.
حمدى: هناك جماهير تحتاج من يذهب لها، والفيصل فى هذا الأمر له علاقة بصناع العمل، والجمهور فى المطلق كل من يتواصل مع العمل الفنى، وبالنسبة لصناع العمل لابد أن يحدد من البداية من شريحة الجمهور التى يريد الوصول لها، وكان الهدف هذا العام على جمهور نيللى الطبقة المتوسطة التى ارتبطت بها فى الثلاث سنوات الأخيرة.
■ هل ظُلِمت نيللى كريم هذا العام واتهمت بتصدير الكآبة؟
- نعوم: الشعب ساخر بطبعه، ولكن فكرة النكد انطباع والناس التى تشتكى من النكد هم نفس الجمهور المشاهد للمسلسل، وممكن ناس معينة تبطل مشاهدة.
■ لماذا انسحبتِ من مسلسل «فوق مستوى الشبهات»؟
- نعوم: لم أتركه فى حقيقة الأمر، ولكن تلك النوعية من الدراما لا أمتلك القدرة عليها، وعملت معهم حتى يجدوا البديل، وبعدها انسحبت لانشغالى فى «سقوط حر» و«واحة الغروب».
■ هل العرض الحصرى ظلم مسلسلات هذا العام؟
- نعوم: ربما ظلمت «أون تى فى» قليلًا فى مسلسلاتها الحصرية، لأن الجمهور العادى اعتاد على قنوات بعينها، وهى السنة الأولى لها أن تتحول من الطابع الإخبارى إلى المنوعات وعرض أعمال درامية، ولكن أعتقد أن الجمهور سيتابع تلك المسلسلات عقب انتهاء شهر رمضان.
■ هناك أزمة فى كثرة الإعلانات مع عرض المسلسلات وهناك قوانين أن تكون نسبة الإعلانات محددة؟
- حمدى: أتصور أن الحديث به غير مجدٍ لأنه سيسقط خلال عام أو عامين من الآن، والجمهور أصبح لا يشاهد المسلسل فى ميعاد العرض والمشاهدة الأكبر على الإنترنت، وتلك المشاهدة ستفرض نفسها خلال السنوات المقبلة، وهناك مسلسلات يتم عرضها على الإنترنت برابط مع تلك القنوات.
■ هناك أزمة فى مشاهدة «اليوتيوب» أنه ضد طقوس المشاهدة الرمضانية؟
- حمدى: هو ضد طبيعة المشاهدة التليفزيونية بالأساس، والناس أصبح تجتمع فى رمضان وتشاهد الإعلانات.
نعوم: أمر وعكسه، وهناك انزعاج من كثرة الإعلانات طوال العمل الدرامى، ولكن بالنسبة للجهة المنتجة والقنوات يريا ذلك نجاحًا، ولكن كيف ترضى جميع الأطراف، الإعلانات تفصل المشاهد عن الخط الدرامى، وربما هذا ما أوصل المشاهد لتلك الحالة من الملل.
■ هل تُقاس نسب المشاهدة على حسب الإعلانات؟
- نعوم: الإعلانات تزيد على مدار رمضان، والقنوات ترى فى إعلانات المسلسلات النجاح وما يحدث أزمات على آخر رمضان يتم حذف مشاهد وهو حدث مع الزعيم عادل إمام سابقًا.
■ قيل أن المسلسل أثناء تصويره تفاجأ شوقى المجرى أثناء المونتاج أن التصوير فاق ٣٠ الحلقة ما صحة ذلك؟
- نعوم: فى الواقع تمت كتابة ٢٨ حلقة، ومن لحظة معينة علمنا أن الحلقات ستكون كاملة وتوقفنا عند ذلك، ولم يطلب المخرج أى اختصارات.
■ هل من الممكن المنافسة بالأعمال الدرامية خارج موسم رمضان؟
- نعوم: قرار العرض خارج رمضان «إنتاجى بحت»، وليس قرارًا لصناع العمل، وشرط العرض خارج رمضان أن يكون العمل بين ٦٠ و٩٠ حلقة حتى تكون التكلفة أقل، وهو أمر لا يقدر عليه الجميع وليس سهلًا، والقناة لن تشترى بمثل تكلفة رمضان، والتكلفة خارج رمضان إنتاجيًا أقل بكثير، لأن الديكور واحد وموقع التصوير واحد.
حمدى: هناك حل نظرى، وهو أن المسلسل بدلًا من عمل مسلسل ٦٠ حلقة عمل مسلسل ١٥ حلقة فى ١٥ حلقة، ولكن التكلفة أعلى، لاتفاقه مع فريقين عمل.
■ ما جديد مريم نعوم العام المقبل؟
- نعوم: «واحة الغروب»، وفريق العمل لم يتم الاستقرار عليه بالكامل، الفنانة منة شلبى والمخرجة كاملة أبو ذكرى وقعتا، ولكن لم يتم اختيار باقى فريق العمل.